بعد جنس خفيف..!؟ لم أصبح قاسياً..!؟
السلام عليكم ورحمة الله؛ أود أن أشكركم على موقعكم الرائع والذي استفدت منه كثيراً.
لا أدري من أين أبدأ وإلى أين أنتهي! فقصتي طويلة وارجو منكم المعذرة. كنت فتاة ملتزمة في ديني ومحافظة جداً على قيام الليل والدعاء والإلحاح بالدعاء في كل وقت، خاصة أوقات الإجابة، مع العلم أني لست موظفة وأغلب وقتي بالبيت ولدي وقت فراغ كبير جداً غالبا ما أقضيه أمام التلفاز أو النت... إلى أن جاء ذاك اليوم ودخلت أحد مواثع الدردشة وتعرفت على شاب وتطورت العلاقة فيما بيننا حتى وصلت إلى الخروج معه وتدني مستواي الديني.
صار هذا الشاب هو محور حياتي، ولا أخفي عليكم أنه وعدني في البداية بالزواج، حتى أنه بدء يرسم لي بكلامه حياتنا معاً! جذبني حبه وكلامه وأسلوبه كثيراً... لا يمكن أن أصف لكم كيف كان كلامه لي فهو خيال كله حب ورقة وحنان! حتى جاء ذاك اليوم الذي اكتشفت فيه أنه متزوج ولم يمضِ على زواجه إلا سنتين فقط بلا أولاد. عندما عرفت ذلك عاتبته كثيراً وحاولت الابتعاد عنه لكنه بكى عليّ وتأسف لي وحاول معي كثيراً حتى لا أبتعد عنه لكني ابتعدت عنه وكسرت شريحة جوالي، بعدها رجعت إلى الله وتبت إليه واستغفرته مع العلم أني خلال تلك الفترة التي كنت معه ضميري أنبني كثيراً على ما أفعله لمعصيتي لربي وخوفي على أهلي من الفضيحة. أما هو بدأ ير سل لي رسائل عبر البريد الإلكتروني يعاتبني فيها، يبعث رسائل حب واشتياق.
رجعت إليه بعد 3 أشهر من ابتعادي عنه ووجدته قد تغيّر كثيراً عما عرفته سابقاً؛ كان في البدايات متحمساً بكلامه، أشعر منه أنه يكنّ لي الحب بالفعل، كان كما لو أنه فقد شيئاً ووجده، فرحاً جداً بلقائه! كان يحكي لي مشاكله مع أهله عن حياته وأسراره عن كل شيء يتكلم معي وكأنه طفل صغير يكلم أمه! لكن بعد ابتعادي عنه 3 أشهر ورجوعي له وجدته شخصاً آخر غير الذي عرفته؛ صار متحفظاً كثيراً يتجنب الحديث عن أسراره والأشياء الخاصة به، تغيّر تماماً لا أعرف لماذا! لكني استمريت معه لسنتين، كل هذه الفترة وأنا في صراع نفسي بين قلبي وعقلي وربي وأهلي، كل مكالمة لي معه يؤنبني ضميري، أستحي من الله، عقلي يقول لي أن أتقي الله وأن هذا الشخص كذاب! مع العلم أنه يتضح لي كثيراً كذبه عليّ لكني كاالمخدر الذي لا يشعر ولا يحس، قلبي هو ما يتعبني ويشقيني فهو يحبه ويحبه بجنون ويغفر له كل أخطائه وكذبه. تعبت معه كثيراً خاصه تجاه الله، أشعر باالذنب وأخاف الفضيحة.
خلال 3 سنوات حصل بيننا أشياء كثيرة جداً بين لقاء وكلام وجنس خفيف؛ التقيت به مرتين في شقة مفروشة ومرتين في السيارة، ما حصل بيني وبينه في الشقة كاالذي يحصل بين الزوجين لكن على "الخفيف" بعدها ندمت ندماً شديداً جداً، تبت إلى الله توبة بإذن الله لا رجعة فيها، حاولت هذه المرة ألا أعود إليه كما فعلت باالمرة السابقة، قررت التوبة بعد لقائي به ب4 أيام، كسرت شريحة جوالي وحظرته من الإيميل وقررت أن أنساه والسبب أني قرفت جداً منه عندما رأيته آخر مرة فقد كانت رائحته سيئة جداً فضلاً عن تعامله الجاف معي مما أدخل الحساسية بنفسي، كان يريد أن يدخل ذكره بدبري وكان ذلك مؤلماً جداً فرفضت وغضب مني بعض الشيء حتى أنه كان يريد أن يغادر وكأنه ملّ مني. طريقته في ذلك اليوم جعلني أكرهه لذا حسمت الأمر بيني وبين نفسي وقررت الابتعاد عنه حتى لو تعبت. تبت ودعوت الله كثيراً ورجوته- وكأني والله الحمد- منّ الله عليّ وكرهته! بصدق لم أعد أحبه كما كنت أحبه سابقاً.
