إفرازات المرأة
السلام عليكم ورحمة الله، دكتور وائل أبو هندي أستحلفك بالله أن ترد على رسالتي بأسرع ما يمكن. لقد قرأت كثيراً عن إفرازات المرأة لكني لا أستطيع أن أفرق بين معنى المذي والمني، فما الفرق بينهما عند المرأة؟.
لقد قرأت رأي حضرتك في كتاب الوسواس القهري وفهمت أنك -تقول بحكم كونك طبيب- تعلم أن المرأة ليس لديها ما يقابل المني أو السائل المنوي عند الذكر، فما معنى الماء المذكور في حديث رسول الله لأم سلمة بأن على المرأة غسلاً إذا وجدت الماء، فما هو هذا الماء؟ وهل يحدث أثناء الاستيقاظ إنزال يستوجب الاغتسال للمرأة؟ وهل ينزل عند المرأة أثناء الجماع سائل غير المذي؟.
أنا مشوشة بشدة ولا أعرف ما الذي يستوجب الاغتسال أثناء الاستيقاظ وأثناء النوم وأثناء العلاقة الزوجية؟! وهل فعلاً لا يوجد منيّ للمرأة؟ فمن أي شيء تغتسل؟ أرجوك لا تحلني لأحد الفقهاء لأني تعبت من تعدد آرائهم،
وآسفة جداً لعدم علمهم بقضايا الطب التي تلزم في هذا الأمر.
4/2/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "منى"
بالطبع إن للمرأة منيّاً، وقد رجع الدكتور وائل عن كلامه الذي في كتابه، واقرئي في ذلك: (الماء والنساء، ماء المرأة في الإرجاز).
وبالطبع من الممكن أن ينزل المنيّ من المرأة في اليقظة، وأما كيفية التمييز بينه وبين المذي: فقد ورد في صفات منيّ المرأة، أنه -غالباً- يكون أصفر رقيقًا (شفافًا)، وقد يكون غير ذلك. غير أن أهم علامة يعرف بها منيّ المرأة: هي فتور الشهوة بعد خروجه. فإذا شعرت المرأة بالشهوة الكبرى ووصلت إلى ما يسمى بالرعشة، ثم هدأت تلك الشهوة فيها واسترخت، فإن ما يخرج منها بعد ذلك يستوجب الغسل. وهذه العلامة أيضاً يعرف بها نزول المنيّ في النوم أيضاً.
أما بالنسبة للعلاقة الزوجية؛ فإن الجماع بحد ذاته يستوجب الغسل للرجل والمرأة، وإن لم ينزلا المنيّ.
أما المذي فهو أبيض رقيق (شفاف) ويمكن ملاحظته عند أدنى شهوة أو تحرك في القلب، ويستوجب الوضوء فقط لا الغسل.
وإذا أردت تفصيلات وافية كافية، فارجعي إلى:
العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل، مشاركة1
العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل، مشاركة2
العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل، مشاركة3
العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل، مشاركة4
وأخيرًا، سامحك الله تعالى على رأيك في الفقهاء:
فأولاً: إن علم الفقهاء بهذا الأمر ليس من التجربة فقط، وإنما أساسه أحاديث وردت عن سيد الخلق صلّى الله عليه وسلّم الذي لا ينطق عن الهوى، ومنها حديث أم سلمة التي ذكرته في سؤالك، وحديث أنس رضي الله عنه -في صحيح مسلم- والذي ورد فيه تفصيل صريح للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن منيّ الرجل ومنيّ المرأة، فقد جاء فيه: ((...إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ وَمَاءَ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَر...))
وثانياً: لا تتصوري أن أحداً من العلماء (وليس أشباه العلماء) يعطي حكماً شرعياً في أمر من الأمور قبل أن يكون ملمّاً بما وصل إليه العلم في زمانه في ذلك الأمر، إذ إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فما لم تتضح صورة المسألة تمامًا عند الفقيه، فإنه لا يستطيع بحال من الأحوال الحكم عليها، بل لا يجوز له ذلك.
وثالثاً: إن تقصيرنا –جميعاً- في تعلم ديننا بالطرق الصحيحة التي كان يتعلم بها أجدادنا من عوام المسلمين (فضلاً عن علمائهم)، وتركنا للمراجع والكتب الأصيلة التي تعتمد في التعلم وأخذ الأحكام، وبعدنا عن مجالسة العلماء الذين ينقلون العلم بالسند عمن قبلهم.... هو السبب في احتيارنا بين أقوالهم، ونفورنا من كلامهم، ومن ثمَّ جهلنا بديننا ومعاناتنا من ذلك الجهل.
وشكراً لك على اهتمامك واستفسارك.
واقرئي أيضاً:
ماء المرأة في الإرجاز: حقيقة أم مجاز؟!
الإرجاز المهبلي والإرجاز البظري!