السلام عليكم ورحمة الله
شكرا على الاهتمام بقراءة رسالتي... أنا شاب مسلم عمري 25 عاما أعمل مهندسا بإحدى الشركات المصرية مشكلتي تتلخص في أني منذ أربع سنوات وأنا في سنوات الكلية أحببت إنسانة لا أعلم ولكنني مرة واحدة وجدت نفسي أفكر فيها ليل نهار وأنتظر الموصلات لأراها مع أني أعرفها منذ الصغر فقد كانت معي في سنوات الدراسة منذ الابتدائية وكنت فقط معجب بجمالها وتفوقها وكان بيننا تنافس صامت حتى ذهبت أنا إلى كلية الهندسة وهي إلى التربية وسبب لها هذا مشكلة وبدأت العزلة، وعندما جأت عيني في عينها وجدت نفسي أسير لنظرتها ولم أتمالك نفسي بعد عدة شهور من الإعجاب بالنظر وأجد له رد فعل.
لم تكن لي الشجاعة لكي أكلمها وجها لوجه فكتبت لها كلاما من أعماق قلبي وكنت استخرت الله سبحانه وتعالى فيه وكان كلاما مؤثرا ملخصه أني معجب بها وأني أريد ألا أعطلها عن دراستها وأني سوف أتقدم لها بعدما ننهي دراستنا سويا وتناولت حبوب الشجاعة وفعلت ذلك لأول مرة في حياتي أن أكلم فتاة في هذا الشيء، وذهبت إليها وأعطيتها جواب بالكلام وقلت لها سوف أتقدم لكي بعد التخرج ولا أريد منك سوى كلمة واحدة نعم أو لا ولا أريد أن أعرضك للإحراج. ولكنني لم أراها بعد ذلك لفترة، اختفت فأعتقد أني قد قوبلت بالرفض وحاولت تقبل الأمر ولكن بعد فترة شهر أو أكثر فوجئت بها تحاول التقرب مني وأنا أحاول أن أفهم أريد إجابة وبدأت ثقتي تهتز بنفسي لا أستطيع أن أكلم فتاة وجها لوجه من وقتها.
أريد أن أرتاح وكنت لا أستطيع أن أكلمها كلما حاولت التقرب منها أجدها تتهرب مني فسببت لي حالة من عدم الفهم وأصبحت لا أستطيع أن أقترب منها وفي هذه السنة رسبت وقررت أن أنتبه لنفسي وأن أنساها فحاولت تجاهلها وبالفعل ركزت في دراستي جدا والحمد لله نجحت وحققت هدفي وحصلت على وظيفة ممتازة وبمجرد أن حصلت على الوظيفة وعندما أردت أن أرتبط كانت أول إنسانة أفكر فيها وبالفعل أرسلت والدتي إليهم ولكنني فوجئت بالخبر أنها لازالت في الكلية ترسب كل عام وأدركت وقتها لما كانت لا تريد أن ترد علي ولكن والدتها أخبرت والدتي أنها ترفض كل من يتقدمون إليها وأنها لا تريد الزواج والبيت موافق ولكنها سوف تتصل بها وتأخذ رأيها وكنت طائر من الفرحة لأن والدتها وافقت والبيت، ولكن بعد عدة أيام جاء الرد بأنها غير موافقة إلا بعد أن تتم دراستها ولكنني صرت كالمجنون وأذرفت الدموع من عيني لا أعلم لماذا ولكنني لم أفقد الأمل قلت لن أتخلى عن الأمل ولا بد أن أسمع رأيها هي وحاولت الحصول على رقمها وفعلا حصلت عليه وحاولت الاتصال بها ولكنها لم ترد علي أبدا وأرسلت لها العديد من الرسائل الكثير منها وأحاول أن أتصل فلا ترد لمدة عام وأنا أحاول وبدأت ألجأ إلى إدمان العادة السرية والأفلام الإباحية لكي لا أفكر بها (أعلم أنه خطأ) وفوجئت أني أراها وأنا في طريقي إلى العمل وأنها أنهت دراستها وتذهب للعمل ولكني لا أستطيع أن أكلمها فقلت لنفسي أستمر حتى تقول لك لا؟
