الخوف من الحضانة
سيدي العزيز أشكركم جزيلا على ما تقومون به اعذروني فأنا مازلت تحت تأثير الصدمة الأولى، لي ابن مولود في 13 جوان 2005 (4 سنوات ونصف تقريبا) تعرض للعنف في روضة الأطفال في عمر 2 سنوات فأصبح يخاف الذهاب،
اضطررت إلى تركه مع والدتي -عمرها 75 سنة- لمدة سنة و نصف حتى ينسى وفي الأيام القليلة منذ أسبوعين أردت إرجاعه إلى روضة أخرى لكني فوجئت من رفضه وبصعوبة كبيرة يبقى هذا من جهة.
الشيء الثاني أنه يشكو مما يسمى قلق الانفصال عند ذهابي إلى العمل وكذلك خروج أمه إلى العمل يجعله يصيح ويبكي.
سيدي ذهبت إلى الطبيب النفسي منذ أمس لكن أريد المساعدة برنامج الاعتناء به
أشكركم شكرا جزيلا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
23/2/2010
رد المستشار
الفاضل "خالد"؛
أعتذر على التأخير في الردرفض الأطفال في هذا العمر للمدرسة هو سلوك متوقع واستمرار السلوك من عدمه يعتمد على كيفية التصرف عند حدوثه... لكن ما استوقفني هنا جملة "تعرض للعنف في روضة الأطفال" فهذه نقطة مهمة لتحديد كيف تتعامل مع الموقف.
فهل كان عنفا لفظيا أو تعنيفا أو هو عنف جسدي أو أكثر من ذلك؟ من كان المعتدي وكيف شرحت الوضع أو سبب حدوثه لطفلك؟أعلم أن هذه الأسئلة متأخرة نوعا ما لأن الحادث قد مر عليه سنتان الآن ولكن الخطأ طريق المعرفة، على كل في مثل هذه الحالات عندما يرفض الطفل الذهاب للمدرسة أو الحضانة وبشكل مستمر وليس للأسبوع الأول فقط، قد يكون وراءها عوامل مختلفة، فمن هذه العوامل التي قد تساعد في ظهور مثل هذه الحالات ما يلي:1. التدليل الزائد للطفل: فاستخدام أسلوب الحماية الزائدة والحرص على الطفل بصورة مرضية تولد لديه تعلقا شديدا بوالديه أو أحدهما مما ينتج الاتكالية التامة، ويشعره بالقلق عند انفصاله عن المنزل... وفي أغلب الحالات فإن أحد الوالدين يكون قلقا حيال ذهاب الطفل إلى الحضانة أو المدرسة للمرة الأولى ويعبر عن هذا القلق بطرق غير مباشرة يلتقطها الطفل فيزيد خوفه.2. تزامن المدرسة أو الروضة مع خبرة مؤلمة: كتعرض الطفل للعقاب الشديد أو التخويف من المدرسة، أو قد يتأثر الطفل بالنقلة الفجائية فبعد أن كان يقضي يومه بين لعب ونوم تستجد عليه مسؤوليات جديدة كالاستيقاظ مبكرا وأداء الواجبات المدرسية بكثرتها، وغير ذلك من التزامات لم يعهدها من قبل فبدون سابق إنذار ولا تجهيز تم تغيير نظام حياة الطفل وقلبها.3. معاناة الطفل من القلق: قد يتزامن الالتحاق بالمدرسة أو خلالها مع تعرض الطفل لحالة قلق شديد نتيجة لمشاكل أسرية أو خلافات عائلية أو مرض أحد الوالدين أو فقدان شخص مهم، مما قد ينتج عنه حالة عدم رغبة استمتاع عامة تفرز في حالة رفض الذهاب للمدرسة.
4. وطبعا لا ننسى تعرض الطفل لصدمة في أيامه الأولى بالمدرسة أو الحضانة، كان يتعرض للضرب أو السخرية من قبل زملائه بالصف أو التعنيف أو التهديد من قبل المعلمة.
5. عدم قدرة الطفل على التعامل مع تحديات العالم الجديد كالتعلم والمهارات الاجتماعية المتوقعة منه مما يسبب له قلق مستمر فيفضل الانسحاب إلى البيئة الآمنة في البيت.
