وسواس الخوف من الجراثيم وغيره!
أنا طالبة بالثانوية العامة من أوائل مدرستي، لكن عندي مشكلة!
أنا دائماً خائفة من الأمراض والجراثيم، ولو مسكت شيئاً يجب عليّ غسل يديّ، وأغسلها كثيراً جداً قد تصل عدد مرات غسلها إلى 6 أو7 مرات أو أكثر.
كما أني غير واثقة من نفسي، ففي الامتحانات قد أكون كتبت الإجابة الصحيحة لكن حين أرجع للبيت أحس أني كتبت شيئاً آخر، ودائماً أتخيل أن ما كتبته كان خطأً وأني قد أرسب في المادة أو أن ورقتي ربما تدخل لجنة خاصة، وأحس أن تعبي ومذاكرتي ستذهب هباءً!
أيضاً -مثلاً- لو أني سأملأ استمارات في المدرسة فإني أظل بعد كتابتها أفكر في أني ربما نسيت أن أكتب شيئاً أو أن البيانات ليست كاملة، وأسأل المعلمة أو أسأل أصحابي عمّا كتبته! لدرجة أني كنت أكتب استمارة في المدرسة ثم صورتها بالموبايل عدة مرات وأسأل أصحابي هل هذا خطي أم لا؟! وحين عدت للبيت بدأت أفكر هل غيّرت فيها شيئاً بعدما صورتها وأتخيّل فعلاً أني غيرتها! وأقلق وأتضايق! أخاف حين أكتب رقم جلوسي في ورقة امتحان نهاية السنة أخاف أني كتبته خطأ أو أن المصححين يقرؤون اسمي خطأ (لأن اسمي رانا فأخشى أن يقرأ دانا أو حتى لانا) وأظل أعدّل فيه ليكون واضحاً مع أنه ربما كان كذلك! لكن دئيماً خائفة أن أكتبه وخاصة في ورق المدرسة وفي الامتحانات وخصوصاً هذه السنة وأنا في الثانوية العامة وأتمنى الحصول على مجموع لأدرس الطب، وأحس أن كل ما فات من السنين وتعبي فيه قد يضيع لو حصل مني أو من المصحح أي خطأ.
أتمنى أن أعرف الحل لمشكلتي لأني متعبة جداً ومتضايقة. لو سمحت يا دكتور رد عليّ أرجوك.
وآسفة على الإطالة، وشكراً.
25/2/2010
رد المستشار
السلام عليكم يا رانا،
إن معرفة الحل لا يمكن قبل معرفة المشكلة...
ومشكلتك عبارة عن: فكرة خاطئة ليس عليها دليل، سببت لك قلقاً، فدفعتك لأفعال غير منطقية...
ورغم أن الحل أولاً وأخيراً: هو أن تهملي هذه الأفكار دون نقاش، وترميها من ذهنك. ثم إذا ألحت عليك فلا تستجيبي لها بفعل إرادي... إلا أنه أحياناً نضطر لمناقشة الفكرة الوسواسية -ولمرة واحدة فقط- لتقوية شعور الموسوس بسخافة الفكرة من أجل إعانته على تركها...
لهذا أقول لك: كم مرة يغسل الناس غير الموسوسين أيديهم؟ ستجيبين: مرة عند الحاجة لذلك، كاتساخ اليد مثلاً، أو قبل الطعام... إذن: لو كان عدم غسل اليدين مراراً وتكراراً يسبب الأمراض، وينقل الجراثيم، لوجدت ثلاثة أرباع الناس في المستشفيات! فعدم غسلك ليديك مرات كثيرة لا يجلب عليك الخطر، ويكفي غسلهما عند رؤيتهما متسختين، وقناعتك بأنه لا بد من التكرار حتى لا تصيبك الأمراض قناعة غير صحيحة، والدليل بعكسها!
إذا اتضح هذا لك: فعليك الآن ألا تستجيبي لإلحاح الفكرة، وقاومي تكرار غسل اليدين، وفي البداية ستشعرين بقلق كبير ومتزايد، لكن مع المثابرة سيخف هذا القلق تدريجياً وستتخلصين من هذه المشكلة... وإن لم تستطيعي أن تمنعي نفسك نهائياً في البداية، فلا مانع من اتباع طريقة التأجيل بأن تقولي عند رغبتك في غسل يديك: سأغسلهما بعد خمس دقائق، فإذا مرت الدقائق الخمس، فإن استطعت تأجيل الأمر خمساً أخرى فافعلي وهكذا... ويمكنك الاستعانة في هذا الموضوع بما كتبه الدكتور محمد شريف سالم في برامج العلاج الذاتي.
وأما بالنسبة لمسألة التأكد من كتابة اسمك وغيره في الامتحان ونحوه... فليس لك حل إلا مقاومة التأكد، وصدقيني لن تخرب الدنيا إن لم تفعلي!!
وسليني أنا التي يخطئ غالب الناس في اسمي!! كل الذي يحصل أني أذهب وأصحح لهم خطأهم...، حتى في المعاملات الرسمية، وأوراق الامتحان، المسألة لا تتعدى مراجعة من أخطأ!! وهذا ليس بالأمر الخطير الذي يستلزم كثرة التأكد وإعادة النظر...
فضل حل لمشكلتك، أن تحاولي منع نفسك من الاستجابة للأفكار التي تلح عليك للتكرار والتأكد، مستعينة على ذلك بمجموعة البرامج العلاجية الموجودة على الموقع، فإن وجدت الأمر شاقاً جداً، ولم تستطيعي المقاومة، فلا بد من ذهابك إلى الطبيب النفساني لإعانتك بالعلاج الدوائي، وحبذا لو كان الطبيب الذي تذهبين إليه ماهراً بالعلاج المعرفي السلوكي...
عافاك الله..