أعاني من الجن
أنا كنت في وقت سابق قد أرسلت ببعض تفاصيل المشكلة ونظراً للرسالة التي أرسلت من قبل الدكتور وائل أبو هندي أحببت أن أتواصل معكم وأواصلكم بمشكلتي التي أعاني منها إلى الآن وهي........................ على النحو التالي:
في يوم من الأيام وقبل مدة كبيرة أقدرها من الآن بسنتين، وأنا متوجه إلى غرفتي كي أنام، وأنا في بداية نومي إذا بريح قوية وباردة فوقي وعلى جسمي كاملا، وإذا بي أرتفع وأدور في غرفتي عدد دورات، ولا أستطيع الكلام أو البوح بأي صوت وذهبت الريح في ذلك اليوم وما صار بي شيء، وفي اليوم التالي تعود الريح من جديد وهكذا كل يوم، وفي بعض الأيام أتخيل في المنام بيت قديم في قرية دائماً أتخيل هذا البيت ولو أشوفه الآن يمكن أعرفه على طول وكذاك مسبح صغير وغرفة قديمة، وفي يوم من الأيام وبعد سنة تقريباً، إذا بالجن يأتون ويأخذوني من على فراشي ويقولون أنهم سيعطونني كنوز الدنيا.... لكن أنا قلت لا لا لا لا لا ردوني ما أريد شيء.
وهم على طول ما قصروا ردوني ولا قالو شيء (والله على ما أقول شهيد)، وبعد وخلاص ما عادوا يأتون لي ولا مرة، وفي يوم من الأيام القريبة في الشهر السابق، إذا بصديق يمرض وينصحنا أخوه بأن نذهب به إلى شيخ ليقرأ عليه قرآن، ولما وصلنا إلى عند الشيخ وإذا الشيخ بدأ يقرأ عليه وهو لم يتأثر بشيء.
ولكن المشكلة أني أنا اللي تأثرت وتشنجت وقاموا مسكوني وقرأ الشيخ عليَّ أنا وقال الشيخ: أني مريض بسبب الجن، ونوع الجن مخفي، ومشيت من عند الشيخ، وعلى هذا الحال وبدأوا الآن الجن بالرجعة من جديد، فهل عندكم حل؟؟
للعلم؛ أنا كل احلامي تتحقق والله العظيم.
وأرجو الرد السريع.
23/01/2004
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، ونشكرك أنك أخيرا تذكرت أنك منذ أكثر من ثلاثة شهور كنت قد أرسلت لنا رسالة لم نفهم منها شيئا، فقد كانت عدة سطور، لا والله بل أنصاف سطور، تكلمت فيها عن الريح القوية الباردة التي تأتيك، وفقط تقريبا..... لم تذكر جملة واحدة مفيدة، ولأننا نهتم بكل من يستطيع اقتناص فرصة إرسال مشكلته إلى صفحتنا استشارات مجانين، فيرسل مشكلته من خلال أيقونة أرسل مشكلتك في الوقت المخصص لذلك، فقد قمنا بإرسال استفسار إليك لكي توضح لنا التفاصيل، ولما مضى على إرسال استفسارنا لك أكثر من شهرين وأنت لا ترد، اعتبرناك أحد العابثين وقمنا بحذف رسالتك من على قاعدة البيانات، وها أنت الآن تتابع، فأهلا وسهلا بك.
وأبدأ أولا من الموقف الذي تحكي لنا أنه حدث لك، لأقول لك أن هناك مقدمات محجوبة عنا بكل تأكيد وأنت لم تذكرها ربما لاعتقادك بعدم أهميتها، ولكن هناك في فرع الطب النفسي الذي يدرس النوم ما يعرف باضطرابات النوم Sleep Disorders ومن بينها مجموعة غير مفهومة الأسباب بالكامل بعد تحدث في فترات ما بين النوم واليقظة، حيث يحدث نوع من الانشقاق أو التفارق (Dissociation)، ما بين أجهزة الجسد والنفس والوعي المختلفة، والتي يفترض أنها تسير في تناغم وتوافق مع بعضها البعض، إلا أن لحظات ما بين النوم واليقظة، كثيرا ما يحدث فيها عدم التناغم هذا وينتج عنه خبرات تشبه الخبرات التي وصفتها، وإن كنت في واقع الأمر كما نخمن، قد بالغت في وصفك للحدث بصورة درامية، وهذه طبيعة فيك على أية حال.
