عتاب وشكوى وميول مثلية
عتاب وشكوى وميول مثلية - ثاني
سيدي الأستاذ الدكتور علاء مرسي، وأخي وعزيزي الدكتور وائل أبو هندي، كم أنا في غاية السعادة لمجرد تلقي ردكم الكريم وما تفضلتم بشرحه حيال مشكلتي (عتاب وشكوى وميول مثلية) وأدعو الله لكم دائما أن يجزيكم أحسن الأجر على المساعدات الكريمة لمن لا حول لهم ولا قوة ممن يلجئون إليكم، للتباحث من خلف الستار:
سيدي الدكتور علاء مرسي، تفضلتم بالإشارة إلى بعض الاحتمالات عن مشكلتي وطلبتم بعض الاستفسارات وهنا أود أن أوضح لسعادتكم بعض التعليقات والإجابة على الاستفسارات المطلوبة:-
1- أما عن أول ملاحظة وهي الأب، فأنا أكاد لا أتذكر شكل أبي إلا من خلال الصور حيث أنه توفي وأنا في سن صغيرة جدا وأفتقد لمن في موقعه بالفعل مهما بذلت من مجهودات إلا أن موقعه ظل خالياً في القلب والبيت، لم تتزوج الوالدة بعده بل جزاها الله كل الخير فقد وهبت حياتها لنا بكل معاني التضحية.
2- ليست لدي أي ميول عدوانية تجاه الوالدة فعلاقتي بالوالدة جزاها الله كل الخير ممتازة واحمد الله أني ابن لمثل تلك السيدة المضحية النبيلة ذات الحس المرهف والسمو الخلقي والتي لم تدخر أي جهد لتعليمنا وتربيتنا بالشكل الذي استطاعت، فقد تخرج أخ لي في كلية الطب والآخر في الآداب وأنا في التجارة وأخ أصغر في معهد فني وكل ذلك برغم ضيق ذات اليد وبذل النفيس والغالي من أجل إيصالنا لبر الأمان فإنها كانت نعم الأم وكانت بالنسبة لي أعظم مثل في إنكار الذات، وبالمناسبة لا ترتبط معها زوجتي بأي شبه إلا في عاطفتها الفياضة فقط إنما الشكل والأسلوب وكل هذا فلا، إنما زوجتي والحمد لله فهي من أسرة محترمة متوسطة الحال نشأت على الأصول والأخلاق الحميدة مثل أي أسرة مصرية تعرف العيب وتحافظ على سمعتها وشرفها وهي أيضا تقوم بدور الأم الحقيقية لأولادي.
3- هناك بعض المآخذ فقط على زوجتي وهي أنها دائما تحتاج إلى تدفق عاطفي من قبلي وأنا بطبعي لا أقوى على تكرار كلمات الغزل بشكل ممل مثلا، ضعيفة ثقافياً وتشعر بالنقص أحيانا في هذا الجانب على الرغم من أنها متعلمة ولكن (تعليم متوسط) تحبني بشكل أشعر أنه يمثل ضغط على من كثرة حبها لي لا أدري إذا كان هذا نعمة أم نقمة، لا يوجد حوار فيما بيننا في أمور كثيرة هي تطلب أن أتودد إليها وأن أتحدث إليها في أي موضوعات ولكني لا يجذبني الحديث معها إلا في أمور البيت والأسرة فقط.
بالمقارنة إذا كان هناك أي صديق (أحبه) لو سهرنا الليل بطوله نتحدث روحانيا أو عاطفيا وهذا ما تكرمتم بالإشارة إليه في ممارسة الحب فأنا يمكنني بالفعل أن أمارس الحب مع صديق ولكن للأسف أتمنى ولكن لا أستطيع أن أمارسه بنفس الشكل والمضمون مع زوجتي، وهذا يمثل عذاب بالنسبة لي فأنا استمتع بهذا العناق الروحي ولكني لا أستطيع أن أمارسه مع أي أنثى وليس فقط زوجتي.
4- أنا أحب زوجتي ولكن حب عشرة وليس حب هيام أو عاطفة جياشة لا أقوى على بعدها عني وعندما تسافر إلى أهلها على سبيل المثال أقول لنفسي لن أوافق على أن تسافر هي والأولاد وحدهم فيما بعد ولكن أعود وأحاول إقناعها بالسفر بعد فترة وحدهم وكأنني في حاجة إلى الاشتياق إليها.
5- أما فيما يتعلق بأنني ارغب في لعب دور الرجل أو المرأة فهذا اعتقد انه كان بعيد عن فكري إلى حد ما لأن ما يستهويني من الرجل هو أن احتضنه واقبله واحتويه في أحضاني وهو كذلك يمكنك أن تشير إلى المبادلة في هذا الجانب ولكني أرفض لعب دور المرأة على كل الأصعدة بل على العكس لو خيرت سأختار دور الرجل أكيد.
6- أما فيما يجذبني في مواقع الإنترنت فأنا ابحث في الصور واستعرض منها صور الشباب الوسيم في أي وضع كانت ويستهويني منظر الأحضان والقبلات فيما بين الشباب الوسيم.
