الوحيد غير القادر على أن يختلط بالناس..
مرحباً..
مشكلتي الإحساس بالوحدة! لا أحس بالوحدة مع عائلتي وأهلي، لكن ليس عندي تقريباً أصدقاء بحق، فأنا من النوع الذي لا يستطيع مصادقة أكثر من شخص واحد, صاحبت أكثر من واحدة أحببتها، وهي أحبتني على ما أظن لفترة طويلة، كنا أحسن صديقتين
وفجأة بدأت تتغير وتضايقني بكلامها وأنا لا أستطيع أواجهها ولا أسألها لماذا، لكنها تعيش حياتها بصورة طبيعية،
نتقابل ونتكلم لكن ليس كما في السابق، كما أنها تعرّفت إلى غيري كثر..
15/12/2009
رد المستشار
مشكلتك تظهر في عدم قدرتك على تكوين صداقات، بالرغم من رغبتك في أن تقيمي علاقات اجتماعية ولكن يبدو أنك لا تدركين كيف تقومين بذلك. إن تكوين الصداقات احتياج هام، لا أعرف ما سبب أنك لا تستطيعين إلا مصادقة شخص واحد فقط! هل لأنك تحبين أن تكوني محط اهتمام هذا الشخص، أم ما هو السبب؟ كذلك ذكرت أن صديقتك الوحيدة تضايقك بكلامها وأنت لا تستطيعين مواجهتها، عليك مواجهتها وسؤالها عن السبب في ذلك، فقد يكون لديها ما يبرر ذلك.
هل أنت متضايقة لأنها عرفت غيرك؟ وفقاً لمرحلتك العمرية فإن الصداقة احتياج هام، والحق أنه هام لكل المراحل العمرية ولكن بالنسبة لمرحلتك فإن العلاقات تتميز بالمد والجزر وغالباً لا تدوم طويلاً وتتصدع سريعاً، وذلك لأن الاختيارات تكون غير سليمة وتسيطر عليها العواطف بشكل كبير أكثر من العقل، فلا تجعلي ذلك يؤثر عليك لأنك ما زلت تكتشفين طبائع البشر، ومن الطبيعي أن يحدث صدامات واختلافات بينك وبين أصدقائك، فالبشر جميعاً مختلفون، واعتبري هذا أمراً طبيعياً، واعلمي أن كل علاقة تكتسبي منها خبرة وتتعلمي منها شيئاً، ويجب أن أوضح لك أننا جميعاً لدينا نوعين من العلاقات الصداقة والزمالة، علاقة بين أشخاص تجمعهم ظروف مشتركة كالدراسة والعمل وقد تنتهي علاقة الزمالة أو على الأقل تضعف أو قد تتحول إلى صداقة.
أما الصداقة فهي علاقة قوية بين شخصين تجمع بينهما اتجاهات أساسية فكرية ووجدانية مشتركة ويسود بينهما التفاهم والثقة المتبادلة، والانفتاح على الآخر كما أن اختلافهما في الصفات يجعلهما متميزين كل واحد بمميزاته التي يكمل بها الآخر، ولهذا قد تحتاج بعض الوقت لتجدي هذه الشخصية التي تحققين معها هذا الانسجام والتناغم، من الواضح أن علاقتك بأسرتك جيدة ولا تشعرين بالوحدة معها وهذا شيء جميل، فلماذا لا تتخيري صداقات من عائلتك أو أسرتك؟ ما أحب أن أوضحه لك أنه من الممكن أن يكون لك العديد من الزملاء ولكن سيكون لك عدد بسيط من الأصدقاء، فحاولي التغلب على فكرة أنك لا تستطيعين التعامل إلا مع صديق واحد فقط، لأن سبب ضيقك هو ارتباطك بصديقة واحدة فقط بينما إن كان في حياتك زملاء أو أصحاب آخرين كانت ستكون بمثابة بديل بالنسبة لك ولم يكن سيحدث لك هذا التأثر، فيجب أن تتعلمي كيفية إقامة علاقات مع الآخرين وكسب الأصدقاء، وذلك طوال حياتك من خلال:
1- إظهار التعاطف مع الآخرين في حالة مروهم بموقف ضيق.
2- أظهري الحب والتقدير في التعامل مع الناس.
3- قللي من نقد الآخرين وأظهري تقبلك لهم.
4- أظهري دعمك للمحيطين بك في الأوقات الصعبة وشاركيهم في الأوقات السعيدة.
5- تعاوني معهم واعرضي رغبتك في تقديم المساعدة في حالة لاحظت احتياجهم لذلك.
ما أحب أن أقوله لك في النهاية أن هذه الخطوات ستساعدك على تكوين علاقات اجتماعية جيدة طوال حياتك وهو ما نحتاجه جميعاً في حياتنا، واعلمي أنك كما أخبرتك من قبل ما زلت تخطين خطواتك الأولى لفهم البشر ومن الطبيعي أن تجدي من يختلف معك ومن يتفق، وستكونين العديد من الصداقات إلى أن تصلي إلى النضوج الذي يساعدك على اختيار الصداقة الملائمة لك فلا تجعلي هذا يؤثر عليك لكن اعتبريها فرصة لاكتساب المهارة وفهم الآخرين بشكل أفضل.
أتمنى أن يوفقك الله إلى الصحبة الطيبة.
واقرئي أيضاً:
ليس من السهل العثور على الكنز
أهمية وحاجة الإنسان للصديق
الصداقة في المراهقة
لسنا في زمن المعجزات
الصديق وقت الضيق .. هكذا الأخوّة الحقّة
صديقتي لا تحبني ماذا أفعل ؟
صديقتي مزعجة: ماذا أفعل؟