مشكلة حياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
هذه هي أول مرة أتحدث فيها مع أحد عن مشكلتي الغريبة جداً، أنا شاب مصري عمري 24 عاماً.. منذ الطفولة وأنا أُحب دائماً أنْ أكون مذلولاً للبنات والنساء الجميلات..
أجد متعة كبيرة في التوسل والتذلل إليهن، وقمة سعادتي تكمن في عدم استجابتهن لتوسلاتي، وإذلالهن لي وتحقيري.. وكُلَّما زادت درجة إذلالهن لي وتحقيري زادت نشوتي ومتعتي الجنسية..
أُحب كثيراً أقدام النساء، وأتمنى أنْ تدوس امرأة جميلة تمتلك قدمين جميلتين على رأسي بحذائها، وتجعلني أشم قدميها وجواربها وأحذيتها!
كذلك أعشق أسنان النساء، وأتمنى أنْ تقوم بنت أو امرأة جميلة تمتلك أسناناً جميلة بأكلي كما لو كُنْتُ طعاماً لذيذاً (وخصوصاً أكل قدمي)! لذلك أُحب النظر دائماً إلى أي بنت أو امرأة جميلة أثناء تناولها الطعام، وأتمنى أنْ تكون قدمي مكان ذلك الطعام الذي يتمزق بين أسنانها الجميلة بلا رحمة!
دائماً كنت أُمارس العادة السرية مُتخيلاً أنَّ بنتاً أو امرأةً جميلة تربطني جيداً بالحبال بحيث لا أستطيع الحركة ثم تُمسك قدمي بيديها الجميلتين وتبدأ في لحسها ومصها أمام عيني ثم تمزيقها بأسنانها القوية وأكلها غير مكترثة بتوسلاتي وآلامي..
يا إلهي كم أنا ذليل! لا يوجد شخص في العالم يتمنى ما أتمناه وخصوصاً أنْ تقوم امرأة بأكل قدميه حتى ولو كانت هذه المرأة هي أجمل امرأة في العالم!
هل أنا مجنون أم ماذا؟ وكيف سأتعامل مع زوجتي في المستقبل خصوصاً أنِّي شاب متدين ولَم يسبق لي الوقوع في الحرام مع أي امرأة في حياتي.. أرجوكم الرد على مشكلتي.. أرجوكم..
30/01/2004
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن المشكلة التي تعاني منها ليست بقدر الغرابة الذي تعتقده، فلست أنت أول من يشتكي من الميول المازوخية التي تظهر في تخيلاته الجنسية، ولست أول من يشتكي من كلفه وولعه بأقدام النساء، صحيح أن موضوع الأسنان جديد نوعا ما على صفحتنا ولكنه يسير في نفس المسار، وانقر العناوين التالية لترى ما ظهر على موقعنا مجانين نقطة كوم من حالات مشابهة:
عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي ؟ م1
غواية الأقدام الجميلة، وأحاديث الأذواق والسلع
يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته م1
السادية والمازوخية : بين الطبيعي والمرضي !
هل أنا طبيعية أم مازوخية ؟
وعلينا بداية أن نقرر حقيقة أن التعلق من جهة الذكر بأي جزء من أجزاء جسد الأنثى لا يعتبر غير طبيعي بشرط ألا يقتصر تعامله مع الجسد الأنثوي على هذا الجزء، أي بشرط أن يكونَ قادرا على أداء الفعل الجنسي بصورة سليمة، فلا يظلم أنثاه، إذن فأن تتعلق بالقدمين أو الأسنان أو غير ذلك ليس مشكلة في حد ذاته، وإنما المشكلة تنتج من اكتفائك بذلك واستغنائك بذلك الجزء عن بقية أجزاء الجسد الأنثوي.
نأتي بعد ذلك إلى مناقشة مسألة التخيلات الجنسية التي تحتوي على الاستمتاع بالمهانة والتذلل للأنثى، فهذه تنم عن ميول جنسية مازوخية لديك، لكننا لا نستطيع اعتبارها دليلا على وجود اضطراب تفضيل جنسي Sexual Preference Disorder، إلا بشروط من أهمها في الحقيقة أن تتاح لك الأنثى فتجد نفسك عاجزا عن الأداء دون ممارسة تلك التخيلات معها، صحيح أنك عززت تلك الميول في وعيك ولا وعيك من خلال تكرار تخيلها وأنت تمارس الاستمناء، لكننا نتوقع الخير لك إن شاء الله.
