السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أما بعد: أشكركم وأشكر القائمين على هذا الموقع الضخم وكل من تعب على تطويره.
وشكري موصول لكم من صميم قلبي، ترددت كثيرا لإرسال مشكلتي، ولكن ما وصل به حالي دفعني لإرسالها حاولت أن أجد مشكلة في استشارات المرضى تطابق مشكلتي؟؟ لم أجد، ربما في مشكلة أو اثنتين ولكن سبحان من تسبح الملائكة بحمده (أنا جامع لكل المشاكل) لا أعرف كيف أصف لكم مشكلتي. أأختصر أم أكتبها على السليقة, بالحقيقة أنا لا أجيد المقدمات فسأدخل لصلب الموضوع. وأرجو منكم المعذرة لضعف تعبيري عندي مشاكل مع نفسي وصراعات, دائما أجد نفسي ولا أحد حولي.
أحب الاجتماعات لكن؟؟؟؟ لا أستطيع الاستمرار في التواصل مع الناس. حيث أفتقر لمهارات الحديث أخجل من كل شيْ (مع العلم أني عندما كنت صغيرا كنت اجتماعيا لدرجة كبيرة ولا أخشى المواجهة والكلام مع الناس), ولكن بعد ما بدأت مرحلة الثانوية بدأت تتأزم معي الأمور.
ولا أريد نسيان أنني أشكو من عادات عصبية حاولت التخلص منها منذ كنت في الصغر لكن بدون جدوى (مثال إرماش العيون, تحريك أرنبة الأنف, رفع الحواجب....) تلعثم بالكلام أحيانا (سرعة كلام... ترديد الكلام))
أشكو من التحدث لنفسي في خلوتي كنت أتصور منظري حينما يراني أي أحد كان وأنا في هذه الحالة فأحاول أن أغير من وضعي ولكن من غير جدوى دخلت في دوامة جديدة وهي أنني أصبحت أتحدث لنفسي كسبيل للدفاع عن نفسي في بعض المواقف التي أفشل بها أصبحت أتحدث مع نفسي وكأن رجلا أمامي يحادثني.....
حينما أكون بحضرة مجتمع أتحدث لنفسي من غير صوت (فقط أحرك شفتي بالكلام) طبعا أنا حاولت مرارا ومرارا وتكرارا.... وكالعادة؟؟؟؟ لا شيء، أود أن أحيطكم علما أني حينما أتكلم مع نفسي ولا يوجد عندي أحد أحاول الصمت قدر المستطاع فأخذ برهة من الوقت ثم لا ألبث إلا أن أعود كما كنت... وزيادة كل من حولي لاحظوا تلك الأعراض علي... فصرت كالمجنون عندهم. لا يأخذون بكلامي ولا يعتبرون لي اعتبار. حياتي بدأت تسير نحو الجنون, نحو الهاوية.
لا أعلم حلا... ذهابي لتلك المستشفيات ليست بالأمر الهين حيث نظرة الناس.... فلو قلنا أنني ذهبت خفية من دون علم أحد؟؟؟ تلك الأنواع من الجلسات مكلفة للغاية ولا سيما أنني لا أريد أحدا من أهلي يعلم بذهابي ساعدوني في مشكلتي..........
9 سنوات ومشاكلي تؤرقني وأحس بالذنب من شيء ليس لي به حكم وقدر لله الحكم وهو المدبر فكم من صداقة ذهبت بكون ما أنا عليه أنظر للناس؟؟ فلا يشكون من شيء.... يتحدثون بطلاقة.... ويضحكون من غير تحسب ولا خوف يذهبون ويأتون؟؟؟ وأنا أنظر لنفسي؟؟؟ فيا سبحان الله في بعض الأحيان يأتيني شعور عارم بالثقة بالنفس فتجدني أجادل وأتكلم من غير خوف فمثلا في أيام مدرستي الثانوية.
