طلبات زوجي الحميمية أتعبتني..!؟
أنا امرأة متزوجة منذ 3 سنوات. منذ بداية الزواج -أي من شهر العسل- أحسست أن طلبات زوجي في العلاقة الزوجية كثيرة جداً أكثر من اللازم، وكنت دائماً أرضيه لأنه شهر عسل آملة أن يتغير هذا، لكن بعد شهر العسل مرضت جداً فيما استمر في طلب العلاقة مع ألمي وبعد ذهابي للطبيب وعلاجي كنت أفرح لأني مريضة فلن يستطيع الاقتراب مني. أنجبت أول طفل وأثناء الحمل في الشهر الثامن تعرضت لنزيف بسبب العلاقة،
حالياً أنا حامل مرة أخرى وأشعر أني أرفضه بشدة، ليس خوفاً لكن ألم ورفض نفسي.
أريد أن اعرف أن كنت مريضة وأحتاج إلى علاج.
24/1/2010
رد المستشار
حاولت طوال سطورك أن توضحي لنا -في الحقيقة لك أنت- أن زوجك هو السبب في نفورك من العلاقة الخاصة؛ فتارة لأنه يطلب العلاقة كثيراً وصبرت عليه لأنه في شهر العسل! وتارة لأنه سبب نزفك خلال الحمل، والحقيقة لا هذا ولا ذاك، فالحقيقة أنك تحتاجين أنت تتحاوري مع نفسك دون تسطيح لسبب نفورك من العلاقة الخاصة. العلاقة الخاصة وضعها الله لنا سبحانه وتعالى في خانة "العطاء والنعم" فهي كذلك، ولكنا بسبب سوء الفهم والتربية والمفاهيم المغلوطة والتقصير الإعلامي والديني يحدث هذا الجدار بيننا وبين مساحة الجنس في حياتنا، فلقد ربينا الأطفال دون الاهتمام بجزء التربية الجنسية الذي هو جزء طبيعي وهام من التربية ككل في حين أراد الله سبحانه أن يوضح لنا ذلك ولكنا لا نفهم بسهولة، فلم يجعل سبحانه الجزء الثلاثين مثلاً من القرآن خاص بالحديث عن تفاصيل العلاقة الخاصة؛ لأنها جزء منفصل عن حياتنا اليومية أو يخص "الكبار فقط" أو لأنها مساحة حرجة وغامضة! فتجدين الآيات الخاصة بآداب الجماع وأوقاتها والتمهيد لها ووجوب الغسل منها قبل وبعد آيات تتحدث عن التقوى والنظم الاجتماعية والسياسية!، ولم يعي الآباء أن لهم دور خطير في تحديد أمور ووضعها في حجمها الصحيح في تلك المساحة، ولو كانوا يعلمون ما هي حقيقة التربية وتعهد الأبناء لما وجدنا مشكلات خلل الهوية الجنسية والشذوذ والزنا والعادة السرية والتحرش الذي صار اليوم في الميادين العامة تحت سمع وبصر رجال الأمن!
ولما تربت الفتاة على أن هناك حديث "عيب" أو أن الفتاة المحترمة هي التي لا ترغب ولا تشعر ولا تتحدث، أو ظنت الفتاة أن الزوج هو الذي يقوم بكل شيء وهي مجرد رد فعل له ولا يجب أن تُظهر له أنها تتفاعل لأنه سيشك فيها! ولا كبحت الفتاة فطرتها الطبيعية التي خلقها الله فيها مع زوجها وكرهت العلاقة الخاصة، فلو تعلمي عدد النساء المتزوجات اللاتي يقعن في مشكلات جنسية مع أزوجهن، بدءاً من التشنج المهبلي والنفور الجنسي والبرود الجنسي ومروراً بتفضيل العادة السرية عن علاقتها بزوجها وانتهاء بالطلاق، لأعدت التفكير في الموضوع كما ذكرت لك. والآن سأوضح لك عدة أمور تساعدك على التواصل الحقيقي مع زوجك:
- الزواج يختلف عن أي علاقة في حياتك؛ لأنه العلاقة الوحيدة التي من خلالها تتعاملي فيها مع طرف آخر من خلال مشاعرك وفكرك وجسدك بشكل عميق وخاص، وكلما تحسنت العلاقة العامة بينك وبين زوجك كان التعبير عنها في الفراش أفضل وأسهل، فقد يكون زوجك ضحية تربيته أو خبراته التي جعلته مثلاً: لا يعي أن العلاقة الخاصة لها مقدمات، فلتساعديه على معرفة رغباتك وما تحبيه منه بالحوار واللباقة المطلوبة.
- العلاقة الخاصة تحدث من خلال دورة الاستجابة الجنسية الطبيعية والتي تمر بأربع مراحل لكل مرحلة متطلبات وطرقاً تجعلها أفضل وتساعد على التواصل بين الزوجين عاطفياً وجسدياً وأتصور أن الموقع قد كتب عنها في المقالات فعودي لها.
- حاولي التخلص من نفورك بالتعرف عن حقيقة نفورك منها والبحث فيما قلته أو ما قد تكتشفينه لديك في تصوراتك وخبراتك لتتعرفي على حقيقة المشكلة فتكونين بذلك قد قطعت شوطاً في حلها لتبدئي التدريب والتدرج في تخطيها بمرور الوقت.
- اهتمي بالمكان الذي تخصصيه للعلاقة من خلال تهيئته بالروائح المحببة لك أو الموسيقى أو التخلص من التشتيت والتشويش فيه.
- فترة الولادة فترة فارقة في حياة الأم، ففيها يحدث تغيرات هرمونية قد تسبب ما يشبه النفور أو الفتور في العلاقة، بالإضافة لوجود الطفلة الصغيرة التي تتطلب منك جهداً ومتابعة وقرباً يكاد يكون مستمراً، فحاولي أن توضحي ذلك لزوجك على أن تتفقا كيف ترضيان على سير العلاقة بينكما في ضوء احترام ذلك الوضع، فشعوره بأنك ترغبين فيه وحرصك على إرضائه وأنك تحبين القرب منه سيجعله يتفهم وسيجعل للحوار بينكما مساحة تفاهم جميلة وستجعله يتفهم الوضع على حقيقته.
واقرئي أيضاً:
وباء اجتماعي: العاطفة والجنس
زوجتي باردة
زوجتي تهجرني ماذا أفعل؟؟
في بدايات الزواج... زوجتي لا تتفاعل
الخرس الجنسي لدى الزوجات!
ويتبع>>> : تلاكيك مشاركة