من خاف شيئًا سُلِّط عليه
أشعر بخوف شديد من العين والحسد! أنا أعيش مع زوجي في السعودية وأخاف دائماً أن نطوّر أنفسنا أو نعيش في بيت جميل في مصر خشية العين والحسد، فأنا أخاف من أقاربه لأن ظروفه المادية متيسرة عنهم فأخاف أن يحسدوننا.
11/3/2010
رد المستشار
أهلاً بك أختي الكريمة،
العين والحسد، أمران موجودان، ولهما حقيقتان مختلفتان، فالعين: عبارة عن أشعة تخرج من عين بعض الناس عند إعجابهم بشيء فتدخل فيه وتصيبه بالأذى والتلف، وبعض العائنين أقوى من بعض في شدة الضرر الذي يسببونه.
أما الحسد: فهو تمني زوال النعمة عن المحسود. فالعائن قد يكون محباً، وقد يكون مبغضاً، وقد يصيب بالعين دون إرادة منه. أما الحسود فلا يكون إلا كارهاً مبغضاً لمن يحسده، مريداً لإيذاء صاحب النعمة. وقد يجتمع الحسد والعين معاً، وقد يفترقا.
والأمران –كما قلت- موجودان، وورد فيهما وفي ضررهما وعلاجهما والوقاية منهما، نصوص شرعية كثيرة.
لكن وجود الخطر لا يعني تحقق الوقوع فيه، وخاصة عند أخذ الاحتياطات اللازمة للسلامة منه.
فكون السيارات –مثلاً- لها قدرة على دهس البشر، لا يعني أن كل من يخرج إلى الشارع سيدهس، ولا يبرر البقاء في المنزل خشية الموت... وإنما يخرج الإنسان، وينتبه، ولا يتهور في تعامله مع السيارات...
وهكذا الأمر هنا:
فالإنسان يحصّن نفسه بالأذكار والأدعية المعروفة في هذا، ويكثر من ذكر الله عمومًا، ولا يتعمد إظهار النعمة وعرضها متفاخرًا بها على الآخرين، ثم يسأل الله السلامة، ويعيش حياته الطبيعية دون تكلف... كذلك لا ينبغي أن يتعمد الشكوى أمام الناس، كما يفعل الكثيرون، بل عليه أن يحمد الله تعالى، لكن له أن لا يتحدث بما حباه الله تعالى به من النعم أمام المحرومين، وسيئي النفوس.
وعليه أن يوقن –مع هذا- بقوله صلى الله عليه وسلم: ((واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك))!! فقد نرى من الصالحين، وممن يكثرون الذكر، من أصيبوا بالعين، وإذ بهم يخبرون أنهم قد نسوا قراءة أذكارهم يوم أصيبوا، أو قد شغلوا عنها!! وإذا أراد الله أمرًا يسّر أسبابه!
والمهم ألا تجعلي من الخوف من هذين الأمرين، قيدًا يعيقك عن الاستمتاع بما آتاك الله تعالى من نعم، وألا تكثري التفكير بالأخطار، فمن خاف شيئًا سُلِّط عليه!! والله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين...
واقرئي أيضاً:
الحسد لا يخاف منه المسلمون!