لن أتزوج قبل إثبات نجاحي..!؟
السلام عليكم؛ أنا عندي 21 سنة تخرجت من كليتي السنة اللي فاتت, أنا مكتئبة جدا وكارهة الحياة اللي أنا عايشاها عشان مانجحتش في أي حاجة فيها وحاسة بالفشل في كل شيء بداية من الثانوية العامة اللي كان نفسي أكون فيها علمي رياضة عشان أطلع مهندسة ميكانيكا إنتاج أو اتصالات، لكن أمي وأختي قعدوا يقولوا لي خليكي علمي علوم واطلعي دكتورة أو صيدلانية شغلانة مريحة عشان مش حاينفع تشتغلي مهندسة في المجالات دي وإنت بنت والزن على الودان كان أمر من السحر بعد ما كنت ثابتة على موقفي تخليت عنه بسبب كلامهم الكتير وزنهم وفي الآخر ما طلعتش دكتورة ولا صيدلانية عشان فرق 1.5% في المجموع، تخيلوا وربنا عالم بأني بذلت أقصى ما عندي من مجهود وماغشتش حرف, تخيلوا دخلت كلية كلها حفظ (أكتر حاجة بكرها في حياتي الحفظ) واللي كان مصبرني عليها بس إني بدرس فيها لغات وأنها بتأهل لأمتع شغل بالدنيا.
من ساعة نتيجة الثانوية العامة وأنا عايشة في حزن من ساعتها وبدأت حالات الفشل من خطوبة وأنا عندي 16 سنة لمن هو أكبر مني ب 10 سنين وساعتها أنا كنت مترددة جدا ومش عارفة أقول آه وله لا لأني كنت لأول مرة أسمع كلمة حلوة وخايفة أتخطب لأني كنت شايفة نفسي صغيرة على الخطوبة، وأني عايزة أنطلق في الحياة وأتعرف عليها وما حدش يخنقني وأنا لسة عينيا بتتفتح على الدنيا، وعشان كمان كنت شايفة أنه مش سوي نفسيا، لكن هم ما صدقونيش، لكن اكتشفوا بعد كده إني كان عندي حق في أنه مش طبيعي _(أنا كان بيجيلي عرسان من وأنا في ثانوية كتير )_ بس وافقت عليه وكان أهلي موافقين عليه من قبلي وشايفينوا كويس أوي وقعدوا ينصحوني كتير أوي بيه (المرادي أنا بلمهم مش عشان الزن أمر من السحر لكن علشان هم كانوا شايفين إني مش عارفة أخد قرار لأني أصغر بكتير ومش واعية بما فيه الكفاية عشان أخد قرار صعب زي ده وأنا يا دوبك لسة خارجة من المدرسة وعلى الرغم من كده سابوني أخد قرار وأنا متخبطة لمجرد أنهم عايزين يفرحوا بيا وعشان هو من قرايبنا وخايفين عليا من كتر العرسان اللي بيجولي أحسن أقع في واحد مش كويس)، اتفسخت الخطوبة بعد شهور لأنه كان مقيد حريتي المشروعة, ما تخرجيش ما تتكلميش ما تتطوعيش في نشاط..... وعشان كانت وجهة نظرنا عن الصح والغلط مختلفة المباح عنده حرام عندي وعشان ما كنش سوي نفسيا كان بيبكي على كل حاجة وأي حاجة وهكذا.
وبعد سنتين أتكتب كتابي على واحد كنت أنا المرادي اللي مختاراه ومقتنعة بيه تماما وماسمعتش كلام أهلي عشان من بعد تجاربي معاهم في ثانوية عامة وخطوبة ما بقتش أثق في رأيهم، اخترت واحد عكس شخصية الخطيب السابق تماما كان إنسان بارد ما عندوش أي عواطف كنت بحسبه متدين لكن طلع متطرف كل حاجة عنده حرام، وللأسف كانت النتيجة هي الطلاق أيضا قبل الدخلة، بس على الرغم من كده لكن بيجيلي عرسان كتير بردوا بس أنا مش عايزة أتجوز.
