السادة الكرام: تحية طيبة وبعد؛
نرجو التكرم بالإجابة على أسألتنا فنحن في شدة الحاجة لتعاونكم معنا، فنحن متزوجان منذ ما يقارب العامين وحتى الآن لم تتم عملية اللقاء الزوجي كاملا, وذلك للأسباب الآتية:
• جهل الزوجة الشديد بهذه الأمور ومن ثم عدم تعاونها.
ولقد تم أتمام فتح الغشاء كاملا بعد عاما من الزواج, ولكن كما ذكرنا لم تكتمل العملية الجنسية كاملة.
والنقاط الآتية تعوق الإتمام:
1. الزوج يداوم على مداعبة الزوجة في فتحة الزواج بإصبعه مما يسبب لها ألما وعدم راحة فهل هذا يعتبر شيء طبيعي في العلاقة الخاصة وهل يمكن أن يسبب هذا مشكلة.
2. عند الجماع يتوقف الانتصاب عند الزوج عند الإدخال برغم أن الانتصاب قبل الإدخال يكون جيد بمعنى أنه يدوم لفترة جيدة.
3. الزوجة تشعر بألم عند الإدخال وكذلك تشعر بعدم راحة فهل هذا طبيعي.
ملحوظة: نحن لا نشكو والحمد لله من أية أمراض مزمنة كالسكر أو القلب، ومنذ فترة ونحن واقعين تحت ضغط الأهل والأصدقاء حيث السؤال الملح دوما عن الإنجاب وتأخره مما يؤثر سلبا ويجعل هدف الزوجة فقط من هذه العلاقة الحميمة الإنجاب فقط مما يؤثر على نفسية الزوج.
وهذه بعض المعلومات المساعدة عن الزوج:
0 عند الاستيقاظ في بعض الأحيان يكون العضو منتصب.
0 عند التعرض لبعض المؤثرات الجنسية والتخيلات ينتصب العضو لفترة معقولة (أكثر من 20 دقيقه).
0 الاحتلام يحدث أحيانا ولكن على فترات طويلة.
0 الزوج يمارس الرياضة ولكن ليس بانتظام.
فأنقذونا مما نحن فيه
جزاكم الله خيراّ.
30/01/2004
رد المستشار
السيدة الفاضلة............. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،......... وبعد واضح من الرسالة أنكما عانيتما (أنت وزوجك) لمدة عامين هما عمر زواجكما بسبب مشكلات في العلاقة الجنسية، وهذه المشكلات كما هو واضح لا تعود إلى أي اضطرابات مرضية وإنما نتجت عن نقص معلومات فيما يخص هذه العلاقة،
وهذه مشكلة يعانى منها الكثيرون في مجتمعاتنا حيث يبالغ الناس في إحاطة هذا الموضوع بسياج من الحذر والخوف والغموض إلى الدرجة التي يصلون فيها إلى مرحلة الزواج وهم لا يكادون يعرفون شيئا عن أسرار هذه العلاقة، على الرغم من أنها _ في وضعها الطبيعي_ نشاط فسيولوجي مثل الأكل والشرب تمارسه كل الكائنات الحية بهدف عمارة الكون، وهو بالتالي لا يصح أن يكون نشاطا مستقذرا أو معيبا طالما يحدث طبقا للمعايير التي شرعها الله.
والعلاقة الجنسية قد أحاطها الله بمشاعر ممتعة كي تكون دافعا لالتقاء الجنسين وحافزا لهم لتحمل مسئوليات الإنجاب وتربية النشء بعد ذلك، وحين تتم بشكل صحيح فإنها تمثل قمة الحب والاحتواء بين الزوجين كما ورد في قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: ".....هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ...." صدق الله العظيم (البقرة الآية 187)، ونحن كأطباء نفسيين نعتبر هذه العلاقة بمثابة ترمومتر للعلاقة الزوجية ككل فكلما كانت ناجحة وموفقة كلما توقعنا نجاح الحياة الزوجية والعكس.
وكثيرا ما يأتي إلينا زوجان مختلفان ويحكون لنا تفاصيل كثيرة لخلافاتهم ونفاجأ بعد عدة جلسات أن هذه التفاصيل ما هي إلا ستار يغطى المشكلة الحقيقية والتي تكمن في اضطراب العلاقة الجنسية والتي يخجلان من الحديث عنها بشكل مباشر.
ولهذا فإن الثقافة الجنسية مطلوبة ليست كما يدعو إليها الغرب بشكل إباحي مبتذل خال من الحياء والعفة، وإنما كما تحدث عنها القرآن وتحدثت عنها السنة، ففي القرآن الكثير من الآيات التي تتحدث عن هذه العلاقة بشكل نظيف وراق، وفى السنة وكتب الفقه تفاصيل كثيرة عن هذه الموضوعات تعرض بلا حرج، وكانت النساء في عهد النبوة يسألن الرسول عن أشياء شديدة الخصوصية حول هذه الموضوعات لأنها أمور حيوية في حياة البشر، والجهل فيها ربما يقلب حياة كثير من الناس إلى عذاب دائم بلا مبرر.