وبعد أكثر من سنة من محاولة الاتصال وإرسال الرسائل، أرسلت رسالة تقول فيها أنت مثل أخي ولا تحاول الاتصال بي وإرسال رسائل لي فأجبرت نفسي على ذلك وحاولت التماسك أمامها عندما أراها في الشارع ومحاولة إثبات أني غير موجوع ولكني كمن يمشي في المطر حتى لا يعلم أحد أنه يبكي؟ ونفس النظرة منها نظرة الإنسانة المستسلمة المجروحة الحزينة؟ واستمريت لمدة شهرين ولم أتمالك نفسي من عدم الاتصال وأرسلت لها رسالة أقول فيها أني غير قادر على نسيانها ولكنها ردت قائلة أنت شيء مستحيل بالنسبة لي وأن أنساها وأنها لن تغلق تليفونها حيث قلت لها غيري رقمك لأنني لا أستطيع أن أمتنع عن الاتصال بكي ولا إرسال لها أي رسائل وقالت بالحرف (فين كرامتك)، وكان ردي أنت شيء مات بالنسبة لي، ولكن ليس كذلك كان مجرد رد على كلامها وأنا الآن لا أستطيع نسيانها ولا التفكير في غيرها وأشعر أن كل البنات مثل بعضها أحيانا أشعر بالذنب وأني أنا من أضعتها من يدي وأحيانا أشعر أني أريدها فقط وأحيانا أشعر أني لا أستطيع أن استغنى عنها وكنت قد قرأت عن مرض نفسي يسمى وسواس الحب وفيه تنطبق الكثير من التشخيص علي فهل أنا مريض نفسي؟
مع العلم أني في عملي اجتماعي إلى أقصى درجة وأجيد التعامل مع الناس أما في الحياة العادية فأنا أعيش أطول الأوقات على الكمبيوتر أحاول التعرف على أكبر قدر من الفتيات حتى أحصل عليهن ولكني لا أستطيع أن أقابل أي منهم فأنا أسلوبي في التليفون شيء وفي الحقيقة شيء آخر لا أستطيع أن أقول كلمة في الحقيقة مما أقوله في التليفون وآسف على الإطالة أفيدوني أفادكم الله؟ فماذا أنا فاعل؟؟؟؟؟؟؟؟
26/03/2010
رد المستشار
عزيزي المحب؛ صدق كاتبنا الكبير الراحل أ. عبد الوهاب مطاوع عندما تكلم عن عبيد الحب.. نعم يا صديقي ليست بك علة إلا الحب.. ولكن ما أقساها من علة خاصة عندما تكون من طرف واحد ولا أمل له في النمو والرقي بالإنسان، وليست علتك يا صديقي في حبك، فالحب الحقيقي لا يمكن أن يكون خطئا إلا عندما يذل الإنسان ويحط من كرامته،فالحب الحقيقي سمو وارتفاع، ولكنك يا صديقي ما تزال شابا وتستطيع الاختيار. لن يكون اختيارك أن تكف عن حبها فلن يكون ذلك في استطاعتك بالضبط كما لا تستطيع أن تأمر قلبك أن يتوقف عن النبض, ولكن ما تستطيعه حقا أن تثور أن تغضب لكرامتك.
فالحب شعور قوي جارف لا يمكن استبداله إلا بشعور يماثله قوة وعنفا وهو الغضب.. تمرد على قلبك, وحطم قيود أسرك.. وارفض أن تكون عبدا، ولعلك ذكرتني بقصة رجل كان يحب امرأة حبا جارفا, فرفضته تلك المرأة وسخرت منه, وتوقع جميع أصدقاءه أنه سيموت صريعا للعشق ولكن لدهشتهم وجدوه في خير صحة وحال فسألوه:كيف؟؟
قال: أنا فقدت امرأة لم تحبني يوما، فما فقدت شيئا ذا قيمة بينما فقدت هي رجلا كانت له نور عينيه, فأينا أحق بالبكاء؟؟..
اغضب يا صديقي فلقد خلقنا الله أحرارا، وما الحب إلا حالة تأهب واستعداد وحب الصيف يا صديقي دائما وأبدا يمحو حب الشتاء، والسلام.