سأطيل عليكم فاحتملوني.
أنا في الخامسة عشرة من عمري، أعاني من مشكلة الميول الجنسي، لكن هذا لسبب بل لقصة حدثت معي في سن الثالثة عشرة. أنا مقيم بالإسكندرية، ذات يوم ذهبت في رحلة مدرسية للمنتزه، وعندما وصلنا بالحافلة إلى هناك ذهبت مع بعض أصدقائي الذين كانوا معي في الابتدائي -أنا الآن في الثالث الإعدادي- لنتمشى لبعض الوقت، وذهبوا هم للعب الكرة بينما قابلت ولداً معي في نفس الصف الإعدادي وأكملنا المشي، جلسنا قليلاً فوجدنا الكثير من البنات والصبيان منهم من يفعل القبلات والرذيلة، بصراحة جلسنا لنراقب فزادت شهوتي وأعماني الشيطان ووضع على قلبي ورجولتي الستار حتى فعل معي ما أعرفه وتعرفونه، اللواط.
بعد ما حدث ذلك ذهبنا لنركب الحافلة وانتهت الرحلة، لكني ظللت أفكر فيما فعلت بنفسي، ما هذا؟ أأصبحت شاذاً لا أقدر على الزواج؟ لن أهنأ أبداً ولن يسامحني الله على ما فعلت! عندما وصلت للنزول من الحافلة قال لي هذا القذر فلنفعلها ثانية في المدرسة فكدت أن أضربه أمام المدرسين، صبرت ونزلت لكن عندما دخلت البيت أحسست أني بدأت أتغيّر. بدأت أفكر في الشهوات الشاذة حتى أحتلم بها، لكني الآن وعمري 15 عاماً أشعر بنفس الشعور، وشاء القدر أن أحب بنتاً في نفس سني بادلتني المشاعر، لكن قبل أن أقع في غرامها كنت مصابأً بحالة من الاكتئاب، وكنت أقول لقد دمرت حياتي وقلبي بيدي ونفسي ولا يوجد حل إلا أن أتوقف عن التفكير في الزواج.
والدي متوفى وأنا أتحمل مسؤولية أسرة وأولاد بأكملها، لذلك ما أقوله قد لا يكون ملائماً لسني، لكن ما أتحمله جعلني أشعر بالمسؤولية وأنا في السادسة من عمري، وحتى ذلك الوقت وللأسف لا يوجد صبيان غيري، بل أتحمل مسؤولية ثلاث بنات على وشك البلوغ حتى ذلك الحين، وأنا لا أشعر بأي ميول تجاه الجنس الآخر (الفتيات) مع أن هذه البنت التي ذكرتها لكم تحبني أكثر مما تحب نفسها، هي منتقبة الآن من عائلة متدينة بعض الشيء وليس تديناً كاملاً، أمرنا معروف لأمها وأهلها، لكني أحس بالذنب تجاهها، ماذا سيحدث لو تزوجنا وعرفت ما حدث بي؟ وأنا لم يعرف أحد بي حتى الآن.
هل يوجد علاج؟ ما هو؟ كيف؟ هل سأقوم به وأنا في هذه السن؟
أرجو الإجابة سريعاً.
16/2/2010
رد المستشار
حضرة الأخ "عاقل" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد أثرت يا "عاقل" في رسالتك مشكلة مهمة، أرجو أن تعتبر هذه الرسالة بمثابة إخطار لمن يهمه الأمر. فقد تحدثت عما كان يحصل في المكان العام الذي مررت به، حيث أن العديد من الشباب كانوا يمارسون ما نزال نعتبره حتى اليوم "علاقات جنسية غير شرعية" أو بأقلل التعديل في المكان غير الشرعي. فالعلاقة الجنسية لها أهميتها وقدسيتها، ولا يجب أن تبتذل في حدائق الطبيعة، وأمام الناس، كي لاا تنحدر قيمة الإنسان إلى مستوى باقي الكائنات الحية، كالحيوانات.المهم لقد كان ذلك المشهد السبب المباشر لتقبلك العلاقة الجنسية الشاذة، ولكنك لم تسأل عن السبب غير المباشر، ألا وهو استعدادك النفسي للمعصية، وكيف أن الشروع بهذا العمل الشنيع لم يكن مرفوضاً بالوعي أو اللاوعي عندك. فمثلاً لو سألك أحدهم "هل تريد أن تلعب معي في النار؟" لأجبته بسرعة ودون تفكير "قطعاً لا!" لأن النار تحرق، عندها حتى ولو قال لك "أنظر إلى الآخرين يضعون أيديهم في النار" فستمتنع عن وضع يدك في النار لأن هذا ثابت لديك بضرره المطلق.إذاً، ما الذي أوصلك يا "عاقل" لتقبّل فعل الآخرين الشاذ؟ الجواب طبعاً هو في كونك فاقد للاستعدادات والتحصينات النفسية المانعة من ارتكاب الشذوذ: بالتربية أو بالثقافة أو بالممارسة العملية. ولربما تكون أيضاً من المهملين بعض الشيء لأوامر الله من صلاة وصوم وعباداتت أخرى كقراءة القرآن والدعاء... التي بإمكانها أن تحصّن الفرد في مواجهة الأفكار الشاذة والأعمال الخاطئة.المهم لقد ارتكبت ما ارتكبت، فهل أصبح مصيرك إلى النار؟ أم إلى واقع الشذوذ المطلق؟ أم أنك ما زلت إنساناً يخطئ ويصيب، وإذا ما أخطأ استرجع واستغفر، وعاد عن الخطأ بالتوبة لكي يكمل مسيرة حياته التي رسمها له الباري في طاعته وعبادته والامتثال لأحكامه سبحانهه وتعالى؟.إذاً، يا أخ "عاقل" ما عليك سوى الاستغفار والتوبة، وإذا استطعت فعل ذلك فإن الباري عزّ وجلّ لن يردك أبداً لأنه لا يُرَدّ سائله سبحانه. وبعدها لا مانع من أن تتبادل الحب مع صديقتك وإعلان ذلك لأهلها وأهلك، ولتدخلا السرور إلى قلب العائلتين، وإلى قلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإحياء سنته ألا وهي الزواج.تعقّل يا "عاقل" وتحصّن لما ستواجهه في هذه الحياة من أمور كثيرة تستلزم الاستعداد.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ أيضاً: