السلام عليكم، وبعد،
أرجو من حضرتكم أن يتسع صدركم لي فأنا أعيش في جحيم حقيقي منذ 8 سنوات؛ لقد أصبت بمرض نفسي شديد ورسبت بسببه سنوات عديدة.
باختصار بدأ معي المرض بتغير مفاجئ في شخصيتي؛ أصبحت مهملاً في نفسي ودراستي كثيراً ولا أرغب في أي عمل، وصرت أعتزل الناس وأنام كثيراً جداً وأحياناً لا أستطيع النوم نهائياً لمدة ساعات، وأشعر بهيجان في رأسي أو شيء يأكل دماغي، ونقص وزني بشكل ملحوظ وحاد وتغيّر لون بشرتي إلى السواد أو يميل إليه، وشعرت أن أصحابي ينظرون إليّ على أنني فاشل! وأنا أعذرهم مما رأوه مني. كنت أجلس أمام نفس الصفحة بالساعات، وأنام كثيراً وأكره الذهاب للمحاضرات، وأكره الاجتماعات.. واستمرت حالتي هكذا دون علاج لسنين، بعدها بعد فشلي الدراسي قررت الذهاب إلى طبيب مخ وأعصاب، قال لي أن ليس عندي شيء وأني أعاني وسواساً قهريّاً! فتركته.
خلال هذه الفترة كنت أفعل شيئاً مخلاً هو أني أريد ممارسة الجنس مع أختي وهي نائمة دون أن تشعر، وأشعر بالراحة لمجرد أن ألامس جسدها وأنزل المني. ذهبت بعدها لطبيب باطني ونصحني بالذهاب لطبيب نفسي، وفعلاً ذهبت لطبيب نفسي فوصف لي عقارين هما "سيبرام" و"ريسبردال 2 ملم" قرصاً مساءً، وسيبرام قرصاً أيضاً. استمريت على ذلك لشهرين تقريباً دون جدوى، مع العلم أن الطبيب قال لي أني سأستمر عاماً كاملاً حتى أشفى! لم أستمر وبقيت على هذه الحال فترة دون علاج. ذهبت لطبيب آخر فوصف لي "أبيكسدون1 ملم" و"أنافرانيل75" واستمريت شهرين أيضاً دون جدوى، اللهم إلا تحسن بسيط ثم ساءت الحالة مرة أخرى فتركته وقررت ألا أذهب لطبيب، وعملت بحثاً شاملاً على النت عن الوسواس والفصام وتأكدت تماماً أن ما أعانيه هو الفصام.
في البداية أخذت "أنافرانيل" من نفسي دون طبيب، ثم بعد ذلك غيّرت الدواء إلى "أبيكسدون 1 ملم" وأنا آخذه الآن بالرغم من أني بسببه أنام كثيراً، فأرجو منكم أن تبيّنوا لي هل أنا فصامي أم وسواسي أم المرضين معاً؟ وهل الأبيكسدون يعالج الفصام مثل ريسبردال أم أنه مختلف عنه بالرغم من أنهما يحويان ذات المادة الفعّالة وهي ريسبردون؟ وإلى متى أستمر عليه؟ أرجو التوضيح رحمكم الله وأثابكم الخير.
معذرة نسيت نقطة؛ هي إني كلما تأتيني الرغبة في المذاكرة أو العمل وأجلس لأذاكر أشعر كان شيئاً يمسك دماغي وتنهار العزيمة وتتبدد إرادتي تماماً! أقسم بالله أنه ليس ضعفاً مني فقد كنت معروفاً بالتفوق الشديد في صغري. ثانياً، أشعر باللامبالاة بأي شيء؛ مثلاً يكون عندي امتحان ولم أذاكر ولا أبالي! ولا أحضر المحاضرات ولا أهتم بأي شيء، وأشعر أن شيئاً يأكل دماغي! فماذا أفعل أفادكم الله؟.
معذرة أرجع لمشكلتي مع أختي؛ في يوم من الأيام وفي شهر رمضان كنت أريد ممارسة الجنس مع أختي وهي نائمة من الخلف فوضعت لها مخدراً وعملت لها عصيراً لتشربه وتنام، لكن يشاء الله أن يفسد هذا المخطط وكأنها شعرت بنيتي ولم تشربه ولم يتم ما أريد، بعدها جلست مع نفسي وأقول ما الذي أفعله؟! أمجنون أنا أم ماذا؟! لكن بلا فائدة ولا أرتدع، كلما سنحت الفرصة أدخل عليها حجرتها وأتحسس جسدها وأريد أن أمارس معها. في هذه الفترة كنت أصلي وأصوم وأقول لك كنت أقوم الليل وأصلّي الفجر وآتي لأفعل بها! ما هذا؟ أنا مجنون يا دكتور وائل أم ماذا؟ لا أدري! أنا الآن ملتحٍ وشيخ أمام الناس، وكنت أحب أختي إلى أن تزوجت وانتهى الأمر.
أعتذر لك يا دكتور عن عدم ترتيبي للموضوع، لكني أكتب إليك وأنا أعصر ذاكرتي لأجمل لحضرتك حالتي بالضبط. أيضاً أنا لا أستطيع الاستمرار في الكتابة أو المذاكرة أو أي عمل، دائماً ما أتحرك كثيراً في البيت، وأظل أروح وأجيء ليلاً! أكاد أجنّ حين أفكر في ما فات من عمري وما عملت فيه شيئاً بسبب مرضي! أحياناً أقف في المطبخ مثلاً لعمل الشاي وفجأة وأنا أميل مثلاً أقف مدة 5 أو 10 دقائق على هذا الوضع وبعدها أتحرك! وأنا أمشي في الشارع أتخيل نفسي أكلّم ابن عمي مثلاً في النظرية النسبية أو في الدين وأحس بعظمتي وأني أفهم ما أشرحه له! كل هذا وأنا في الشارع! أحس بسخونة في جسمي وكأن نملاً يسري في جسدي، وأحياناً أتخيّل نفسي شيخاً كبيراً يتكلم في الدين والناس تحتاجني.
إذا تكلمت كثيراً أحس بهيجان في قمة رأسي من فوق وأحس بتعب غير عادي وكأن روحي تغادرني. حين أجالس الناس ويكلمني أحد يكون دماغي شارداً أفكر في أشياء غريبة: لم أربي ذقني؟ هل أنا شيخ؟ إذن لماذا أدخن؟ كيف أحلق ذقني وأعيش عادي؟ وما أن أفكر في ذلك أقول أن الله سيغضب عليّ وأني هكذا قريب منه! إذن يجب أن أقلع عن التدخين ومشاهدة الأفلام الإباحية وأني سأتوب وأتغير للأحسن، أتمنى فعل ذلك لكني عاجز فأجد نفسي عدت أساير الجو والناس وأكون شيخاً "نص كم" وأدخن وأشاهد أفلام جنس ولا أعمل ولا أنجح ولو في مادة واحدة وأنام كثيراً، وأول ما أفكر فيه فور استيقاظي هو الجنس وأركب المواصلات وأتحرش بالنساء وخاصة المنتقبات، لم أنا ملتحٍ؟ لا أدري!.
أعيش في جحيم مهما تكلمت لن تتخيله! أخي يعمل في مجال الحاسوب يقول لي تعال معي فأرفض لأن الحاسوب حرام واعمل فيه حرام والمال الذي نجنيه منه حرام، وأن الله سيغضب عليّ لو عملت فيه! وإن ضغط على نفسي ورافقته أحس أن أختنق، وكلما أمسك شاشة أقول أني أغضب الله فأتركه. مرة عملت في محل أحذية، ومع عدم قدرتي على التركيز إطلاقاً صار الناس يسخرون مني فتركت العمل.
أنا في كلية الهندسة ولا أدرك النعمة التي أنعم الله بها عليّ، أذهب للامتحان -تخيّل- وأحس كأني لست موجوداً! وأحياناً أقوم الليل كثيراً جداً وأحس براحة نفسية لكن دماغي ليس طبيعياً! وأصوم كثيراً لدرجة أني صمت كل يوم في غير رمضان لمدة شهرين وهذا لا يجوز لأني أحس أني متميز عن الناس، أو لكي أكون أقرب لله فيرفع عني غضبه، كما وأحس أن دماغي فيها شيء يأكلني فأرغب بضرب رأسي في الحائط. على فكرة يا دكتور، هذه الحالة أصبت بها أصلاً بعدما أصبت بالحمى في إجازة الصيف 2000 وبعدها أحسست وكأني لست موجوداً في الدنيا، ونقص وزني جداً وصرت نحيفاً مع أني آكل لكن بلا شهية.
هل أنا مصاب بالفصام أم الوسواس أم أنه خليط بين المرضين؟ أتوسل إليك أيها الطبيب أن ترد عليّ وتصف لي دواء، أرجوك.
ذهبت للطبيب.... ووصف لي زاندول وفيلوزاك لكني لم أستمر، هل أنا فصامي؟.
26/02/2010
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بالأخ الكريم،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أولاً: ما تصفه في كلماتك هو اضطراب الاكتئاب الجسيم مترافق مع عدم السيطرة على الدوافع (وفي حالتك الدوافع الجنسية) أي ما يعرف بالأفعال القهرية.
ثانياً: الريسبردال يمكن إعطاؤه في الوسواس القهري كدواء مساعد مع دواء الاكتئاب.
ثالثاً: مشكلتك يا عزيزي تكمن في منطقتين من مناطق العقل وهما:
1- التفكير: وجود أفكار تسلطية مزعجة وسلبية عن الذات.
2- الشعور: وجود مشاعر سلبية اكتئابية وقلق نفسي شديد ناجم عن تلكم الأفكار أو العكس، أي أن المشاعر السلبية بسبب حالة بيولوجية مرض دماغي هو الاكتئاب أدت لأفكار سلبية.
وتغيير السلوك في حالتك يفيد في تعديل الأفكار والشعور نحو الإيجابية، والمعلوم أن السلوك هو مجرد قرارات شخصية وهو الأسهل من حيث التغيير.
وهو جوهر جلسات العلاج المعرفي السلوكي وهو الأساس في علاج حالتك مع العلاج الدوائي.
باختصار تحتاج لجلسات نفسية مع علاج دوائي.
تفضل بالدخول على الروابط المفيدة التالية:
ما هو الوسواس القهري؟
حكاية الماس والماسا؟ ضد الاكتئاب والوسوسة
الصبر على الماس يمحو الوسواس
الوسواس القهري والاكتئاب
علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري(4)
الرهاب الاجتماعي.
تابعينا بأخبارك.. أتركك في أمان الله وحفظه، وأتمنى لك كل الخير والعافية.