وإذا طبقنا هذه المبادئ على المشكلة الحالية فأجدني مندهشا لسكوتكما كل هذه المدة دون سؤال أو استفسار يوجه إلى من تثقون بهم من الأقارب أو الأصدقاء المتزوجين أو أحد المتخصصين من الأطباء، أو حتى قراءة بعض الكتب المتاحة، وأذكر منها على سبيل المثال: "الموسوعة النفسية الجنسية" للدكتور عبد المنعم حفني، وهى من إصدارات مكتبة مدبولي، وتعتبر سفرا شاملا للثقافة الجنسية بأسلوب علمي.
0 أما عن استعمال الزوج إصبعه بشكل متكرر فإن هذا يحدث بعض الخدوش والالتهابات في الأعضاء الجنسية، وهذه الالتهابات تسبب آلاما عند اللقاء وأحيانا تكون هذه الآلام شديدة لدرجة تجعل الزوجة تكره هذه العلاقة وتتمنى تجنبها، وإذا كان لابد من استخدام الأصابع فليكن ذلك في صورة لمس خفيف غير مؤذ للطرف الآخر، والألم أثناء اللقاء قد يكون سببه بعض الالتهابات في الأعضاء الجنسية كما أسلفنا،
وقد يكون في حالات أخرى نتيجة لعوامل نفسية مثل رفض هذه العلاقة أو الخوف منها، أو عدم وجود قدر كاف من الحب بين الزوجين، فهذه العلاقة عند المرأة لا يمكن أن تتم بنجاح إلا إذا كانت مسبوقة ومصحوبة بمشاعر حب، وأنصحك بعرض نفسك على أحد طبيبات النساء والتوليد لمعالجة أي التهابات موجودة ولتشرح لك تركيبة الأعضاء التناسلية وأفضل الطرق للتعامل معها.
أما عن الارتخاء الذي يصيب الزوج عند الدخول بالذات فإنه ناتج عن حالة من القلق والخوف تؤثر على الجهاز العصبي عند الاقتراب من الزوجة خاصة أنه _ كما ذكرت_ ينتصب بشكل جيد ولمدة معقولة عند التعرض لمثيرات وعند الاستيقاظ من النوم (وهذه أدلة معقولة على عدم وجود مشكلات عضوية)، وهذا القلق يكون في جزء منه لا شعوريا بسبب الخوف المتراكم داخل النفس من الاقتراب الجنسي، ويكون في جزء آخر شعوريا نتيجة عدم المعرفة بأسرار العملية الجنسية فتحدث حالة من الرهبة من هذا المجهول الذي ارتبط في الوجدان بالكبت والمنع والتحريم.
ومما يخفف من هذا الخوف أن يسبق العلاقة الجنسية فترة كافية من المداعبة وتبادل مشاعر الحب والمودة بين الزوجين كما ورد في القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم (البقرة:223)، ويمكن لك أن تساعدي زوجك في الوصول إلى حالة من الطمأنينة وذلك بإشاعة جو من الحب والتعاطف قبل وأثناء وبعد هذا اللقاء، وهذا القلق يزول مع الوقت في كثير من الأحيان، ولكن إذا طالت مدته -كما هو الحال معكما- فإنه من الأفضل أن يتلقى الزوج مساعدة طبية من أحد الأطباء النفسين تقلل من هذا القلق، وفى نفس الوقت يتلقى بعض المعلومات المفيدة عن تركيب الأعضاء الجنسية للمرأة وكيفية التعامل معها أثناء اللقاء بشكل أفضل حتى لا تتعرض للإيذاء كم حدث معكما.
وربما تكون هناك تساؤلات تشغل بال الزوج حول هذا الموضوع يجيب عنها الطبيب بتفصيل أكثر، وقد فهمت من الرسالة أنه لم يحدث لقاء جنسي كامل حتى الآن وقد يكون هذا بسبب الارتخاء الذي يحدث للزوج عند الاقتراب أو يكون بسبب مشكلات متبقية في غشاء البكارة أو في قناة المهبل وهذه الاحتمالات لن ينفيها إلا فحص متخصص لدى طبيبة (أو طبيب) أمراض نساء.
ونصيحتي أن لا يكون هدفك من هذه العلاقة هو حدوث الحمل فقط لأن هذا كما قلت يؤذي شعور الزوج ويجعله يشعر أن وظيفته لا تتعدي عملية التلقيح فقط (كما هو الوضع في كائنات أخرى أقل رقيا من الإنسان)، كما أن هذه العلاقة لها وظائف هامة تؤديها في حياتكما فهي جزء هام من سيمفونية المودة والرحمة بين الزوجين وبدونها يصعب أن تكون الحياة الزوجية طبيعية تماما.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، ليس لدي من إضافة بعد إجابة أخي الأكبر وزميلي الدكتور محمد المهدي، سوى إحالتك إلى عددٍ من الردود السابقة لمستشاري صفحتنا استشارات مجانين، لأن فيها ما يروح عنك وعن أمثالك فسم الله ثم انقري العناوين التالية:
ماء المرأة في الإرجاز : حقيقةٌ أم مجاز!
الغشاء والخوف من الهواء
الماء والنساء، ماء المرأة في الإرجاز
الألم ، والاسترجاز وانتظار المولود! م
غشاء البكارة والاسترجاز البريء
الاسترجاز بالشيء وغشاء البكارة م
الاسترجاز وأصل الشعور بالذنب بعده ! م.
وأهلا وسهلا بك دائما على صفحتنا استشارات مجانين وتابعينا بالتطورات الطيبة إن شاء الله.