الثانوية العامة: عنق الزجاجة

رد المستشار

سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته،
عزيزتي مشكلتك من المشاكل التي يعاني منها 80% أو يزيد من طلبة الثانوية العامة في العالم العربي، وهي القلق من الامتحانات العامة والمجموع، وهذه مخاوف إن كانت في الحدود الطبيعية تعتبر طبيعية لأنك على مشارف حياة جديدة وفي منعطف يحدد حياتك القادمة.
هنا غلطتك في أنك سمحت لأفكار سلبية كثيرة أن تتسرب لداخلك وتعشش، وغذيتها ما تسمعينه وقدّرت وقررت كل شيء قبل أن يحصل أي شيء! قررت أن الامتحانات صعبة وأنك فشلت وصدقت وبكيت ووضعت نفسك في موقف شلل عقلي وكأن كل شيء انتهى!!.

عزيزتي، قبل أن نتكلم عن تنظيم الوقت والمذاكرة، الأهم بالنسبة لك أن تتخلصي من الأفكار السلبية التي تنخر كالسوس في نفسيتك وتضعفها. لا بد وأنك تعرفين المثل الشائع عندكم في مصر "اللي بيخاف من العفريت يطلع له" هذا بالضبط ما تفعله الأفكار السلبية.. تجذب ما نخشاه وليحصل فعلاً! وهنا الفرق بين إنسان متفائل وآخر متشائم، أو تعيس الحظ وسعيد الحظ، ليس هناك حظ فيما يسمى أفكار سلبية سمحنا لها بالتدخل لتجذب إلينا كل ما نكرهه، هناك شخص قادر على زرع أفكار إيجابية في تفكيره وفي من حوله، وهذا ما ينجح، كلما جاءتنا فكرة سلبية من قبيل أن "الامتحانات صعبة" "لن أنجح" "أنا فاشلة"... تعاملي معها كالتالي:

1. كوني واعية للفكرة ومنتبهة لها:
تعرّفي على الفكرة وأنها سلبية، والعلامة الأكيدة التي تعرفين بها الفكرة السلبية هي أنها تخفض مستوى طاقتك وحيويتك وأنها تشعرك بأنك تعيسة ومتضايقة ومكتئبة ويائسة من كل شيء، ولا ترين أي شيء جميلاً.... ما تشعري بفكرة كهذه تدخل رأسك "اقبضي" عليها وقولي لها: "ليس معي أنا"!.

2. اجعلي عليها علامة فارقة: قولي لنفسك: "أنا الآن لدي فكرة سلبية"، وعّي نفسك بأن هناك فكرة سلبية تدور في خاطرك، عندما تصلين هذه المرحلة ستلاحظين أن التسرب في طاقتك وحيويتك يتوقف وكآبتك الداخلية بدأت تقل وتتضاءل.. عندها سنقول مبروك لقد حاصرت الفكرة السلبية وبقي أن تفكري فيم ستفعلينه بها.

3. بالغي فيها قدر الإمكان: استكشفي الفكرة السلبية والعبي بها... مطّي الفكرة واعبثي بها، اجعليها سخيفة قدر الإمكان.. اعملي منها شيئاً تضحكين منه ولا يخيفك، تخيليها في موقف فكاهي وهكذا نقول ألف مبروك "ليس هناك من فكرة ستهزمنا".

4. كوني شاكرة: هنا أنت تحررت من الفكرة لكن يجب أن تكوني شاكرة لله، حاولي أن تتذكري مواقف سابقة وكيف أن أفكارك السلبية كانت متخيلة وأسوأ مما حصل فعلاً.

