عملية ترقيع غشاء البكارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود أن أكتب لكم قصة صديقتي وأرجو منكم إعطائي الحل المناسب لها..
بدأت قصتها قبل 3 سنوات حيث أنها أحبت شاباً حباً كثيراً وقد وقعت في الخطيئة وأصبحت تمارس معه الجنس لمدة 3 سنوات..
وهي الآن تريد الزواج بشخص آخر ولا تدري ماذا تفعل.. وهي تريد أن تعلم.. هل تستطيع أن تقوم بعملية الترقيع أم لا؟؟ وهل تستطيع أن تقوم بها قبل موعد الزواج بفترة طويلة وما هي الفترة؟؟
وهل يمكن للزوج باكتشاف أمرها ليلة الدخلة؟؟ لذلك أرجو بأن تعطيني كل المعلومات عن ذلك الموضوع وبأقرب وقت ممكن وذلك للضرورة..
وتفضلوا بقبول الشكر.
17/1/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك في موقعنا مجانين نقطة كوم، كنا نحب أن تكتب صديقتك تلك قصتها لنا بنفسها، خاصةً وأنك لم تذكري لنا سبب قيامك بذلك نيابةً عنها، وقد اتخذت أنت موقفًا كموقف المحامي وليس موقف الصديقة، صحيح أنك أيضًا قلقة بعض الشيء عليها، ولكنك تبترين من القصة أشياء لا ندري لماذا رغم أنها تفاصيل مهمة!
محتوى إفادتك مستفزٌ إلى الحد الذي جعلني أقررُ الإجابة عليك بنفسي، ثم عرضها على أقرب مستشاري استشارات مجانين مني وهو أخي الدكتور أحمد عبد الله، عله يضيف أو ينقح هذا الرد.
أنت تتكلمين عن صديقة لك أحبت شابا حبا شديدا، وقد وقعت معه في الخطيئة، واستمرت تمارس الجنس معه لمدة ثلاث سنوات!!، لم يكن بينهما شيء غير الحب والجنس لمدة ثلاث سنوات!
فلا عقد زواج عرفي حتى ولا غيره! أي أنها عاشت معه أياما في الحرام، ثم تتابعين بعد ذلك، وقد شفع الحب لها في نظرك تماما في كل ما فعلت، دون أن نسميه، فهو الحب وممارسة الجنس دون عقد أو رباط لا شرعي ولا اجتماعي! ولمدة ثلاثة سنوات!
ثم يبدو أنك لا تريدين ذكر أي شيء عن ذلك الشاب الذي أحبته صديقتك، فلا أين هو ولا ماذا فعل ولا من منهما تخلى عن الآخر، بل حتى أي أنك قررت فجأةً أنه لا داعي للدفاع، فالتهمة إما لا دفاع عنها سوى الحب أو أنها تهمة بسيطة، ويبدو أنها أي صديقتك تلك صاحبة المشكلة والأزمة، قد غيرت رأيها في ذلك الشاب الذي استمتع بها واستمتعت به، غيرت رأيها الآن وتريد الزواج من غيره!!!
أو حتى مع شديد الأسى قد يكون أنها تريد الزواج من غيره دون أن تقطع علاقتها أصلا مع ذلك الشاب الذي ربما يكونُ مخلصا ولكنه لا يتزوج لأي سبب من الأسباب! ومعظم الشباب لا يستطيعون الزواج لكنهم بالطبع يستطيعون الحب وممارسة الجنس!
ليست هناك إشارة واحدة في إفادتك لا إلى توبة ولا إلى ندم ولا إلى عزم على عدم الرجوع إلى ممارسة الحب والجنس مع ذلك الشاب، بل يبدو أن العلاقة ستستمرُ لأنها تحبه، ولكنها تريد الزواج من غيره!، لأن غيره يستطيع الزواج ! أفلا ترين معي أن إفادتك مستفزة؟؟؟
أنت تطلبين منا معاونتك في خداع رجل لا ذنب له؟ وصحيح أن مستشاري استشارات مجانين طيبون، لكنهم يخافون الله فلا يستطيعون إعانة مصر على المعصية على الاستمرار فيها، وكل ذلك رغم أن رأينا في موضوع ترقيع غشاء البكارة مختلف تماما عن ما تقولين ولكن في حالات أخرى وفي ردودنا على أخريات مثلما تجدين على صفحتنا استشارات مجانين في الردود السابقة تحت العناوين التالية:
الاسترجاز بالشيء وغشاء البكارة م
أخونا صيادٌ ماهر والفريسة تتألم
أحبيه لا عيب ، ولكن ….