حاسة أني مخنوقة أوي مش قادرة أتخيل إن حيبقى فيه راجل تالت في حياتي من بعد ما كنت بتمنى إني أكون لأول راجل في حياتي بقيت حاسة كأني محطة أتوبيس كل شوية ناس ييجوا يقفوا فيها وأفتكرهم إن دول خلاص حايبقوا أهلي وده حيبقى جوزي لكن ما بيمرش وقت كتير وبيمشوا، أهلي كلهم دلوقتي حتى خوالي بيتخانقوا معايا عشان خاطر أوافق وأتجوز, عمالين يقولوا لي إنت عمالة تكبري في السن ومش حاتحسي بنفسك وجمالك حايروح شوية بشوية وما حدش حايرضى يتقدملك ولو اشتغلتي مرشدة سياحية (مهنتي اللي بحبها) ما حدش حيرضى يتقدملك عشان حيفتكروا سمعتك مش كويسة عشان بتتعاملي مع أجانب وبتسافري، وأنا والله ملتزمة بالعكس ده أنا عايزة أوصل للغرب صورة صح عن الإسلام والمسلمين من خلال شغلي وبيقولوا لي أن الناس حتتكلم عنك مش كويس ومش حايسبوكي في حالك لأننا في بلد عربي ومش غربي ويمصمصوا شفايفهم ويقولوا جميلة واتخطبت مرتين وقاعدة من غير جواز ياترى ليه؟؟؟؟ وأنا بقولهم مش عايزة أتجوز غير لما أحس إني نجحت في حاجة أنا بحبها في حياتي الأول.
أنا دلوقتي بدرس لغة صعبة ومهمة في مجال شغلي ولو طلعت فيها من الأوائل حاخد منحة لشهور قليلة لبلد هذه اللغة، وأنا دلوقتي بحلم بالمنحة دي وبجتهد عشانها، أنا لسة مطلعة الشهادة قريب وبدأت الشغل وعايزة أثبت نفسي فيه لكن للأسف البيت كله مصممين بردوا يقطعوا فيا ويحبطوني وعمالين يقولوا لي مش حاينفع تسافري للمنحة، أنا مش عايزة أتجوز بس عشان كده بسأل، علشان كمان بابا ضيع فلوسه كلها في مشروع وما نجحش ومعهوش يجهزني ده حتى مصاريف كليتي أنا اللي دفعتها من بيع ذهبي، وعشان كمان بابا مش بيحب أهل ماما ومعاديهم ظلما وعدوانا ومش بيخليهم يحضروا في أي مناسبة حتى في خطوباتي السابقة وده كان بيخلي شكلي وحش أوي وبيسير شكوك خطابي ويفضلوا يسألوني هو باباكي ليه كده وما عنديش استعدادا حد يحرجني تاني ويكون شكلي وحش؟
ومش عايزة أتجوز غير لما أثبت إني ناجحة الأول عشان أهلي من حواليا بيستهينوا بشهادتي وبيقولوا لي (إنت مانتيش دكتورة ولا مهندسة مثلا عشان تتمسكي بشغلك وتقولي مش عايزة أتجوز دلوقتي؟ بيفتكروا إنهم لما حايقولولي كده حارضى أتجوز لكن بالعكس هم بيجرحوني بيهينوني بالكلام ده وبيخلوني أعند وأثبت لهم إني مش فاشلة)، وأنا عايزة أثبت لهم إني أحسن من الدكتورة والمهندسة وعشان لما يتقدملي حد ما يبصليش على إني فاشلة اتخرجت من كلية مش من كليات القمة وإني مش بشتغل وقاعدة مستنية العريس اللي يتكرم وياخدني ممكن تقولوا لي مين اللي صح دلوقتي أنا وله هم؟ إني أدوق طعم النجاح الأول لمرة في حياتي عشان أرضى عن نفسي وأطلع من حالة الاكتئاب عشان أعرف أحكم صح على من يناسبني ومن لا يناسبني
وأنا مش خايفة من عنوسة لأني مؤمنة بأن نصيبي حاشوفه ولو وأنا عندي خمسين سنة
ولا هم عندهم حق؟؟؟؟؟
26/03/2010
رد المستشار
دوماَ نلعب مع أنفسنا لعبة شهيرة من مربعين، المربع الأول هو مربع السبب والمربع الثاني هو مربع النتيجة، ومعظم البشر يتكدسون في المربع الثاني الذي يشعر فيه الإنسان أنه يتعرض لتلك الظروف وتلك الضغوط والأحزان نتيجة لتصرفات من حولهم أو نتيجة البيئة التي فرضت كل شيء عليهم، والحقيقة أن كثيراَ ما نكون نحن سبب أساسي ورئيسي لما نتعرض له من ضغوط ولكننا تعلمنا ألا نفكر وألا نقر بالواقع أو نعترف به، فأهلك مثلهم مثل باقي أهلونا ينظرون للأمور بشكل سطحي ويتسابقون على المظهرية والمكانة المرموقة في المجتمع بغض النظر عن أي شيء آخر، وبسبب فراغهم العقلي والاجتماعي الحقيقي صارت المنافسة هدف وليست وسيلة، فالأهم أن تتزوجي لكن تتزوجي مِن مَن أو هل يناسبك أو لا أو تفكيره يتناغم مع تفكيرك أم لا ليست تلك هي القضية..