مضى على تركي له شهران باالضبط، ما أرجوه منكم أن تحللوا لي لماذا كان معي في البداية طيباً وحنوناً ثم تحول قاسياً بطريقته؟. أحمد الله وأشكره أن منّ عليّ بكراهيته، وأتمنى أن أجد حلاً لديكم، فكيف لي أن أنساه؟ أريد مسحه من ذاكرتي، أريد فتح صفحة جديدة مع نفسي وكأن شئياً لم يكن، التفكير فيه يعذبني فأنا أتذكر كل شيء حصل بيننا قولاً وفعلاً، هل يوجد حل لي أو تمرين أفعله لأنساه؟ أريد دفن الماضي وأن أبدأ لنفسي حياة جديدة، هل يمكن ذلك؟
أرجوكم ساعدوني، ليس لي بعد الله غيركم، مع العلم أني حالياً أدرس دبلوم حاسب آلي وأحاول كثيراً أن أشغل نفسي بالدراسة، لكني تعبت كثيراً من التفكير فيما حصل بيننا، فهل من سبيل لنسيان ذلك؟.
وجد نقطه حيرتني من ناحيته ولا أعرف لها مقصداً فهل أجد لديكم ما يفسرها لي؟ أذكر أنه عندما يكلمني باالجوال يكون كلامه مليء باالشوق واللهفة والحب حتى أني أشعر أنه يريد أن يخرج من الجوال ليحتضنني بقوة وعندما أراه فهو شخص آخر بارد قاسٍ! لا أدري لماذا وما تفسيره؟
آسفة جداً على الإطالة وأرجو المعذرة.
لكم مني ألف تحية.
للعلم هذه المرة الثانية التي أرسل لكم فأرجو الرد.
23/04/2010
رد المستشار
النصب صار للأسف من علامات بشر هذا الزمان، ولكن يظل أمرّه مذاقاً، وأعمقه جرحاً هو نصبنا على أنفسنا والتمادي في النصب والتأويل على أنفسنا حتى نصدق أنفسنا!، ثم نجد أنفسنا في لحظة من لحظات "الإفاقة" النادرة نقول الحقيقة التي كانت معروفة كبديهة من البديهيات من قبل! ولكن لضعف ألمّ بنا، أو لهشاشة مبادئنا وخلقنا نقع فيه "بمزاج" مخزٍ، وما يؤلمني ليس طلبك لتفسير ما حدث معك، ولكن إصرارك الداخلي على الغرق في دائرته اللعينة بعد كل تلك السنوات برغبتك في معرفة ماهية شخصيته وتفاصيلها! فليذهب للجحيم يا صغيرتي غير مأسوف عليه، وليكن كما يكن فحقيقة الأمر أنه عابث خائن كذاب، فلندعو لزوجته التي تحيا معه مغفلة تثق فيه وتأتمنه على نفسها، ولتنظري لنفسك برعاية وحنان أكثر من ذلك لأنك طعنت مرتين مرة من نفسك لنفسك ومرة من هذا الغادر صياد الفتيات الذي يهوى كسر قلوبهن والتسلية بمشاعرهن للحصول على ملذات للأسف متاحة له في الحلال ولكن....
أعود لك فأقول: ما حدث معك كان طبيعياً جداً، فأنت فتاة تخطت لخامسة والعشرين بلغت أنوثتها قمتها دون شريك محب يهبها المشاعر على المستوى النفسي أو يحفظها على المستوى الجسدي، وعدوك اللدود الذي كنت تعيشين معه وتركت له حياتك يعبث بها كما يشاء ألا وهو "الفراغ"، فالفراغ لا يأتي بخير أبداً، وتصورتِ خطأ أنك بالتزامك وتقضية الوقت في العبادات فأنت محفوظة تقومين بدورك في الحياة ناسية أنك رويت التواصل مع الله سبحانه وتركت باقي أدوارك في الحياة على كل الأصعدة الاجتماعية والإنسانية، فأين هدفك في الحياة؟ أين علاقاتك الاجتماعية؟ أين التطوع؟ أين الأسرة؟ أين دورك الدعوي؟
فراغ في فراغ، وتصور سطحي للتدين والقرب من الله وفطرة تفرض نفسها وخواء وغياب هدف وحلم لتحقيقه فكان الطريق سهلاً للانزلاق، وكلما انزلقت كلما تورم ضميرك وألهب ظهرك سوطه وتعبدك السابق الذي يضيع ولكن تطغى الغريزة ويطغى احتياجك للمشاعر فتزدادين انزلاقاً، حتى علا صوت العقل حين عرفت بكذبته وحقيقة زواجه ولكنك كنت أدمنت ترك نفسك لهواك فلم يكن صوته كافياً لردعك، وكلما تركته عدت لسماع صوت العقل وأجراس الإنذار، فتتوبي وتخافي ثم تعود شهوتك للصراخ فتستسلمي. ولأنك في الحقيقة إنسانة تخافين الله وترجو رحمته كنت تحتاجين لشحذ كل ما يمكنك شحذه ليتراكم ويمكنك من إعلاء صوت العقل ومراقبة الله، للدرجة التي جعلتك تنفرين منه بسبب رائحته!!