الآن وقد عرفنا الأسباب المحتملة ننتقل إلى التعامل مع المشكلةالخطوة الأولى قبل الحل هي تحديد السبب لأنه سيحدد الكثير كتكرار ظهور المشكلة لاحقا في مرحلة أخرى أم لا، فلابد من التعامل مع الطفل وإعطائه الفرصة للتعبير عن مخاوفه وأسباب رفضه بدون تدخل بعدها يتم التعامل معها حسب مصدر قلق الطفل فهذا سيختلف من حالة لأخرى ولكن الأساس هو تفهم الأهل.ثاني أهم خطوة هي التصرف السريع وعدم تأجيل الدراسة لمدة طويلة لأن ذلك للأسف يؤدي لنتيجة عكسية فبدل أن تقلل القلق عند الطفل فإنها تزيده حيث أنه بالنسبة للطفل تبدو وكأنها إثبات أنه تعرض لخطر كبير يستحق القلق والخوف وأن المكان الآمن له هو الاختباء في البيت.الآن... كيف نعالج الموضوع:التأكد كما قلنا سابقا من إزالة قلق الطفل الأساسي حتى لا يتعرض أثناء ذهابه للمدرسة لردة فعل عكسية قوية.* طمأنة الطفل وتشجيعه، وعدم إشعاره بأن ذهابه للمدرسة وسيلة للارتياح منه.* ربط المدرسة بأشياء محببة ومرغوبة لدى الطفل.* عدم إرغام الطفل على الذهاب بالضرب أو التوبيخ
من الضروري الآن في عملية إعادة الطفل إلى الحضانة هو التجهيز مسبقا، وهنا لا أقصد الطفل فقط ولكن الأم:أولاً: يتعين على كل أم أن تبحث عن حجم التذبذب الذي تشعر به إزاء ترك طفلها لأن تلك المشاعر ستصل له.فإذا كان لدى الأم شعور بالتردد أو عدم الارتياح أو الشك المتعلق بكراهيتها ترك طفلها حين يكون غير سعيد بذلك أو إذا كانت غير مقتنعة تماماً بالمكان الذي ستترك فيه الطفل أو غير راضية عن حقيقة ضرورة تركه فإن طفلها سيلتقط هذا التردد فلابد أن تجهز الأم نفسها أولاً قبل أن تجهز طفلها لهذه المرحلة الفاصلة في حياته.
بعد ذلك يجب على الأم ً تجهيز طفلها لتلك المرحلة بأمور عديدة أولها أخذه لزيارة الفصل الدراسي ومقابلة المعلمة قبل بدء الدراسة.. وإذا تيسرت مقابلته مع طفل آخر سيلتحق بالروضة معه لأول مرة في ذات الوقت ويلعبان معاً لأن ذلك سيشجعه على الذهاب للحضانة وبالتالي يخف القلق الجاثم على صدر كل منهما.كذلك كأحد الطرق لتخفيف قلق الطفل يمكن للأم أن تعطي صغيرها شيئا محببا له معه في أيامه الأولى بالروضة مثل لعبة يحبها أو قصة تستطيع معلمته قراءتها له ولزملائه في الفصل وما إلى ذلك.يمكن للأم إذا كان قلق الطفل كبير أن تتفق معه بالحضانة على البقاء لمدة ساعة مثلا ولكن تبقى بعيد عن الفصل أو أن يبقى لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات اليوم الأول ومن ثم يأتي أحد الوالدين لإعادته للبيت ويتم زيادة ساعة كل يوم على حسب استجابة الطفل إلى أن يتم يومه الدراسي.لتجنب تكرار حدوث رفض الذهاب للمدرسة أو الحضانة في المستقبل فيجب عدم السماح للطفل التغيب عن الدراسة لفترة طويلة.بالنسبة لي فإنني أنصح دائما الأمهات للأطفال الأكبر سنا في مثل هذه الحالات وحتى عند تغيب الطفل لعذر ما بألا يكون روتين البيت مريح ولكن لابد أن يكون قريب لجو المدرسة من حيث النهوض مبكرا عدم السماح بمشاهدة التلفاز أو اللعب وإعطاؤه بعض الفروض لإنجازها فترة البقاء في البيت.وبالتوفيقواقرأ أيضًا على مجانين:وأهلا بك دائما على موقعنا مجانين دوت كوم.