السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لدي مشكلة وأرجو من الله العليّ الكريم أن تجدوا لها حلاً. أعاني من حالتي وشكواي النفسية حيث بدأت معاناتي وبالتفصيل بمروري بضغوط نفسية كبيرة جداً في العمل والبيت؛ فأنا أعتبر المسؤولة عن السكن والمصاريف لأن زوجي لا يمنح سكن من عمله وراتبه ضعيف نسبياً.
منذ فترة حلمت حلماً مزعجاً أني أصبت بأمراض سريعة ومتتالية وأني على وشك الموت، فقمت فزعة من الحلم وسمعت بعدها بإصابة أحد المعارف بمرض خبيث، من بعدها بدأ معي الوسواس والرهاب المرضي! داومت على زيارة الأطباء والتردد عليهم للفحص من أي شكوى أو عرض حتى ولو كان بسيطاً وأتخوف أن يكون خطير، أخاف من الأمراض بشكل جنوني، وبعدها ظهرت معي أعراض الخفقان.
ذهبت طبعاً إلى أخصائي القلب لفحصي وكما قلت لك من قبل أنه قال أن لدي ارتخاء بسيط جداً في صمام القلب الميترالي ولا يوجد عندي أي أمراض أخرى، والقلب سليم والحمد لله. بعدها أصبح الخفقان يلازمني وأصبت باكتئاب، أصبحت عصبية جداً ولا أحب التحدث مع أحد وأحقد على المرأة التي لا تعمل وتقوم بتربية أولادها. ثم صرت أقلّب الانترنت وأبحث عن أمراض ارتخاء الصمامات وأعراض الخفقان، وزاد الأمر سوءاً وزاد الخفقان سوءاً، فعدت إلى الطبيب مرة أخرى وقام بفحصي بالهولتر ليطمئن على طبيعة وسبب هذا الخفقان المستمر وتبين أن الضربات الهاجرة هي خوراج بطينية حميدة وليس لها أي سبب عضوي في القلب، وإنما هي أعراض ربما ناتجة عن توتر وقلق أو كثرة تناول المنبهات- القهوة والشاي- ونصحني أن أمشي وأقوم بتمارين الاسترخاء، ولم يصرف لي أي دواء وإنما طمأنني فقط.
طبعاً لم أقتنع فالأعراض لم تزل، ورجعت مرة أخرى للبحث والتحري عن مدى تأثير الارتخاء والخفقان وما هي أمراض القلوب التي تسبب الموت، وقرأت في إحدى المقالات عن خطورة هذه الأعراض وزاد الخفقان سوءاً من بعدها. بدأت معي رحلة وسواس الموت والمرض منذ سنة، أصبحت أخاف الموت في كل لحظة بسبب هذه الأعراض.
أنا يا دكتور والحمد لله ملتزمة بصلاتي وحجابي والنوافل وصلة الأرحام، ومداومة على الصدقة والأذكار، لكن هذا الوسواس أصبح لا يفارقني وتأتيني وساوس الموت والمرض والخوف على أولادي بشكل كبير، أنا لم أعد مثل السابق تلك الشخصية المرحة الهادئة، وأحاول العودة كما كنت لكن دون جدوى، كلما فكرت أني أشكو الارتخاء صارت نظرتي للحياة سوداء.
أتمنى أن أجد الحل، دائماً في صراع مع نفسي.
28/01/2010
رد المستشار
صديقتي،
بما أنك لم تقتنعي بكلام طبيبك فمن المناسب أن تراجعي عدة أطباء، وفي حال اجتماعهم على رأي واحد، فلا مناص من الاقتناع، لكن هل مارست الرياضة والاسترخاء كما نصحك طبيبك؟ وإن فعلت، فهل أصبحت هذه الممارسات جزءاً من حياتك اليومية أم ليس بعد؟ وإن لم تمارسيها فما الذي ستخسرينه إن مارست هذه العادات الصحية الصحيحة؟ وإن لم تمارسيها فكيف تقتنعين برأيك؟ طبعاً، لا سبيل لإقناعك أو إقناع أي إنسان بأي شيء إلا إن أراد أو سمح بالأفكار الجديدة. ربما بحثت في الانترنت ووجدت أن التوتر والمنبهات كلاهما يسبب الخفقان، وأن تمارين التنفس والاسترخاء والرياضة تقلل التوتر.. هل هناك حاجة لمناقشة أي شيء في هذا؟.
من ناحية أخرى أحد أسباب توترك هو غضبك من زوجك لعدم مقدرته على كسب ما يكفي حتى تتفرغي لتربية الأطفال والمكوث في المنزل. لن أتعجب إن كنت لا تستمتعين بالجنس معه، أو كنت تتقززين من أبسط الأشياء الإنسانية التي لا يعيرها الآخرون انتباهاً مثل صوت مضغه للأكل أو عاداته البسيطة... أرجو أن أكون مخطئاً في تخميني هذا... قد يكون خوفك من الموت أو مرض القلب هو بسبب شعورك بالذنب تجاه ذلك.
احتمال آخر وهو الأرجح، هو السبب النفسي للخفقان والخوف ونوبات الذعر، وهو أن الذي يعاني من هذه الأعراض لا يعيش الحياة التي يريدها.. من الواضح أنك لا تعيشين الحياة التي تريدينها.. عليك بالبدء فوراًَ بإعطاء نفسك ولو نصف ساعة يومياً تمارسين فيها أي شيء تريدينه، حتى التحديق في الفراغ إن أردت... أنصحك بممارسة هوايات قديمة ربما تركتها أو أهملتها منذ زمن بسبب انشغالاتك.. اطلبي من زوجك برفق أن يعاونك أكثر مع الأبناء حتى يتيح لك الفرصة لإيجاد وقت لنفسك.
في النهاية، أرجو أن تتذكري أن الموت واحد وإن تعددت أسبابه وطرقه.. كلنا سنموت إن عاجلاً أم آجلاً، فما فائدة الخوف من الموت لدرجة ألا نعيش.. إن كنت مؤمنة فلا خوف من الموت إذ أنه البوابة التي نعبر خلالها إلى الأبدية وإلى معية الله عزّ وجلّ.
وفقك الله وإيّانا لما فيه الخير والصواب.
واقرئي أيضاً:
سنتان حتى الآن مع وسواس المرض
وسواس المرض: رهابي أم وسواسي؟
زهرة النرجس ووسواس المرض
وسواس مرض من النوع الوسواسي!
من وسواس المرض إلى الاكتئاب
وسواس المرض؟ أم خلطة قلق واكتئاب؟!