بعيدا عن الأهل : لقاءات ولمسات يد
من القاهرة إلي الإسكندرية عن طريق بنى سويف
أحبه جدا لكني أكرهه جدا
عقلي يأمرني : اتركيه...وقلبي لا يطاوعني
أحبه جدا لكني أكرهه جدا م
أحبه جدا لكني أكرهه جدا مشاركة ورد مستشار
ورغم أنك لم تذكري لنا شيئا عن توبة صاحبتك، ولا استحقاقها أن تستر، فإننا سنقول لك أن من حق الرجل مساءلة زوجته عن سلوكياتها منذ أن يعقد عليها، ولكن ليس من حقنا نحن كأطباء أن نغشه فيتزوج امرأة استمتع بها رجل آخر ثلاث سنوات وعاشرها معاشرة الأزواج وهي الآن تريد الزواج من آخر على أنها بكر، فهل من اللائق ولا أسأل هل من الجائز أن ندلس عليه فنعطيه لا من أخطأت وتابت! بل من لم تظهر حتى ولو كذبا أنها تابت!.
كيف أصبحنا مطالبين بالرد عليك ونحن لا ندري التفاصيل ولا ندري بصدق هل أنت لم تذكري التفاصيل لأنك تتعجلين الرد أم لسبب آخر، مثلا أنك ترين أن صديقتك غير مسئولة عن ما حدث، أم أنك لا ترين أن مسألة الحرام والحلال مهمة أصلا في حياة المسلمين؟ إنني أخشى أن نكونَ بحاجة إلى عملية ترقيع لوعينا الاجتماعي والثقافي أو ترقيع لضمائرنا!
وعلى أي حال فإن في تراثنا الإسلامي ما قد يستند إليه بعض الفقهاء في جواز عملية ترقيع غشاء البكارة إذا ثبتت توبة المرأة، كما قرأت في الإفادات التي أحلناك إليها، وهناك أيضا ما جاء في موطأ الإمام مالك: وحدثني عن مالك عن أبي الزبير المكي أن رجلا خطب إلى رجل أخته فذكر أنها قد كانت أحدثت فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فضربه أو كاد يضربه ثم قال ما لك وللخبر.
وجاء في كتاب المنتقى (شرح الموطأ) تعقيبا على هذا الأثر:
إخبار الرجل عن أخته إذا خطبت إليه أنها أحدثت يريد أنه قد أصابها ما يوجب عليها حد الزنى وروي نحوه في المدنية عن عيسى بن دينار فأنكر ذلك عليه عمر بن الخطاب رضى الله عنه ولعلها قد كانت أقلعت وتابت ومن عاد إلى مثل هذه الحال لا يحل ذكره بسوء فإن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ولا يلزم الولي أن يخبر من حال وليته إلا بما يلزم في ردها وهي العيوب الأربعة: الجنون والجذام والبرص وداء الفرج، وأما غيره من العيوب فلا يلزمه ذلك، انتهى.
وجاء في مصنف عبد الرزاق:
حدثنا غندر عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن رجلا أراد أن يزوج ابنة فقالت: إني أخشى أن أفضحك، إني قد بغيت، فأتى عمر فقال: أليست قد تابت؟ قال: نعم، قال: فزوجها.
لاحظي إذن أن الغرض من الفعل سيكونُ أن تنتشل فتاة تائبة إلى ربها نادمة على خطيئتها من الضياع والاستمرار في الرذيلة، وليس مع الأسف في كل إفادتك ما يشير إلى أن حال صديقتك كذلك، ولهذا السبب نحتاج أولا إلى تفاصيل مناسبة، لكي نستطيع تقييم حالة صديقتك تلك، ثم نقدم لها ما تحتاج إليه من معلومات حول عملية ترقيع غشاء البكارة، ومتى وكيف وأين وعلى أي أساس، ونحن في انتظار موافاتنا بالتفاصيل.