كيف أخرج من هذه الورطة
السلام عليكم،
أعيش بباريس وزوجتي من أصول فرنسية، أنا قبائلي من أصول جزائرية، حاججنا بيت الله ونحافظ على الصلوات الخمس جماعة في المسجد ولا سيما الفجر والعشاء، وصيام أيام الخميس والاثنين وكل المناسبات مثل عرفات وعاشوراء، وعلى وشك الانتهاء من حفظ سورة البقرة بالأحكام وأدعو الله دائماً بحفظ الستين بالأحكام قبل الموت، وأزكي وأتصدق بأموالي على ذوي القربى وندعو دائماً بالفردوس الأعلى...
لكن الشيطان يراودني ويهمس في أذني بأنك لا تنال هذه الدرجة من الجنة أبداً لأنني أرتكب إثماً واحداً فقط وهو مشاهدة الأفلام الإباحية مرة في الأسبوع عندما يخلو لي الجو في البيت على النت وعلى القنوات المختصة، ولا تعلم زوجتي بذلك لأنها ترفض ذلك بتاتاً بسماعها فتوى بتحريم ذلك. حاولت الابتعاد بقدر الإمكان على ذلك بالدعاء والتوبة لكن كلما يخلو لي الجو لا أستطيع الصبر ولا بد من مشاهدتها من أجل الرغبة في الجنس لكون زوجتي باردة جداً ولا تطلب ذلك ولا أجامعها إلا ثلاث مرات في الأسبوع بعد صلاة الفجر وفي الظلام ودون مقدمات. وكل شهر ومع الأسف يؤدي إلى الاعتداء الجنسي على زوجتي وأجامعها في الدبر بكل قوة وإذا رفضت أو قاومت أستعمل القوة حتى أقضي وطري وأقذف داخل الدبر وفي الأعماق.
أنا حائر حائر حائر، أسير إلى مصير لا أملك منه فكاكاً، هل هذه المعصية تحول بيني وبين الجنة؟ أعلم أنه حرام ولكن فعلاً أحس بسعادة عند مشاهدة الفيلم في خلوة دون الاستمناء أو شيء آخر. أتناء الممارسة وبعنف تذكرني زوجتي بالله وتقول حرام وتشتمني ولكن لا أستطيع التوقف، أحس بالذنب والإرهاق وضيق في الصدر وأصل إلى غاية البكاء على اقتراف هذه المعصية، وكلما أتوب أعود وأحس أنني منافق.
والسلام عليكم.
13/4/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم، طافت بي أفكار عديدة وأنا أقرأ مشكلتك وأتأمل حالك...
فندمك وأساك ذكرني بقصة حكاها لنا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي –حفظه الله- ويذكرها في كتبه، كذلك سمعتها من ابنه... ولا بأس أن أرويها لك: يذكر أنه كان له جار عاصٍ، يشرب الخمر ويسهر الليل في الطرب والغناء، وتصل الأصوات إليهم، وطالما ذكّروه ونصحوه سنين عديدة دون جدوى... ومرة دخلوا المسجد لصلاة الفجر، وإذ به في المسجد. يقول ولد الدكتور البوطي: فظننته تاه لسكره فدخل المسجد دون أن يشعر، ولكني فوجئت بأنه وقف خلف الإمام يصلي والخشوع ظاهر عليه!! فلما انتهت الصلاة، أقبل الجميع يهنئونه ويعانقونه، ثم سألوه عن سرّ هذا التغيير؟!
فقال: كنتم تروني أسكر وأطرب، ولكني كنت دائمًا عندما أسمع صوت المؤذن، أدخل زجاجات الخمر من الشرفة، وأسكت أصوات الغناء، وأغلق النوافذ، وأبكي وأنادي ربي وأقول: يا رب... متى ينتهي هذا الحال؟... هذا الجدار الذي بيني وبينك... متى ستكسره؟ أما آن أن ينكسر؟!... إلى أن جاء هذا اليوم وسمعت المؤذن، فقمت غاضبًا من نفسي، وكسرت الزجاجات جميعها، ثم قمت فاغتسلت وأتيت أصلي!!
ولا أنسى مشهد الدكتور البوطي وهو يجهش بالبكاء أثناء روايته لهذه القصة، وخاصة عندما يعلو صوته بقول ذلك الجار: (هذا الجدار الذي بيني وبينك... متى ستكسره؟)...
ندمك أثار فيّ ذاكرتي هذه القصة...
وغفلتك عن الله تعالى أثناء اقترافك لمعصيتك وتخفيك عن الناس، أثار في ذهني تساؤلاً: لماذا تختفي عن زوجتك وعن ٍالناس؟ أهم أخوف عندك من الله تعالى؟ لو دخل عليك أحد فجأة ألا تستطيع أن تمنع نفسك من المشاهدة –حينها-، وتقفز فتغلق ما تشاهده؟ ألا تستطيع أن تصبر –حينها- وتكف عن المعصية؟ إياك إياك أن تضحك نفسك عليك، وتوهمك بأنك لا تستطيع الصبر!! أتصبر على نار جهنم؟ ضع قربك شعلة من النار عندما تحدثك نفسك بالجلوس لمشاهدة المعاصي، ثم أدخل يدك فيها ثوانٍ، وأرني كيف ستصبر؟ وأرني كيف توهمك نفسك أن المعصية أسهل منٍ النار!!
