خذوهم بالصوت! غيور أم مريض؟
خذوهم بالصوت! عودٌ على بدأ م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكر لكم صبركم عليّ وتعاونكم جزاكم الله خيراً.
لا أدري ماذا أقول الحمد لله على كل حال فقد اكتشفت أن ابنتي مريضة بمرض في القلب تتساوى فيه نسبة الشفاء الكامل مع نسبة التدهور وتحتاج إلى علاج رغم تأكيد الطبيب المعالج لها بأن حالتها جيدة وتتحسن والحمد لله، وأنها يمكن أن تعيش طبيعية مع العلاج.
إلا أنني في أشد حالات الاكتئاب! فبعد أن وضعت كل أملي في هذه الطفلة اكتشف أنني قد أفقدها وأتخيل هذا اليوم مئات المرات في اليوم وأبكي كأنه حدث!! حتى أنني أستيقظ عشرات المرات ليلاً للتأكد من أن ابنتي تتنفس وعلى قيد الحياة! وعندما أستيقظ أكون في أشد حالات الرعب وأتساءل هل أغضبت الله فيعاقبني؟ وأعود فأقول هل سأحتمل لو حدث لها مكروه؟ فإذا فقدتها لن أستطيع العيش بعدها، وأكرر على نفسي "إنّا لله إنّا إليه راجعون" والحمد لله على كل حال.
أهملت كل شيء إلا علاج ابنتي؛ أهملت مظهري والأكل والعلاقات الاجتماعية، وفقدت وزني في خلال هذا الشهر، أجلس طوال اليوم محتضنة ابنتي وأبكي وأهلي يقولون لي أنها ستشفى بإذن الله. أحياناً أفرط في الصلاة وأدعو لها، وأحياناً أهمل الصلاة مع تأنيب الضمير لأنني أعلم أن ليس لي إلا الله ولكن (غصب عني) ولكن أحس أن حياتي كلها مرتبكة. أهلي يطلبون مني السفر إلى الدولة الأوروبية التي يعيش بها كل إخوتي حيث أنني أصغرهم، فهناك فرص للعمل حتى أستطيع التكفل بنفقات ابنتي وعلاجها التي ما زال والدها يرفضها ويرفض سماع أي شيء عنها ويرفض أن يصرف عليها، وهي فرصة للبدء من جديد- ولكن أي جديد - وفرصة لعلاج ابنتي.
لكن لست أدري؛ فما زلت لم أطلّق- أستطيع السفر لأنني أحمل جنسية هذا البلد- لكني لا أريد أن أغضب الله مرة أخرى بسفري وأنا ما زلت زوجة رغم أن زوجي أسقطني من حساباته! وإذا طلقت هل الأفضل أن أذهب بابنتي بعيداً لنبدأ من جديد؟ وهل إذا كتب الله لها الشفاء الأفضل أن تعيش بعيداً عن والدها الذي يرفضها ولا يكون بينهم صلة، أم أحاول إيجاد صلة بأي طريقة؟ وكيف أتعامل معها نفسياً في ظروف مرضها المزمن؟ وهل سأفيق من الحالة التي أنا بها؟ فأنا لا أتخيل أنني سأستطيع مجرد الابتسام وليس الضحك! أحياناً أحس أن زوجي ووالدته معهما حق وأنني ما كان يجب أن أترك بيتي طالما لم أطلق، وكان يجب أن أحتمل زوجي مهما قال واتهمني وأهانني فهذه هي طاعة الزوج كما أمرنا الله، وأن هذا ذنب أدفع ثمنه الآن أنا وابنتي، لكن ماذا أفعل وهذا هو الوضع الآن؟.
أرجو من الله أن يسامحني، وأرجو منكم ومن القراء الدعاء لابنتي بالشفاء فقد يشفيها الله بدعاء إنسان مؤمن، وادعوا لي أن يرحمني الله ويفرج كربي ويثبتني على ديني. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
جزاكم الله خيراً والسلام عليكم.
14/01/2010
رد المستشار
ملاحظة: لقد استلمت رسالتك بعد تسعة أشهر من كتابتها، ولا أدري ما هو الجديد الذي طرأ في حياتك خلال هذه الفترة.
السيدة "روز"؛
أتمنى لابنتك كل الصحة. أسأل الله الشفاء لها...
طالما أكد الطبيب المعالج أن ابنتك تتحسن وتعيش طبيعية مع العلاج، فلا داعي للخوف.
حالتك التي تتحدثين عنها تحمل الطابع الأسري الاجتماعي. أي أن الصراع مع زوجك كما هو واضح من الرسالة كان له أثر سلبي على نفسيتك وسلوكك وحياتك الاجتماعية. والنتيجة إهمالك لنفسك ولمظهرك، وترتب هذا الإهمال العلاقات الاجتماعية...
فالتخيلات السلبية من فقدان ابنتك هي أفكار تنتابك.. (أكتشف أني قد أفقدها وأتخيّل هذا اليوم مئات المرات في اليوم)... بمعنى أبسط تكون فكرة فقدان ابنتك حدوث مكروه مصحوبة بنوع من الانفعال فيظهر القلق والخوف كاستجابة للانفعال. أتمنى ألا تسيطر عليك هذه التخيلات وأن تكون عابرة، ويكفي ما أنت عليه من هم وتكدر.
اهتمامك واحتضانك ابنتك مبالغ فيه ولكن لا لوم عليك، هو تعويض من قبلك لها، حيث لا أب يسأل أو يحنو، بل يرفض حتى سماع أي شيء عنها كما ورد في الرسالة.
لكن السؤال الذي نريد الإجابة عليه من خلالك أنت... لماذا يرفض والدها ابنته ويرفض سماع أي شيء عنها ويرفض أن يصرف عليها؟ أنت من يجيب عن السؤال: لماذا تعيشين بعيداً عن زوجك؟.
العبارة التي وردت في رسالتك وهي (أحس أن زوجي ووالدته معهما حق وأنني ما كان يجب أن أترك بيتي طالما لم أطلق، وكان يجب أن أحتمل زوجي مهما قال واتهمني وأهانني)، لم أفهم ماذا تقصدين من ذلك؟! هل تركت المنزل سابقاً ما أدى إلى مشاكل مع زوجك؟.
لا أنصحك بالطلاق، ولكن أنصحك بالتواصل مع زوجك أولاً ومن خلال إخوانك ثانياً، أو من لهم تأثير على زوجك ويستطيعون رأب الصدع بينكما ثالثاً.
مع خالص الاحترام،