بالفعل لا أدري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجزي جميع القائمين على المجهودات العظيمة التي تقدمونها.
أعلم أنكم تستقبلون كماً هائلاً من الرسائل التي تتطلب منكم أيضاً وقتاً لفرزها، ومن ثم استحضار جميع المعلومات للرد على صاحب الرسالة بكل أمانة ووضوح وشفافية بالإضافة إلى تطعيم ردكم بالطمأنينة والراحة النفسانية لسائلكم ومحاولة زرع الثقة في نفسه.
وقبل أن أرسل لكم قمتُ بالتصفح بموقعكم واستفدتُ من خدمة البحث للبحث عن غايتي، وكذلك قمت بالنقر على الروابط المتعلقة بكل موضوع قرأته إلا أنني أجد نفسي أرسل لكم وأتمنى أن تتسع صدوركم لاستقبال رسالتي ومن ثم الرد عليها مشكورين.
* أنا فتاة عمري 27 سنة غير متزوجة، مشكلتي مع الاسترجاز كما عرّفتموه للتفريق بين الفتاة والاستمناء عند الرجل، تبدأ منذ أن كان عمري 12 سنة، بمعنى أني أمارسها منذ 15 سنة ولم أعلم عن تسميتها ومفهومها وحكم الاغتسال منها إلا قبل ست سنوات تقريباً، للأسف الشديد فأنا متعلمة ولا أعلم عنها! ولن أتحدث عن مدى مشكلتنا نحن العرب من عدم المصارحة بين الآباء والأبناء عموماً وبالجنس خصوصاً إما لجهلهم أو كما يعتقدون أن زمانهم علّمهم فسيأتي زماننا ويعلمنا!.
المهم مشكلتي أني كنت أمارسها بالبداية إلى أن وصلت لمرحلة المراهقة وأنا استمتع وأجد لذة تجعلني أمارسها مرة بعد مرة بنفس اللحظة بالحمام (أعزكم الله)، وعند الخلود للنوم أجد فيها كذلك متنفساً للاستمتاع ووسيلة للنوم أيضاً.
بعدما علمت عن حكمها وحكم الاغتسال منها ضبطتُ نفسي لأسابيع، إلا أني أجد نفسي أقع فيها مرة تلو الأخرى وأحاول أن أقضي ما فاتني من أيام الاستمتاع بممارستها مرات عدة قبل أن أغتسل (ولو لم يكن الاغتسال واجباً لفعلتها مراراً وتكراراً). أما أيام الدورة الشهرية فإنني ومع خوفي الشديد على نفسي لا أمارسها في أول يومين، وبعد أن تزول آلام الدورة فحدث ولا حرج وكأنني المسجون الباحث عن الحرية!. لا يخفيكم ما ينتابني من تأنيب الضمير وجلد النفس ومحاسبتها بشيء لا أستطيع التحكم فيه، فأنا بالفعل حكمت على نفسي وقتها بأنني مدمنة لها.
مع الوقت وبعد أن أصبح عمري 26 عاماً، ربما أقول بعد أن فات الأوان أخذت المسألة بجدية وصرت أبحث هنا وهناك بكل ما يتعلق بهذه الفعلة اللعينة، فعند ممارستي لها الآن لا أجد فيها ما كنت أجده من قبل بل إنني أسخر من نفسي عند فعلها، وصرت أخاف من المستقبل: هل أثّرت عليّ فأصبح إنسانه باردة جنسياً لا أستمتع مع الرجل الذي في أحضاني؟ وهل سيعلم الرجل إن كانت الفتاة التي تنام معه مارست تلك الفعلة القبيحة؟ فمنطقة الشفرتان الداخليتان لديّ سمراء جداً، كذلك أجدها بارزة أي طويلة وهي ليست متورمة كما قرأت عن استفساراتكم مع الفتيات من قبلي، فهل هي بهذه الصفة طبيعية أم غير طبيعية؟.
مما يجب معرفته أني أثق أني لم أخدش نفسي ولم أؤذيها -أقصد سلامة غشاء البكارة- ويتأكد لدي هذا أني عندما أذهب للحمام أعزّك الله وأدخل إصبعي لتنظيف نفسي لا أجد مكان لدخول الإصبع، وأنا أيضاً لا أحاول إدخالها بمعنى أنني لا أجد فتحة لدخول إصبعي فيها وهذا ما يطمئنني أمام زوج المستقبل، فهل تحليلي هذا صحيح أم خاطئ؟.
لا أنسى أن أخبركم أني أحب رجلاً واتفقنا على الزواج بعد ثلاث سنوات إن شاء الله أو أقرب من ذلك، فهل بإمكاني خلال هذه الفترة أن أفعل شيئاً لنفسي حتى أصبح فتاة طبيعية وكأنها لم تعرف شيئاً اسمه الاسترجاز؟ سواء تمارين رياضية مثل تمارين كيجل والتي أعرف أنها للمتزوجات فقط، أم أن بإمكاني ممارسة هذه الرياضة وأنا ما زلت عذراء؟ أو أنني الآن أبتعد عنها نهائياً؟ لأنني وإن كنت أمارسها فمن خوفي أن أقطعها نهائياً وتؤثر عليّ بالمستقبل، وإن وجدتُ نفسي خلال هذه السنوات الثلاث إلى أن يتم الله زواجي مضطرة لها، فكم مرة أعملها؟.