ومن المهم أن تكوني الست الدكتورة التي يتباهى بها الجميع وينظفون أيديهم قبل السلام عليها وكلما تحدثت والدتك مع إحدى قريباتها تعِدُها بأن تكشف عليها مجاناَ، بغض النظر عن رغباتك وميولك الحقيقية، وبغض الطرف عن كم الأطباء أو المهندسين الذين لا يزنون وزن بعوضة لو وضعوا في مواقف تظهر الإنسانية أو الفهم أو الإرادة أو النجاح في الحياة، ومصيبتك الكبرى ليست فقط فيما مررت به من أمور، وليست فقط في كونك ورثت هذا الإرث المخزي، ولكن مصيبتك في أنك شخص متردد ولم يقف حتى الآن على أهداف حقيقية يؤمن بها حتى الآن، ولا أقول لك ذلك لأكيتك أو أزيد من ألمك ولكن أقول لك هذا لتفيقي وتضعي لنفسك خطة ذاتية تبدئيها من الآن لتنحتي لنفسك ملامح وشخصية ومبادئ تعيشين عليها مادامت لا تتعارض مع رضا الله سبحانه وتعالى ولا مع المجتمع العادل السليم...!
فلتجلسي مع نفسك جلسة تاريخية هادئة خالية من التوتر والضغوط تتحدثين فيها مع نفسك دون جلد أو تأنيب أو تقريع، تتعاملي فيها مع نفسك بحب حتى تطيعك وتتقبل منك الحديث، وتهدهديها وترفقي بها، وتتعاملي معها تحت شعار "لا بأس فلنبدأ من جديد"، وحددي فيها ما تتمنين أن تكوني عليه وما تسعين لتحقيقه مع احترام قدراتك وطاقتك ووقتك حتى لا تخططي لها ما يشعرك بالعجز من جديد..
وتذكري أنك ذات أدوار مختلفة لتتعهدي كل دور بخطة مبدئية بسيطة تتدرجين وتتدربين عليها بشكل منتظم لتتحقق أهدافك، فأنت طالبة، وابنة، ومسلمة، وأنثى، وفرد في المجتمع، فلتحددي أهدافاَ لك دراسية واقعية تتدرجين فيها، وتحسني من علاقتك بوالديك من ناحية التواصل معهم بشكل أكثر وضوحاَ وحسماَ ولا أقصد بالحسم الشجار أو التوتر في العلاقة ولكن حين يجد الأهل حسماَ حقيقياَ لأهدافك في الحياة ويجدوا منك تشبثاَ بها يحترمون تلك الأهداف ويقل ضغطهم على القيام بعكسها، وكل ذلك يتم بالحسم الذي يقترن بالأدب والرفق، ولتجعلي مع نفسك خطة إيمانية بسيطة تقتربي بها من الله عز وجل القرب الحقيقي الذي قد لا يكون بالضرورة زيادة في النوافل أو الاستزادة من قراءة القرآن فقط، ولكن خطة ستجدينها أنت حين تفكرين في أكثر الأمور التي تجعلك في حالة إيمانية عالية تستحضرين فيها جلال الله تعالى ومناجاتك له وثبات ثقتك في مُقدْراته، فقد يكون الصوم، أو سماع دروس دينية أو خدمة آخرين أو غيره...
وكذلك أنت أنثى تحتاج لوجود شريك لحياتها تبحث فيه عن أمور معينة لا يمكنها التنازل عنها وتبحث عن أمور لا تتعايش معها مطلقا لتتأكد من عدم وجودها فيه، وهذا بالطبع يتطلب أن تفهمي أن تلك الأمور كلها بها درجة من المرونة التي لا تجعلك تحملين نفسك ما لا تطيقين بالفعل أو ما تحتاجين لوجوده وتفتقديه بشكل كبير في شريكك، وكذلك كونك فرد في المجتمع فأنت تحتاجين للتواصل مع من حولك من خلال خطة تطويرك وتنميتك لنفسك في علاقات الزمالة والعمل التطوعي وغيره، أردت أن أحدد معك تلك النقاط لأنها الطريق للتخلص من التردد، فكلما كانت لك أهدافاَ محددة تؤمنين بها بصدق وتريدينها كلما تخلصت من التردد والعين الزائغة عن كل ما هو يحيط من أهدافك ولم يكن يهمك، هيا ابدئي ولا تتأخري....