7- كان هناك بعض الممارسات مع بعض الشباب (face to face) قبل الزواج والقليل منها بعده علما بأنني أبذل مجهودات غاية في الصعوبة من أجل الحيلولة دون حدوث هذا وخاصة بعدما رأيت أولادي حولي وأعشق التراب من تحت أرجلهم .
أرجو المعذرة وتقبل هذا الشرح المستفيض كما أتمنى أن أجد من قبلكم الاهتمام المعهود وأعتذر عن الإطالة كما أعتذر عن إزعاجكم بمشكلتي ولكنه قدركم أن تحملوا معنا همومنا التي لا يعلم حجمها بعد الله سبحانه إلا أنتم.
أرجو تقبل اعتذاري يا دكتور وائل أبو هندي على نقدي وإن كان هذا من منطلق حرصي على التواصل فيما بينكم وبين قراءكم لأنكم بالفعل أصبحتم شعاع النور في دنيا الظلام بالنسبة لهم وأصبحتم كأنكم المتنفس الوحيد للعديد من البشر الذين لا يستطيعون أن يدخل أحد إلى دهاليز قلوبهم ليرى على الطبيعة ما بداخلها من أوهام أو هموم أو خيالات أو اضطرابات.
أرجو تقبل اعتذاري واعدكم بالمشاركات المستمرة وأعدكم أيضاً بالولاء والانتماء التام لكم كفريق عمل يبتغي وجه الله قبل أي شي آخر،
جزاكم الله عنا وعن جميع قراءكم كل الخير.
11/1/2004
رد المستشار
سيدي، ليس هناك من سوف يقوم بدور الأب نفسه ولكن مما لا شك فيه أن هناك من الرجال في حياتك ممن أعطوك الإحساس بالحنان والأبوة... أعتقد أنك تريد إعطاء ما لم تحس به من حب أبيك للآخرين في محاولة للتعويض..
فعندما تعطي شيئا يجب أن تملكه أولا... وأنت تحاول أن تعطيه لأنك تقول لنفسك أنك افتقدته وما زلت تفتقده مع أن لديك منه ما يمكن إعطاؤه... إنه الحنان والتقارب وممارسة الحب الروحي التي أردتها مع والدك متمثلة في رغبتك لعطاء هذا لرجال آخرين بالطريقة التي كنت تتمناها عاطفيا وليس جنسيا أو جسديا...
أغلب الظن أن طريقة تربيتك الشرقية كان فيها كما هو الحال في معظم الشرق الأوسط تدريب على التعبير الجسدي... عندما تخطئ، تعاقب بالضرب (عقاب جسدي).. وعندما تحسن العمل، تثاب بربتة على الرأس أو الكتف أو قبلات أو أحضان.... بالتالي فإن تعبيرك عن اشتياقك لهذه المشاعر بالعطاء التعويضي يتمثل في الصورة التي شرحتها... والاحتمال الآخر أن يكون لديك كمٌّ لا بأس به من النرجسية وبالتالي التحيز إلى الرجال.
من ناحية أخرى، تحس بشيء من الاحتقار لزوجتك أو للمرأة عموما (بالرغم من دفاعك عن والدتك) ربما بسبب أن زوجتك (التي تمثل المرأة عموما فيما عدا والدتك) لم تطابق توقعاتك أو أنهن جميعا لا يمكن أن يكن على مستوى الفهم والإدراك والثقافة (وبالتالي التوافق معك) مثل الرجل.. ولكن من منا يمكنه أن يطابق توقعات الآخر بحذافيرها... لماذا لا تعلم زوجتك وتثقفها لكي يكون في حديثها ما يجذبك؟؟ لقد اخترتها واخترت أن تنجب منها ومعها أطفالا وما تفعله معها هو النموذج الذي سوف يتعلمه أطفالكما عن الحب والزواج.
ومن ناحية أخرى، قد يكون رفضك للمرأة هو في الحقيقة رفضك الحصول على الحب والتوافق منها قبل أن تحصل عليه من الرجل (والدك)... لماذا لا تتيح لنفسك فرصة الاستمتاع بحب زوجتك لك وحبك لها؟ لماذا ترفض أن تعطيها ما تحتاج (أنت وهي)... إذا كانت تريد كلمات الغزل فهذا لأنك لا تعطيها الإحساس بأنها جميلة في نظرك أو أنها مهمة في حياتك... وربما هي لا تعرف كيف تعبر عن الحب بالطريقة التي تروق لك.. لم لا تعلمها ما يمتعك ويثيرك ويعطيك الإحساس بالقرب والتوافق؟؟ أنا أقصد كل هذا على أنها بشر، إنسان، وليس أنثى.... هي تشعر بالنقص وأنت لا تساعدها على التغلب عليه للأسف، في انتظار ردك واستمرار المناقشة، وفقنا الله لما فيه الخير والصواب.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز السائل أهلا وسهلا بك، ونشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للأخ الزميل الاستاذ علاء مرسي، هو فقط إحالتك إلى الإجابة التي ظهرت أخيرا على صفحتنا تحت عنوان أريد حلا: سجن الميول المثلية : بوادر الانعتاق وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بالرد على أسئلة مجيبك، وبالتطورات الطيبة إن شاء الله.
ويتبع >>>>>>>: عتاب وشكوى وميول مثلية م1