دعواتكم أن يتم الله زواجي وأن يوفق الله بيننا... لأنه من دولة أخرى. أتمنى أن تردوا على ابنتكم التي لم تستطع أن تبوح بما في نفسها إلا لكم.
عُذراً على ركاكة أسلوبي. ودُمتم بحفظ الله ورعايته.
27/12/2009
رد المستشار
لا توجد عندي إجابات ولا حلول بشأن ملايين البنات اللائي يقبعن في سجون الاحتلال!! يحتل عقولنا جهل مظلم وقديم وثقيل، وتحتل بيوتنا تعاسة مقيمة، وأنواع متنوعة من الكذب والحرمان، وبالجملة نعيش موتى في قبور مكيفة الهواء، ونتداول الشكوى والنفاق!.
يا فتاتي السائلة... افتحي في حياتك وواقعك الصخري أنفاقاً تتنفسين عبرها، وتشمين طعم الدنيا، وتحسين نبض الحياة... غير معقول أن تنحصر حياتك وحياة الملايين من الفتيات العربيات في مطالب البظر، وحجم ولون الشفرين الصغيرين والكبيرين! تجاوزي نعيق البوم وفقه الخرائب والخراب الذي يملأ الآفاق، وانطلقي إلى إنعاش روحك الإنسانية بالمعرفة والفنون والروحانيات الصافية المتدفقة، ولا تحرمي جسدك من بقية حقوقه في الحركة المنظمة بالرياضة والرقص، وأعني بالرقص هنا أشكال التدريب على التوافق العضلي العصبي المنهجي، ووسائله وفنونه كثيرة تملأ الدنيا، ولا نعرف عنها غير هز الوسط والأرداف، رغم أننا نحتاج إلى تعلم طرق ووسائل وفنون ترويض الجسد لأن أجسادنا صارت تتحكم في عقولنا، وتقود مشاعرنا على نحو خطير، ولا يرصد ذلك، ولا يعالجه أحد!. الجانب الحركي في العبادات، والمساحة العاطفية والروحانية في الإسلام، وأنشطة تنمية وتنظيم إيقاع الدماغ والجسد، كلها معارف غائبة عنا في مقابل غثاء كثير وركام ضخم عن قشور أو مظاهر أو فرعيات تملأ عقولنا ومجالسنا!.
إنك -ومثلك ملايين- تخرجين من حالة الملل والضجر والسأم الذي يملأ وقتك وحياتك وحياة مجتمعك ومن حولك، تخرجين منه عبر ممارسة العادة السرية، ولا يمكن كسر الحلقة المفرغة التي ندور فيها إلا بالحصول على المتعة والنشوة من سبل أخرى غير العبث بالأعضاء التناسلية مرة ومرات، صباحاً ومساءً، ونتماسك فترة ثم نعود! هذا مسار متكرر ومعروف، وكسره لن يكون بترديد الكلام العبيط الذي نتلوه على مسامع شبابنا، إنما ينكسر بأن نعيش الحياة كلها زاخرة بالنشاط الإنساني، ونواحي التحقق والإبداع والمشاركة والعمل، هذا أو سنظل في أقبية التخلف نشكو ونولول!
يا ابنتي... أنت إنسان له عقل وروح ووجدان، وأنت كالملايين لا تشبعين منها هذه الأبعاد جميعاً، بل لا تشعرين بنبض الحياة، ورعشة اللذة إلا عبر العادة والاسترجاز، وتقبعين في انتظار ما تظنين أنه الحل السحري لمشكلة وجودك من عدمه، ألا وهي الزواج، وهذا خداع شائع للذات، ومقدمة من مقدمات فشلنا في الزواج وغيره. ابحثي عن طرق الاستمتاع الإنساني بالوجود والحياة روحياً ووجدانياً ونفسياً واجتماعياً.
قد تقررين أو يناسبك تعلم لغة جديدة، أو الاهتمام بالشعر الصوفي، أو الموسيقى الكلاسيكية، وقد تجدين شريكات في تعلم تمارين ترويض الجسد، ولا بأس من البحث والتنقيب، ولا أعرف ما يناسب ذوقك أو ظروفك.
يا بنات العرب اخرجن من الحمام وممارسة العادة السرية ثم البكاء والحسرة إلى حياة حقيقية عريضة بألوان ومذاقات ونغمات ونعم الله سبحانه، وفي طريقكن للحياة أرجو أن تدهسن كل جاهل يحرّم ما أحل الله، ولا يقدم بديلاً لتحريم كل شيء... غادرن هذا النتن فوراً، وأدعو الله أن يعجّل بالفرج.
واقرئي أيضاً:
كيف نعيش جنسياً؟! تقرير بناتي
كيف نعيش جنسياً؟! تقرير بناتي- مشاركة
ويتبع: >>>>>>>>>>>>>>>> الاسترجاز والانتظار: محبتنا الرائعة م