أما بالنسبة لتنظيم وقتك أو الطريقة الأمثل للمذاكرة؛ فبحسب اعتقادي هناك عناوين رئيسية لكن كل شخص له ظروفه وطريقته وهو الأقدر على تحديد طريقة المذاكرة الأفضل له.
لكن يمكن الاسترشاد بالأحوال العامة لتنظيم الوقت والمعروفة بالنسبة للطلاب والتي وجدت أنها مفيدة، وهي تقوم على:
(1) لا بد أن تكون هناك الرغبة القوية والعزيمة والإرادة والدافعية واستشعار أهمية التعليم، وأن المرء لا يمكن أن ينجح في الامتحان أو يتميز دون أن يبذل جهداً ويجتهد في دراسته.
(2) لا بد أن يكون هناك قسطاً كافياً من الراحة اليومية، لأن الإنهاك والإجهاد الجسدي والذهني يؤدي إلى نتائج عكسية.
(3) بعض الناس يجدون فائدة أكثر في القراءة والدراسة الجماعية، بمعنى أن تكون هناك مجموعة من الأصدقاء يتعاونون فيما بينهم، ويقضون وقتاً معيناً للدراسة مع بعضهم بعضأً.

وهناك مبادئ عامة للمذاكرة قد تفيدك:
0 تحديد الغرض من استذكار المادة لتسهيل عملية فهمها وتحصيلها.
0 الحرص على فهم المادة العلمية وحسن تنظيمها وعدم الانقطاع عن تحصيلها.
0 استخدام أسلوب التكرار في التحصيل، والإعادة والتمرين من خلال حل التمارين والتطبيقات المختلفة للمساعدة على ترسيخ المعلومات في الذهن.
0 التعرف على مدى التقدم في التحصيل (التقويم الذاتي)، ومراقبة هذا التقدم.
0 ينبغي على الطالب أن يقيّم تحصيله بنفسه، أي يمتحن نفسه شفوياً وكتابياً ومن خلال قدرته على شرح المعلومات للآخرين مثل الزملاء.
0 استذكار المواد الصعبة التي تحتاج إلى عمليات ذهنية في فترة تفتح الذهن قبل الشعور بالإرهاق.
0 كلما استعملت أكثر من حاسة واحدة في المذاكرة أدى ذلك إلى زيادة الاستيعاب وتثبيت المعلومات في الذهن.. لهذا قد تجد من من المفيد الاستعانة بالقلم والورقة أثناء الاستذكار.
0 وضع عناصر للموضوع ثم ربطها مع بعضها لتظهر وحدة الموضوع وتتكامل أفكاره.
0 على الطالب تطوير اهتمامه خارج نطاق الدراسة. حيث أن ممارسة الأنشطة المختلفة تساعد وتعين على النجاح في الدراسة بتوفيرها المعنوية والفائدة من ما يتم تعلمه.
0 عدم الانتقال من درس إلى آخر قبل فهم الدرس الأول واستيعابه؛ فقد بني الكتاب المدرسي على التسلسل في المعرفة وتراكم الخبرات والمهارات.
0 عند الشعور بالتعب ينبغي ترك المراجعة، ومحاولة ممارسة أي نشاط محبب للطالب.
0 تجنب مراجعة مادتين متشابهتين في نفس اليوم.
0 لا تترك المجال لتراكم الدروس، فمراجعة الدروس ينبغي أن تكون على فترات متقاربة.
0 اختيار المكان والزمان المناسبين للتعلم والاستذكار.
والله وليّ التوفيق

واقرئي أيضاً:
معاناة طالبة بل معاناة أمة
النسيان! من ماذا النسيان؟
الفشل والنجاح معادلة الحياة
منى والمذاكرة قبل الامتحانات
النجاح وسنينه
مذاكرة وتركيز فتافيت السكر
في ثانوية عامة كيف أذاكر؟
جدول للمذاكرة والنوم وربنا يوفق
مش فاكر أي حاجه ذاكرتها
النسيان والذاكرة والتركيز
الامتحان قلق وخوف والنوم نعمة!
سيكولوجية الغش في الامتحانات

 

المستشار: د. آمنة الشامسي