السلام عليكم ورحمة الله
أكتب إليكم مشكلتي وكلّي أمل أن أجد الحل عندكم، ولعل ذلك يكون في ميزان حسناتكم، وأعتذر مسبقاً لوجود ما يخدش الحياء والمروءة في الرسالة، لكن لا بد من ذكر التفاصيل.
أنا متزوج وأب لثلاثة أطفال، لم أمارس الجنس المحرم -الزنا أو اللواط- أبداً في حياتي، لكني كنت في فترة المراهقة مولعاً جداً بالتفكير في ممارسة الجنس مع النساء في الدبر، وكلما مارست العادة السرية أتخيل أني أمارس الجنس مع امرأة من الخلف، وفي إحدى المرات التي كنت أمارس فيها العادة السرية اللعينة قمت بعمل قبيح ودنيء ولا أعرف لماذا قمت به؟! حيث قمت بإدخال جزء من جسم صلب صغير الحجم في فتحة الدبر أثناء ممارسة العادة السرية، حدث هذا الأمر لمرة واحدة وقد تقززت منه كثيراً وندمت عليه أشد الندم ولم أكرره مطلقاً، ثم نسيت الأمر. بعد مرور ما يقارب 20 عاماً على هذه الغلطة الغبية والسخيفة زاد التزامي الديني، فبدأت بمراجعة نفسي وتذكري للذنوب التي ارتكبتها في حياتي فتذكرت هذه الفعلة الشنيعة مما أصابني بنوبة اكتئاب كبرى، وأنا تحت العلاج منذ أكثر من سنة (بروزاك + توفرانيل).
المشكلة التي أعاني منها حالياً هي أن هذه الحادثة تسلطت على تفكيري، فهي لا تفارق ذهني ليلاً أو نهاراً ولا ثانية واحدة، اللهم إلا أثناء النوم، لكن بمجرد الاستيقاظ يبدأ الشريط يدور في ذهني ولا يفارقني إلى أن أنام ثم يأتي اليوم التالي فأدخل في نفس الدائرة المغلقة من جديد، وأنا على هذه الحال منذ أكثر من سنة. عندما أرى أي شخص سواء رجلاً أو امرأة أو طفلاً أفكر في شيء واحد هو أنه أحسن مني حيث لم يرتكب الفعلة التي ارتكبتها، فأصبحت أحتقر نفسي كثيراً وأحس أني إنسان قذر وغير نظيف، حاولت الخروج من سيطرة هذه الفكرة على دماغي بالتقرّب إلى الله والاستغفار في اليوم الواحد أكثر من 5 آلاف مرة، وحفظت كل الآيات والأحاديث التي تتحدث عن التوبة وعن سعة رحمة الله، مع ذلك لم أفلح في نسيان هذه الحادثة وطردها من تفكيري.
أنا أعلم أن الله غفور رحيم ويغفر لي ذنبي إن شاء، لكن ليست هذه هي المشكلة وإنما المشكلة أنني لا أستطيع أن أغفر لنفسي أو التصالح معها لنسيان هذه الحادثة، وبقيت مسيطرة على تفكيري مما دفعني إلى ترك وظيفتي والانزواء في البيت وحيداً نادماً منطوياً على نفسي، وابتعدت عن مجامعة زوجتي حيث أصبحت أكره الجنس بشكل غير طبيعي، بل في الفترة الأخيرة بدأت توثر حتى على أداء واجباتي الدينية.
هل ما أعاني منه هو عرض من أعراض الكآبة أو هو وسواس قهري؟ وماذا أفعل لأنسى هذه الحادثة التي شلتني عن الحياة؟ هل العلاج بالصدمات الكهربائية للمخ نافع في نسيانها؟ هل يوجد دواء معين ممكن إضافته إلى علاجي يفيد في نسيانها؟ صدقني لو كانت حدود الله قائمة ومطبقة لذهبت واعترفت على نفسي كي يقام عليّ الحد وأرتاح من عذاب الضمير لأني اعتبر الموت هو الحل الوحيد لمشكلتي.
آسف على الإطالة، وأنا بانتظار الرد.
وشكراً
14/01/2010
رد المستشار
بسم الله والحمد لله، الأخ الكريم،
أهلاً وسهلاً... أولاً -من آخراً لديك- ليست جلسات الكهرباء مناسبة لك، وكذلك الموت هو الحل أبداً بل هو مرحلة من مراحل وجودنا.
كلنا يعلم مدى رمزية ((فتحة الشرج وإدخال شيء فيها))، في نفس الإنسان عموماً والشرقي المسلم خصوصاً، إنها رمزية تحمل معاني في غاية السوء: الشذوذ، الانحراف! لكنها بالنسبة لك (كما هي للناس جميعاً) ومن 20 سنة سلوك استكشافي، فالإنسان من بطن أمه مستكشف لعالمه إلى أن يموت، ولا يخبو عنده الفضول والاستكشاف أبداً. وما فعلته هو عمل استكشافي يقوم به الكثير من الشباب لتحصيل متعة أكبر، وهذه المتعة من خلق الله تعالى إذ أن العصب المسؤول عن تغذية المنطقة التناسلية أيضاً يمر ويغذي المنطقة الشرجية، وبالتالي إثارة هاتين المنطقتين تنقل حس اللذة للدماغ.
أخي الفاضل،
تسامح مع نفسك ولا تتشنج، وما تمر به الآن نوع من الوسواس القهري الفكري المختلط مع كآبة ثانوية
والحل الأمثل لك: أن تعامل طفلك الصغير الجميل (نفسك التي بين جنبيك) بالحنان والعطف والتسامح، أخطأ هذا الطفل لما استكشف ولكن لا يستحق كل هذا العقاب فعادة الأطفال الاستكشاف!.
وأرى أن يضيف لك طبيبك دواء يدعى الريسبردال بجرعة بسيطة ولكن تحت إشرافه وليس إشرافي أنا، مع جلسات العلاج المعرفي (تعديل الأفكار) السلوكي (تعديل السلوك).
أتركك في أمان الله وحفظه.
إليك الروابط المفيدة التالية:
أنا عندي أكثر من 30 حالة وسوسة
اضطرب الوسواس أم الشخصية القهرية
هو اضطراب الوسواس القهري بكل وضوح