ابنتي عندها فصام والطبيب كيميائي فقط!
عندي ابنة عمرها الآن 20 سنة، منذ كانت في الصف الثالث الإعدادي -قبل 4 سنوات- تركت البيت وذهبت بعيداً وحدها، من ستر الله أن سخر لها من يحميها وعادت للبيت، لكنها منذ ذلك بدأت تتغير في كل شيء. ابنتي باتت ترسب بعد أن كانت من المتفوقين، وصارت تعتزل الناس، وزاد اهتمامها بالدين ففي البداية قالت أنها ترى من يكلمها! المهم لا أطيل عليكم، أخذتها بعد خطورة حالتها وازديادها سوءاً يوماً بعد يوم إلى دكتور يدرّس في الجامعة الإقليمية التي ننتمي إليها في الصعيد وقال أن عندها مرض الفصام وبدأ في العلاج بالجلسات الكهربائية ولأدوية.
ثم ذهبنا إلى محافظة مشهورة بالأطباء من ذوي الكفاءة في الصعيد منذ القدم ليفحصها أستاذ جامعي مشهور في الأمراض العقلية والنفسية، وهو يتابع الحالة بانتظام منذ 3 سنوات بالأدوية والمراجعة كل 3 شهور، في كل مرة يسألنا هل أخذت الدواء نقول نحن نعطيه لها بانتظام، هو يا سادة لا يهتم إلا بالدواء فقط ولا يقبل مني أن أسأله أية أسئلة! بل يغضب مني إن سألته عن مصير ابنتي أو ماذا عن دراستها التي توقفت، وعن الآثار الجانبية للعلاج!
وعلاجها حالياً ريسبيدال وسيركويل وأدوية أخرى للشلل الرعاشي. إذا سألته وقلت له أن الآن ابنتي تعيش بلا ذاكرة تقريباً وتنسى ما حدث قبل ساعة ولا تستطيع التركيز في شيء، بل وتقول لي "أفضل الموت حتى أريحكم وأريح نفسي" كما أنها دائمة البكاء، وتقول أن جفنها يرتفع ولا تستطيع إنزاله، وأنها لا أستطيع أن أواجه أحداً يضحك عليّ... من المفترض أن الطبيب يخفف معاناتنا لوجه الله وليس لأجلنا، لكن وقته من ذهب لأن العيادة فيها مراجعين كثيرين في الانتظار، شفانا الله وشفاكم... هل أطمع أن تقولوا ماذا أفعل لوجه الله قبل أي شيء آخر؟ فإنني وجزاكم الله خيراً أرى أنكم تحاولون إرضاء الجميع بالرد عليهم وعدم إهمالهم.
بارك الله فيكم وفي صحتكم وجعله الله في ميزان حسناتكم.
قولوا لي ماذا أفعل وأين أذهب بها، خاصة أنها بنت في الصعيد وأنتم أدرى بالوصمة والعار هنا، عندي استعداد للذهاب بها إلى أي مكان في مصر بل في العالم حتى أراها تتحسن، مع العلم أنها البنت الرابعة في الترتيب بين إخوتها.
أتمنى أن أكون قد ذكرت كل ما تحتاجونه من معلومات للرد عليّ... الآن الحالة من سيء إلى أسوأ... في البداية كانت تتمكن من الذهاب للمدرسة وتتابع أما الآن مستحيل بالنسبة لها، هي تهرب من نفسها إلى النوم والإهمال في كل شيء من نظافة ومأكل وملبس، كما أنها سريعة الاستثارة تعلن حرباً شعواء علينا وأننا نكرهها، وتتقلب في آرائها كل ساعة، ولا تشارك إخوتها في مشاهدة التلفاز ولا تفرح، هي في حزن دائم وتقول: "ماذا غداً؟ ومن يحملني بعد وفاتك يا أبي؟" والآلام كثيرة لا داعي لذكرها حتى لا أطيل عليكم. وشكراً لكم.
11/02/2010
رد المستشار
مرض الفصام معروف بأعراضه، وعلاجاته، والأعراض الجانبية له، وأقول أنه معروف لأن الإنترنت يمكن أن تكون مصدراً جيداً للمعرفة في هذه المساحة، وأحسب أن موقع مجانين يحمل لك ما يشفي غليلك حول ما يشغل بالك، ويوجع قلبك على ابنتك.
ويمكنك أن تذهب بابنتك إلى طبيب آخر أقل انشغالاً، فالعقاقير المعالجة معروفة والعقاقير الأحدث أغلى وأقل في آثارها الجانبية وأكثر اهتماماً بالنواحي المعرفية أي الخاصة بالتركيز والذاكرة والتحصيل الدراسي، وإذا كان صحيحاً ما يبدو ومن بياناتك من أنك تعمل في الكويت فإنه يمكنك مراجعة المجلس الخاص بالفنون والآداب، وهو الهيئة التي تصدر كتب سلسلة "عالم المعرفة"، وفيها عدد سابق عن الفصام لواحد أكبر الأسماء التي درست هذا المرض، وعنوان الكتاب كما أذكر: الفصامي كيف نفهمه: دليل للأسرة والأصدقاء، ولو تيسر لك الاتصال بالمجلس والحصول على نسخة، أرجو أن تحصل لي على نسخة إضافية إليكترونية أو ورقية لأن في الكتاب الكثير مما ينفع، ونسختي الأصلية لا أعرف أين أجدها!!
لم يعد الفصام يا أخي الكريم بمثابة الشبح المجهول، أو الرعب المخيف بل تقدمت المعرفة به خطوات واسعة وما زالت تتقدم، ومصادر المعرفة به منتشرة ومتوافرة بما يغنيك عن سؤال طبيب مشغول عنك بمتابعة مرضاه الآخرين!!!
واقرأ على مجانين:
بنتي وابني مصابان بالفصام؟
الفصام المزمن وأعراضه السالبة-مشاركة
مأزق التحسن الجزئي في الفصام
طبيب نفسي أم طبيب كيميائي
أخي فصامي: هل هو الفصام المقاوم للعلاج؟
أنواع الفصام (2)
الفصام: الأسباب المرسبة (2)
الطب النفسي الكيميائي