لكن ما خبرته أنت شبيه جدا بما يحكيه لنا مرضانا عن الكوابيس، وأحيانا تختلط الأمور عليهم، وكثيرا ما نسمع وتسمع أنت شخصيا من يقول لك أنه عند محاولة الهروب من الخطر في الحلم (أو الكابوس) يجد أنه عاجز تماما عن الحركة، ومنهم من يقول بأن قدماه تكونان كأكياس الرمل ثقيلة، وهناك خبرات يعرفها الجميع، وليست غير تعبير عن ذلك التفارق الذي يحدث بين أجهزة الكيان الإنساني المختلفة خلال مراحل معينة من النوم، وخاصة مرحلة ما بين النوم واليقظة والتي نمر بها مرتين على الأقل كل يوم وإن كان الاتجاه من اليقظة إلى النوم مرة، ومن النوم إلى اليقظة مرة.
ولنسترجع ما قلته أنت في إفادتك: (في بداية نومي إذا بريح قوية وباردة فوقي وعلى جسمي كاملا، وإذا بي أرتفع وأدور في غرفتي عدد دورات، ولا أستطيع الكلام أو البوح بأي صوت وذهبت الريح في ذالك اليوم وما صار بي شيء)، فبينما تعي أنك ترتفع وتدور في الغرفة عدة دورات وتحس بالريح الباردة (التي نكاد نسمع صوتها من فرط دراميتك في التعبير إلا أنك عاجزٌ عن الكلام أو البوح بأي صوت، أفلا ترى التفارق واضحا؟ واقرأ عن النوم المقال التالي على موقعنا مجانين نقطة كوم: النوم والأحلام في الطب النفسي الحديث
بعد ذلك نأتي إلى تحليل ما تقوله من أن الأمر استمر معك يحدث كل ليلة كما تقول: وأنت لا تفعل شيئا، ولا تجد لديك تفسيرا مدة سنة تقريبا، حتى تقول لنا (وفي يوم من الأيام وبعد سنة تقريباً، إذا بالجن يأتون ويأخذوني من على فراشي ويقولون أنهم سيعطونني كنوز الدنيا.... لكن أنا قلت لا لا لا لا لا ردوني ما أريد شيء).... هم الجن إذن! جاءوك، وأخذوك من على فراشك، وحاولوا إعطاءك كنوز الدنيا لكنك رفضت رفض أبي شجاع! وقلت لهم لا! وهم تصرفوا بمنتهى التحضر في الحقيقة وتركوك!، وأنا أود أن أستوثق منك أولا: هل أنت متأكدٌ أنك كنت متيقظا ولم تكن تحلم؟
إن ادعاء رؤية الجن أو سماعهم أمرٌ يناقض ما جاء في كتاب الله عز وجل، إذ يقول سبحانه: بسم الله الرحمن الرحيم (....... إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم (الأعراف:27)، ولهذا فإن الإمام الشافعي -رحمه الله- وهو إمام يتبع 3/4 الأمة الإسلامية مذهبه، يقول في عبارة واضحة فيما نقله عنه كثير من أصحاب الكتب: "من زعم من أهل التكليف أنه يرى الجن أبطلنا شهادته إلا أن يكون نبياً"، فقل لنا أنك كنت تحلم يرحمك الله، وإلا كان ما تقوله منافيا لصريح كتاب الله.