معصيتك مع زوجتك... أثارت في ذهني تساؤلاً آخر أيها الرجل... كيف ترضى لنفسك أن تكون امرأة من أصول فرنسية، أشد خوفًا من الله تعالى منك أيها الرجل العربي المسلم؟! أين حزم الرجال وقوتهم المزعومة؟ وأين عاطفة النساء التي تأخذهن يمنة ويسرة؟؟ من أولى بالذم؟؟ ولو كنت أعزبًا غلبتك نفسك في طلب الزواج، فطلبته حرامًا في موضعه الطبيعي، لكان لك عذر مخفف... ولو كنت إنما تطلب منها حلالاً منعتك إياه، لكان الحق معك أن لا تصبر... أخبرني يا رعاك الله، ما عذرك في أن لا تصبر على الحرام، وأمامك الحلال متاح؟ أتكذب على نفسك وتقول: إن هذا من برود زوجتك؟ ما دخل البرود بمعاصيك؟ لا تحاول أن تلصق ذنبك بهذه المسكينة التي مأساتها فيك كبيرة! أعانها الله تعالى على صدمتها فيك! لو كنت تغض بصرك عن المحرمات والشذوذات، لما نازعتك نفسك ودفعتك دفعًا لممارستها كالثور الهائج! من الذي افترى عليك إذن، هي؟ أم نفسك الأمارة بالسوء أيها الحاج، مرتاد المساجد؟
كيف بك لو أتاك ملك الموت وأنت في خلوة السوء –وما أسرع قدومه- أتصرخ حينها: دعني... دعني... امنحني دقائق لأتوب!! هيهات، هيهات، فما مضى قد فات... وكأني بصوت يتلو قوله تعالى: ((حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) [المؤمنون:99-100]. أتصبر على مرارة الندم حينها؟... كلا!! إنها كلمة تقولها، وتتمنى حصولها، لكن وقت التوبة قد فات... ولا مفرّ لك من العقاب...
ثم إذا خرجت روحك، وبقي جسدك في موضعه شاهدًا عليك... ودخل الناس وفوجئوا بهذا الحاج المتدين، المسارع لحفظ كلام الله تعالى، وافتضح أمرك بينهم... وما أسوأ أمرك حينها... بل وما أسوأ حالك حينما تفتضح على رؤوس الأشهاد يوم القيامة، ويظهر السرّ الذي خبأته، وتظهر غفلتك عن الله تعالى...، ويسألك: أما كنت تعلم أني أراك عندما فعلت كذا وكذا؟؟ إن كنت تغفل عن هذا، فرب السماء والأرض لا يغفل عنك، فانظر أمام من تفعل معصيتك... أتخالف قانون الملك أمامه، وبكل جرأة؟!
قم فناج الله تعالى واطلب منه التوبة فليس هذا السكير خيرًا منك...، قم قبل ألا ينفع الندم...
تضرع إلى الله تعالى بانكسار، وضعف، وانظر في حالك كم أنت ضعيف! وكم أنت بحاجة لرعاية الله وتوفيقه من أجل أن تقوى على طاعته! لولا رعاية الله لك، لما استطعت أن تطيعه في صلاة ولا صيام، فاطلب منه الرعاية والتوفيق والمعونة على ترك معصيتك... اطلب منه أن يكسر هذا الجدار الذي بينك وبينه...
وعلّق لوحة فوق التلفاز وفوق الحاسب واكتب فيها: (فإن لم تكن تراه، فإنه يراك)... واكتب فيها الآيتين السابقتين في سورة المؤمنون... وجرب حرارة النار قبل أن تقبل على المعصية... وتذكر فضيحتك أمام الله وأمام خلقه قبل أن تقبل على المعصية...
واعلم أن الخطوة الأولى منك، وهي النية الصادقة والعزم على التوبة، ثم الله تعالى يكرمك بالتوبة ويعينك عليها إن رأى منك صدقًا، فلست أسوأ من ذلك السكّير... لا يكن ذلك السكّير خيرًا منك...
وإن كنت ترغب في الجنة فقد ضمنها النبي -صلوات الله وسلامه عليه- لمن ضمن له ما بين لِحييه، وبين رجليه...، أما من لم يضمنهما فأمره إلى الله تعالى، غفر الله لنا جميعًا فكلنا مقصرون مذنبون فقراء إلى رحمته تعالى...
يطمئنني ندمك...غير أني أخاف أن يقسو قلبك إن لم تبادر بترك ما أنت عليه... أخاف أن يخترمك الأجل فجأة فلا تجد وقتًا للتوبة... أخاف أن يأتي يوم تعض فيه على يديك ندامة، والندم مر المذاق...
سارع أخي الكريم إلى مغفرة من الله تعالى ورضوانه، وأرِ الله تعالى منك ما يفرحه...ولا تؤخر بل الآن الآن... ولا تتردد، وقم فور قراءتك لهذه الإجابة فتوضأ وصلّ ركعتين واسأل الله تعالى في سجودك أن يكسر هذا الجدار الذي بينك وبينه... واستبشر فالله تعالى لن يردكّ خائبًا...
ولا تنسَ أن تدعو لأسرة مجانين حينها...
تاب الله عليك، وهداك، وشرح صدرك للطاعة، وأبدل سيئاتك حسنات، إنه غفور رحيم كريم مجيب الدعوات...
واقرأ على مجانين:
الاستمتاع بالحرام: النكاح في الدبر مشاركة
الإتيان في الدبر: بدلا من مجرد القرف
النكاح في الدبر.. الشجرة المحرمة
النكاح في الدبر... اللذة العمياء
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>> كلما أتوب أعود!... في الدبر مشاركة1
التعليق: يا له من رد عبقرى !!
ما شاء الله إنه رد جميل وأعتقد إن شاء الله أن تكون قد حلت مشكلته