أمر صديقتي يشغلني

رد المستشار

 عزيزتي،
أود تهنئتك قبل أن نبدأ على روحك الصادقة ونضجك، وهذا واضح في اختيارك لأصدقائك، فقد وضعت لنفسك معايير تناسبك في اختيارهم. ولك تحية أيضاً على إخلاصك لصديقتك ورغبتك الصادقة في نصحها.

مسألة قلقك على صاحبتك وضيقك من علاقتها تلك مع شاب، وهو أمر لم تتوقعينه على الأقل منها، بالطبع أستطيع تفهم سبب غضبك منها، لكن لديك هنا خياران:
الأول؛ طبعاً هو ما بدأت به وهو النصح والإرشاد.. لكن صاحبتك تعرفه منذ سنتين -بحسب ما ذكرت-، وعادة في مثل هذه المرحلة يكون من الصعب أن تستمتع لك، لكن ما بيدك هنا إلا أن توجهي لها النصح مباشرة، لكن افتحي لها أبواباً لتنبيهها وقد يكون ابن حلال والله أعلم. مثلاً اسأليها متى يتقدم لها؟ هل أخبرت أحداً من أهلها عنه؟ هل طلب منها كتمان العلاقة؟ مثل هذه الأسئلة قد تفتح لها باب التفكير في أمور قد تكون غفلت عنها أو تغاضت عن إجاباتها اللامعقولة.

حاولي أن تكوني واضحة معها كون رفضك للعلاقات هو مبدؤك في الرفض الذي تستندين له، فمن ليس له مبدأ لا يستطيع الصمود. هذا ما تستطيعين عمله لكن لا تضغطي عليها كثيراً.. لأن زيادة "الإلحاح" والنصح قد يأتي بنتيجة عكسية، وأول ما سيخطر ببالها موضوع غيره.. وهذا شيء بديهي في مثل هذه الحالات لذا حاولي أن تتعاملي معها بذكاء إن كان فعلاً يهمك أمرها وتريدين المضي معها.

عزيزتي،
لكن لكل شيء حدود لا نستطيع تجاوزها، فإذا وصلت لمرحلة أحسست فيها بالإرهاق من حمل همها والقلق عليها أو أن سلوكها بات يشكل خطراً عليك، من ناحية التأثير السلبي عليك أو حاولت بطريقة ما جرّك لطريقها هنا لا يتبقى بيدك إلا الحل الثاني.

الحل الثاني؛ وهو أنك تقطعي علاقتك بها وأقصد هنا أنها تكون حالها حال بقية زميلاتك بالمدرسة أو الفصل ووضحي هذا الشيء لها أن حدود علاقتكم أصبحت في حدود المدرسة والكتب وتنتهي حال مغادرتكم سور المدرسة.
وهذا الحل قد يؤلمك في البداية، لكن في الحياة نضطر أحياناً كثير للتخلص من عضو من أجسادنا لو هدد حياتنا... وكما يقال تفاحة واحدة فاسدة قد تفسد صندوق بأكمله.
لا أريد أن أظلم صديقتك فأنت الأقدر على الحكم ولكن ضعي مصلحتك قبل كل شيء.
ويحفظك رب العالمين.

واقرئي أيضًا:
صديقتي السائلة التي تحب شخصاً غريباً
صديقتي تريدني أن أكلّم ولداً وأنا لا أريد!
صديقتي انحرفت ماذا أفعل غير النصيحة؟
صديقتي تحتاج مساعدة كيف أساعدها؟

المستشار: د. آمنة الشامسي