ومضى على تلك حكاية محاولة الجن لعقد صفقة معك ما يقارب العام أيضًا ولا مشكلة لديك، فهم انصرفوا عنك لمشاغلهم وهي كثيرة في بلاد المسلمين مع الأسف! حتى وصلنا إلى حكاية صديقك الذي مرض ولا ندري بماذا مرض، لكن أحد النبهاء نصحكم بالذهاب إلى شيخ ليقرأ عليه، وهذا كما قال الإمام محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه عندما سئل عن من يدعون قيامهم بالعلاج بقراءة القرآن على المريض: "كله دجل.. كله دجل"، والأهم من ذلك هو ما حدث فصديقك المريض لم يظهر عليه جان، ولكن ظهر عليك أنت مع أنك كنت تبدو لا علاقة لك بالأمر، وكأنك فوجئت إذن، ثم أفتاك الشيخ الجهبز بأن عليك جان وأن نوعه مخفي، ولا أدري في الحقيقة كيف مخفي؟ وكيف يكونُ النوع الظاهر من الجن؟؟؟؟!!، وهل شيخك لم يقرأ سورة الأعراف من قبل؟ أو لعله يقرأ ولا يفهم ما تعنيه الألفاظ!
لكن الأمر من كل ذلك هو أنه ادعى العلم بالغيب، لأنه أكد لك أنك مصاب بجن من النوع المخفي حسب تصنيف جلالة الشيخ العلامة الذي يقرأ القرآن على الناس معتبرا أنه تعاويذ يؤثر بها في الجن، ومن يدعي العلم بالغيب يسمونه كاهنا، ولا يجوز الذَّهاب إلى الكهَّان "فقد روى مسلم في" صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرَّافًا، فسأله عن شيء، فصدَّقه بما يقولُ؛ لم تُقبل صلاته أربعين يومًا) [رواه مسلم في "صحيحه"، وفي رواية أخرى وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: (مَن أتى كاهنًا، فصدَّقه بما يقولُ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) [عند أبي داود بلفظ: "فقد برئ"؛ بدل: "كفر"، وأحمد في "مسنده" بلفظ: "فقد برئ"، ورواه الترمذي أيضا.
كما أجدني مضطرًا إلى إحالتك للمشكلات التالية المعروضة على صفحة استشارات مجانين لتجدي فيها موقفنا من مسألة السحر والجن والقرين وغير ذلك من المقولات كأحد أسباب الأمراض النفسية:
السحر والشياطين وقول الأطباء النفسيين
السحر والحسد والشياطين وأمة المساكين
خطيبتي والجن!! "التفكير الخرافي"
بين الرقاة - مس قرين؟؟! أم وسواس قهري؟؟!!!
وكذلك مقال يا دكتور " أنا ملبوسة المس واللبس والسحر في العيادة النفسية ومقال: الأمراض النفسية والعقلية كلها بسبب المس والتلبس بالجن.
وستعرف من خلال قراءتك للمقال الأخير تفسير ما حدث معك، ولماذا أنت بالذات يحدث معه ذلك، وأما مسألة أن أحلامك كلها تتحقق، فهذا أمرٌ لا تفسير لدينا له إن كان صحيحا إلا أنها صدف دائما"، لأنك لست نبيا ولا أظنك تدعي ذلك، ثم ما هي مشكلتك الآن؟ لقد أتاك ما تسميهم جنا منذ عام، وكانوا طيبين متحضرين لم يجبروك على شيء، فهل هم هذه المرة تغيروا؟ أم أن كلمة الشيخ الذي يعرف الغيب (سامحه الله) بأن الجن الذي عليك من النوع المخفي قد قلبت حالك وأصبح التعامل بينك وبينهم صعبا؟؟ ثم تطلب منا سرعة الرد، بعد أن مضى على الموضوع عامان وأنت قاعد! كيف ذلك لا ندري!
وفي النهاية نتمنى ألا تعتبر كلامنا القاسي، أكثر من قسوة المحب على من يحب، فقلوبنا تدمى ونحن نرى حال المسلمين، وهم يتخبطون في غياهب الخرافة، وهم أمة اقرأ! وهم أول من وضع مناهج العلمية في البحث، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك موضحا لنا المشكلة التي تواجهك.
ويتبع .............: الجن المخفي وادعاء العلم بالغيب : مشاركة
التعليق: :D