80 مجم فلوكستين والفائدة قليلة!
السلام عليك دكتور وائل،
عندي الوسواس القهري منذ 7 سنوات في الوضوء والنية له والصلاة والنية لها، والوضوء والصلاة والصيام. حاولت أن أعمل بعزيمة على تركه ولم أستطع، والآن أتناول كبسولات فلوزاك 80 ملجرام يومياً كما وصف لي طبيب نفسيّ، لكن الفائدة من الدواء كانت قليلة لا تكاد تذكر، فماذا أفعل وقد أصبحت أجمع صلواتي كلها في آخر الليل!.
تعبت يا دكتور، تعبت، تعبت...
4/2/2010
رد المستشار
السلام عليكم،
الأخ الكريم أنس، إن الدواء وحده لا يكفي، ولا بدّ لك من المثابرة على العلاج السلوكي، فمهما كانت حالتك مستعصية، فإن العلاج السلوكي –في أقل أحواله- يمنع تفاقم مرضك. وليس من المهم أن تنجح دائمًا في تطبيقه، ولكن المهم أن تثابر عليه دون ملل ولا يأس. ومهما كان العلاج متعبًا، فإنه أسهل من مشقة الاستمرار في الوسواس.
وها أنت الآن تجمع صلواتك في آخر الليل، وإن استمر بك الحال هكذا، فليس من المستبعد أبدًا أن تترك الصلاة نهائيًا –لا سمح الله-.
وأهم خطوة الآن أن تعود فتصلي صلواتك في أوقاتها. وكيفما تيسر، فليس من الضروري أن تكون صلاتك صحيحة في ظنك، لأن ظنك لا يعوّل عليه، وحتى لو فرضنا أن صلاتك -وسائر عباداتك- غير صحيحة فأنت مريض، وليس على المريض من حرج، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها. وأداؤك للعبادة على قدر وسعك، خير لك من تأجيلها ثم تركها....
من المهم جدًا بالنسبة لحالتك أن تقتنع أنك غير مكلف بأن تعتقد التمام في عبادتك لتبرأ ذمتك منها. بدليل أن الموسوس لو شك هل قام بالفعل أم لا فإنه يتم عمله على أنه قام به، مع أنه غير معتقد للتمام في فعله!!
فإن شككت: هل نويت أم لا؟ تتابع على أنك نويت. وإن شككت: هل صليت أربعًا أم ثلاثًا؟ تتابع على أنك صليت أربعًا. وإن شككت: هل خرجت الحروف صحيحة في التلاوة أم لا؟ تتابع على أنها صحيحة.... ويمكنك الرجوع إلى مقالات منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري، من أجل أن تطلع على الأدلة والتفصيل الذي يبرهن لك على هذا الكلام ويقنعك به.
استمرّ على العلاج الدوائي، وإن استطعت أن تجد طبيبًا يحسن العلاج المعرفي السلوكي، فهو أفضل، فإن لم تجد فارجع إلى الاستشارات القريبة من حالتك (التي لم تفصل لنا فيها) فخذ منها ما يناسبك، كذلك اقرأ برامج العلاج الذاتي للوسواس، في نطاق الوسواس القهري. واستعن بالله ولا تعجز، وستكون النتائج طيبة بإذن الله تعالى.
أعانك الله وعافاك.