وحين حدث ذلك رغم أنه أخذ من عمرك سنوات تمكنت بسهولة أن تتركيه لأن صوت العقل منذ البداية يقول أنها علاقة غير نظيفة ولن يكتب لها النور، أما التفسير الأعمق لما آلت عليه العلاقة هو أنها لم تكن علاقة حب من الأساس وإنما كانت علاقة تشبع كل احتياجاتك والحقيقة الأكثر غرابة عليك هي أنه لم يكن يلبي تلك الاحتياجات بصدق ولكنك من شدة احتياجك لها توهمت عن عمد أن تتصوري أنه يمثل لك تلك الاحتياجات للدرجة التي كانت تصور لك مدى شوقه وتلهفه في التليفون وكنت تصدمين حين تكوني معه في الواقع! ولكنه النصب الذي أدمنته على نفسك ومع نفسك، ولو جلست مع نفسك جلسة صادقة ناضجة هادئة لوجدت أن ما تشعرين به من عذاب ليس لفقدك شخصه ولا فقدك لحبك الذي عطيته له، ولكنه فقد "للاحتياج" الذي كان يمثله زيفاً.
انظري لنفسك حين أعليت صوت العقل، بدأت تفكرين في الدراسة والاستفادة من وقتك حتى ولو كان من باب الهروب ولكنه الهروب الصحيح لعلاج احتياجك. والآن سأعرض عليك عدة نقاط لتعيها جيداً:
* مرورك بهذا الاختبار قد بين لك مدى ضعفك، وحين نكتشف ضعفنا يكون أمامنا طريقين، إما تقوية الإٌرادة بالتعرض لمزيد من الاختبارات وتعلم المزيد من التحكم، أو باحترام قدراتنا واختيار عدم التعرض لتلك الاختبارات مهما كانت الضغوط والإغراءات؛ خاصة وأنك قد تذوقت المشاعر والجنس والذي سيكون له أثر.
* الاستماتة في انخراطك وسط فتيات محترمات متدينات تتفاهمين معهن ويساعدنك على مسيرة المقاومة.
* تعلمي أن علاقتنا بالله سبحانه وتعالى علاقة حب حقيقية، فيها يغفر المحب لحبيبه، ويعطيه الفرص، ويعينه على المزيد من التقدم، فهذا هو ربي وربك يا صديقتي، فلا تجعلي العلاقة بينك وبينه سبحانه علاقة سطحية لا تتجاوز الصلوات وقراءة القرآن والقيام، ولكنها علاقة راسخة ناضجة حقيقية يعلو خاطرها فوق كل وأي خاطر لأنها علاقة حب حقيقية، فهو سبحانه الوحيد الذي يتقبلك ويسامحك ولا يغدر بك أبداً، ولا يتركك أبداً أبداً، فمعه لا أحزان ولا فراق ولا غدر ولا كذب تنزه سبحانه عن كل نقص.
* تذكري أنك من جرحت نفسك وليس هو، وتذكري أنك تفتقدين "الحالة" وليس هو، وذكرياتك تطاردك لأنه للأسف رغم عدم مناسبته لك كان أول من تعرفت وأول من حدثك حديث الحب والجنس وغيره، وأن كل ذلك كان عبثاً وحراماً.
* تخلصي من كل ذكرياته، تعمدي القيام بأي شيء حين تداهمك الذكريات، ذكري نفسك بخسته وخيانته، ذكري نفسك بأنه كان سيضيعك في علاقتك مع الله بالكبائر، ذكري نفسك بحقيقة نصبك على نفسك، وأنه لم يكن حباً من الأساس.
* حين تسامحين نفسك ستجدين الصفحة الجديدة قد ظهرت لك؛ إملئها بالأهداف وتحقيق الأحلام والرغبة في رضا الله سبحانه، والرغبة في الحياة الحلال مع زوج حقيقي ومحب، ولكن هذه المسامحة ستأخذ وقتاً وجهداً وهما ما سيطهرانك أمام نفسك ويفسحان المجال لعودة حميدة مع الله الستير العليم الغفور. النصابة
ويتبع>>>>> : النصابة مشاركة