وفي الطب النفسي الغربي يعتبرون الحالة اضطرابا مازوخيا لمجرد استمرار تلك التخيلات المازوخية ( في حالة عدم رضا الشخص عنها واعتبارها مزعجة له) لمدة ستة أشهر أو أكثر أي دون اشتراط ضرورة حدوثها في الواقع أو اضطرار الشخص لها، وهذا ما قد يختلف في ظل معطيات ثقافتنا كمجتمع شرقي، لأننا كأطباء نفسيين حين نتعامل مع تخيلات محروم من ممارسة الجنس، لابد سنحتاج شروطًا أخرى لأننا ننطلق من معطيات اجتماعية أخرى.
معنى هذا الكلام هو أننا لا نستطيع اعتبار حالتك اضطرابا مازوخيا طالما أنت لم تمارس الجنس أصلا (رغم أنك ترجع بداية مازوخيتك إلى الطفولة، ورغم تعزيزك للتخيلات بممارسة الاستمناء)، لأن خبرتنا تقول أن التخيلات المازوخية عند الأعزب في مجتمعاتنا تختلف دلالتها عنها في المجتمعات الغربية، فهم هناك يستطيعون ممارسة الجنس وقتما شاءوا في إطار ما يسمى بالحرية الجنسية، ويلجئون لطلب العلاج غالبا عندما يظهر الشريك الجنسي ضيقه بممارسات صاحب اضطراب التفضيل الجنسي أيا كان نوعه، لكن الأمر عندنا قد يختلف فمعظم زوجاتنا صابرات في الحقيقة، وشرعنا واضح جلي فيما هو حرام وما هو حلال فيما يحدث بين الزوجين كما بينا من قبل في الردين التاليين:
السادية والمازوخية وحكم الشرع
الشذوذات الجنسية وما هو أهم وأعم
قد يحدث إذن عند زواجك أن تكتشف أن الأمر أقل أهمية ووزنا بكثير مما تتصوره الآن، وقد تكتشف في الجسد الأنثوي مواضع إثارة أوقع في نفسك من الأقدام والأسنان، وقد تكتشف في تعاملك مع زوجتك أساليب أخرى غير المذلة والهوان تثيرك وتشبعك، فليس هناك دليل حتى الآن على استحالة أداء الفعل الجنسي عليك دون أن تدوسك الأنثى بقدميها ولا أن تأكلك بأسنانها!
عليك إذن أن تكفَّ أولا عن الاستمناء، إلا لضرورة كما بينا في ردود عديدة سابقة مثل:
الاستمناء وشماعة الجهل التي ذابت
الاستمناء والاحتلام والوسوسة
الرغبة الطبيعية وعقدة الجنس !
عقدة الذنب والاستمناء،
ولعل مسألة الكف عن الاستمناء في حالتك تعتبر مهمة من أجل تقليل التعزيز المستمر لتخيلاتك المازوخية، وأنت تقول أنك شاب متدين وملتزم، فعليك إذن ألا تلجأ للاستمناء بداعٍ ودونَ داعٍ، وحاول إذا اضطررت أن تمتنع عن تلك التخيلات استعدادا للزواج طلبا للحلال، واترك فطرتك كذكر تظهر بشكلها الطبيعي.
فماذا إذا لم تكن الأمور بهذه البساطة التي أفترضها الآن؟
ماذا سيحدث إذا وجدت بعد الزواج أن ميولك المازوخية أقوى منك؟
وماذا سيحدث إذا وجدت أنك مضطرٌ للتعبير عن ولعك وكلفك بقدميها وأسنانها؟
الرأي عندي أنك لن تواجه مشكلةً كبيرة رغم ذلك، لماذا؟
لأن تعاملك مع قدميها يمكنُ أن يتم في غلالة من الحب والتبجيل لها والاهتمام بكل جزء من أجزاء جسدها، وقيامك بمداعبتها بأسنانك يمكن أن يدفعها إلى الرد بالمثل، وهكذا ترضي أنت نزعاتك المازوخية دون أن تصرح بها مباشرة، وتعطيها حقها في نفس الوقت، إلا أن من المهم أن تحسن اختيار الزوجة ذات العقل الراجح، وليس فقط ذات القدمين الجميلتين.
وهكذا نكونُ قمنا بالرد على معظم تساؤلاتك، ولا يبقى إلا سؤالك: (هل أنا مجنون أم ماذا ؟)، وردنا عليك هو أنك ماذا؟ لكنك لست مجنونا بعد يا صديقي، وستكونُ مجنونا رائعا مثلما نحن في مجانين نقطة كوم، إذا استطعت إصلاح أمرك مع زوجة صالحة، ولا تحكي لنا عما سيكونُ بينكما لأنه شأنكما وحدكما وهذا هو خلق المسلمين، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بالتطورات الطيبة.