الحب أم الزواج... الوهم أم الحقيقة؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحبائي القائمين على هذا الموقع المبارك، أنا صاحب مشكلة "الحب أم الزواج... الوهم أم الحقيقة؟؟" التي أرسلتها منذ ثلاث سنوات، وقد قامت الدكتورة حنان طقش (بارك الله فيها) بالرد على المشكلة رداً يناسب تفكيري واحتياجي في ذلك الوقت، فأنا ما زلت أضحك حتى اليوم من أسلوبي في كتابة الرسالة الأولى والتي يظهر فيها اللهفة وعدم التركيز، ومع ذلك فأنا أبتسم لهذه المشاعر الجميلة آنذاك.
وقد أخذت بنصيحتها وكانت هذه "الذكريات" دافعاً لي لأكمل حياتي دراسياً ومهنياً لأصل إلى مبتغاي وهو الزواج ممن أحببت، وبعد أن تخرجت ووفقني الله للعمل فأنا، الآن أعد العدة للخطبة في الشهور القادمة إن شاء الله (أرجو منكم الدعاء).
لكن ما أكتب لكم من أجله هو أنني الآن على قناعة تامة أن الزميلة التي كنت أحبها لا تصلح تماماً لأن تكون زوجتي أو شريكة حياتي، فبعدما هدأت لهفة الحب لدي بدأت أفكر في طباعها ووجدت أنها لا تتوافق مع طباعي تماماً. أما بالنسبة للفتاة التي لديها شقة اكتشفت أني لا أستطيع أن أعيش في منزل زوجتي، بالإضافة لاختلاف طباعها عني أيضاً. فطلبي منكم الآن هو بعد أن يسر الله لي النجاح دراسياً وعملياً، وقد تيسر لي منذ أيام مسكناً وإن كان صغيراً، أريد أن أتزوج فيه أعفّ نفسي وأنشئ أسرة مسلمة، لكني أريد أن أحب من أتزوجها كي أسعدها وتسعدني، أريد هذا الشعور الجميل في الحلال.
مجال عملي ليس فيه اختلاط بالنساء، وأنا لم أتعرف بأي وسيلة إلى أي بنت، وغالباً ستكون زوجتي من "ترشيح" أمي -وليس من اختيارها- ولا يوجد في مخيلتي صورة لفتاه سوى أن تكون "حييّة" وذكية، فهل ذلك ممكن أم سأتأثر بما مضى أيام المراهقة؟.
أما بالنسبة للعنوان: اصبروا يا شباب؛ فأنا أنصح كل من يريد أو تريد الزواج وعفة النفس أن يصبر ويدعو الله أن ييسر له الخير حيث كان وسيبدله الله خيراً مما يظن.
وختاماً أطلب منكم ثانية ومن كل القراء الأعزاء أن تدعو الله لي بالهداية والتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
27/12/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً بك مرة أخرى وبارك الله لك في رزقك، لقد أفرح قلبك أن ذكرتنا بعد اجتيازك أزمتك وتقدمك في الحياة، ولا تضحك من فضلك على صغيرنا -الذي كان- فأنا قد فهمته أكثر مما أفعل مع سطورك الحالية.
تريد أن تحب زوجتك وهذا ليس ممكناً فقط بل هو أحد أهم أركان الزواج واستمراره وأهدافه، وذلك مذكور في قوله تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الروم 21)، ولا يوجد شعور الحب بكامل أركانه إلا في الحلال -الزواج- الذي يحميه وما عداه من علاقات لست بغافل عن مسمياتها بالتأكيد فهي ليست حباً فلا تقلق ستعيش حلاوة الحب مع زوجك إن شاء الله إن اتقيته في اختيارها وتبعت وصية نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، وما تذكره من لطيف إحساس نتيجة ميلك وإعجابك لزميلتك السابقة ليس سوى عينة بسيطة -إرهاصات- من الاستقرار النفسي الناتج عن العلاقة الشرعية.
سيختلف اختيارك بالتأكيد عنه أيام المراهقة بما اكتسبته من خبرة في الحياة ونضج من خلال دراستك وعملك ومعارفك في الحياة ليكون أكثر ملائمة لك، وبالطبع أدعو وباقي المجانين والعقلاء لك ولجميع شباب المسلمين بالهدى والتقى والعفاف والغنى.