بعض الأحيان أخرج من دائرة صمتي وخوفي وأبدأ في إلقاء النكات على زملائي وعلى مدرسيَّ مما يدفع الطلاب للضحك.. ولا أخفيكم كما لا يخفى عليكم سعادة الشخص حينما يكون محط اهتمام وأنظار الناس.. فهم يرونني متقلب المزاج وينتظرون بفارغ الصبر تعليقاتي الساخرة على المدرسين والطلاب ولكن من الغد أأتي للمدرسة شوقا لمزيد من المغامرات؟؟؟؟ ولكن؟؟ تجدني لا أستطيع الكلام بمجرد أحدهم ينظر لي بعيني...
ثقتي بنفسي تتحطم فلا أجد نفسي كما كنت بالأمس... لأعلم ما علتي؟؟؟
أرجوكم؟؟؟؟؟ أرجوكم؟؟ ساعدوني
14/01/2010
رد المستشار
الابن العزيز حسن أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، أعتذر بداية عن تأخرنا في الرد عليك نظرا لظروف ألمت بالمستشار الذي كان مفروضا أن يجيبك، وأخيرا أصبح لزاما عليّ أن أجيبك وأسأل الله أن يهديني لأشير عليك بما ينفعك.
من الواضح أن المسألة تتعلق باضطراب العرات المزمن Chronic Motor Tic Disorder ولست متأكدا من وجود عَّرات صوتية فقولك أنك تحدث نفسك بتحريك شفتيك فقط يجعلني أشك في كونها عرَّات أيضًا ولكني غير متأكد... ووجود عرَّات صوتية وحركية في نفس الشخص يعني أننا نتحدث عن اضطراب توريت Tourette's Disorder وليس فقط اضطراب العرات المزمن، ومن المتوقع أن يؤدي مثل هذا الاضطراب إلى قدْرٍ لا بأس به من المعاناة الاجتماعية والشعور بالخجل الاجتماعي المفرط.
وأما كونك بدأت سطورك عن مشكلة العرات هذه بقولك: (ولا أريد نسيان أنني أشكو من عادات عصبية حاولت التخلص منها منذ كنت في الصغر لكن بدون جدوى) فهذا يجعلنا نتشكك في مركزية هذه الأعراض في مشكلتك! هل يعني ذلك يا حسن أن هناك جانبا من المشكلة هو الخجل الاجتماعي المفرط؟
ثم لماذا قلت أنك لم تجد على الموقع إلا مشكلة أو اثنتين تشبهان مشكلتك؟؟ ربما هذا يصح في حالة اضطراب العرات لكنه بالتأكيد ليس صحيحا إذا كنا نتكلم عن الخجل الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي....
وأما حديثك مع نفسك وأنت وحيد فمن الواضح أنه من نوع الكلام مع النفس ومنه الطبيعي ومنه المرضي، وأحيانا ما يشتكي منه مرضى اضطراب العرات أو توريت المزمنين كما يظهر في حالة سالم وهي حالة اضطراب العرات المزمن الأولى بالموقع والتي جاءت مواكبة لاضطراب الوسواس القهري وكذلك لمضاعفات اجتماعية تشبه معاناتك إلى حد كبير وإن كنت أحس حالتك أخف وحسبك أنك نجوت من الوسوسة.
في جميع الأحوال يا حسن هناك علاج يمكن أن يساعدك في تخفيف معاناتك هذا فإما أن تشفى وإما أن يحسن كثيرا من حالتك ولعل في قراءة الروابط التي سأعطيها لك في نهاية الرد ما يساعدك في تكوين فكرة عامة عن المشكلة وطرق علاجها.
في نهاية ردي عليك أنبه إلى أن عليك فورا أنا تطلب المعونة من طبيب نفساني وإن لم تفعل اتصل بنا هنا في الموقع وسندلك على أقرب الطرق لتخفيف معاناتك وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.
واقرأ على مجانين:
من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات: ربما؟ متابعة2
هل هذا هو عذاب عرَّات التوريت؟؟؟ متابعة
توريت والكفر متابعة
اضطراب العرات Tic disorder: مقدمة
اضطراب العرات في نطاق الوسواس القهري2