الاسترجاز وأصل الشعور بالذنب بعده مشاركة3
أنا بنت 21 سنة، أنا خائفة جدا لأني قمت بعمل العادة السرية من عمر صغير وعندما أجلس على النت لما لها من إثارة الغريزة فقمت بعملها من الخارج إلى أن أشبع هذه الرغبة ولا أعرف ما الذي أعمله، الرجاء النصيحة في هذا الأمر وكيفية التوبة إلى الله وشكرا.
22/4/2010
رد المستشار
أهلاً بك وسهلاً يا سمر؛
شخص يذهب كل يوم فيتنزّه في صحراء لاهية، ويمضي وقته فيها، الشمس من فوقه، ولا ماء ولا ظل... وكل يوم يتساءل: لماذا أنا أتعرَّق وأعطش كثيرًا؟! ولماذا أرغب بالماء بشدة، ولا أستطيع التوقف عن الشرب عندما أجده، حتى وإن كان الماء ملوثًا، وأعلم أني سأمرض إن شربته؟! كيف يمكنني أن أكون طبيعيًا في عطشي، وفي طريقة شربي، مثل كل البشر؟
بماذا تجيبنه يا سمر؟
ستقولين له: اذهب فتنزه في البساتين، في الظلال الوارفة، وقرب الأنهار، فلن تعطش هذا العطش، كيف تريد لنفسك ألا تعطش، وأنت تسير في الشمس اللاهية؟! كيف تريد أن تضبط نفسك عن شرب الماء الملوث، وأنت تكاد تموت من العطش؟!
يا سمر: كيف تريدين الكف عن تلك العادة، وأنت تنظرين إلى المشاهد المثيرة؟! وأنت تسمعين الكلمات المثيرة؟!
كيف تريدين ألا تتألمي وأنت تتنزهين كل يوم بين الأشواك؟!
أسألك: أيهما أهون؟ ضبط النفس عن النظر المحرم، والسماع المحرم...، أم ضبطها عن شهوتها بعد أن استرسلت في النظر والسماع؟
لا شك أن ضبطها عن النظر منذ البداية أهون بكثير، أما عندما تثور شهوتها، فإنها تغدو كوحش هائج لا تستطيعين الوقوف في وجهه.
لهذا إن كنت راغبة في التوبة حقًا: فابدئي بالإقلاع عن النظر والسماع المثير... وإن نازعتك نفسك، ورغبت في لذة هذه المحرمات، فذكريها بالألم والندم الذي يصيبك بعد فعلها... وتذكري أن الله تعالى ينتظرك لتقبلي عليه، فلا تتأخري عنه...
تذكري أن هناك بساتين جميلة في هذه الحياة، فلا تضيعي وقتك في السير في الصحراء!
واطلبي من الله تعالى دائمًا وأبدًا أن يعينك على الاستقامة، وترك المعاصي، وتضرعي إليه بقلب واجف خائف، فهو لن يخيبك، ولن يخذلك، وأنت تفعلين هذا...
لا تتركي نفسك دون نزهة، لأنها ستشتاق إلى التنزه ولو في الصحراء... وإن تنزهت في الصحراء ستعطش... وإن عطشت ستشرب الماء الملوث بشراهة!!
فاذهبي وتنزهي في البساتين...
صاحبي فتيات حديثهن عن دورهن في بناء المستقبل، ومساعدة الأمة، واحلمي كل يوم وقبل أن تنامي، بدورك في بناء هذا المستقبل، وبدورك في حراسة بستانك هذا...
اسمعي لكلام الدعاة والمرشدين البارزين، وحلقي بين كلماتهم...
ابحثي عن عمل تثبتين فيه وجودك، وتنمين شخصيتك، وتبدعين فيه... ويكون هو الشاغل لوقتك... فلن تأخذ منك الشهوة –حينها- أكثر من حجمها الطبيعي، ولن تقوى على التسلط عليك...
أثبتي أنك متميّزة عن كل الفتيات، فتحرري من أسر شهوات الدنيا، لا تستطيع أن تتحكم بك، بل أنت تتحكمين بها بفضل الله تعالى، وخاطبي الدنيا وشهواتها وقولي:
خَلِّي يدَيَّ فلستُ مِنْ أسراكِ ** أنا يا حياة عَلَوت فوقَ عُلاكِ
لا تضربي قيـــدًا على حُرِّيَتي ** رحْبٌ أنــا كمَدَارج الأفْـــــلاكِ
...............!!
أين تلك المعاني الراقية الجميلة من حياة شبابنا المسكين؟
ولماذا غابت عنه؟
هيا يا سمر... هيا قومي!...
قومي فورًا فاغتسلي وصلي ركعتين واطلبي من الله المغفرة والتوبة... ثم أعلني ثورة على المثيرات، وعلى العادة السخيفة... وإن جاءت لتغريك، فأخرجي لها لسانك وقولي: من أنت حتى تتغلبي علي؟! لن أستجيب لك طبعًا!!
وهيا فنحن ننتظرك لنتنزه معك في البستان الجميل...
ولنتعاون معك على الحفاظ عليه أخضر مزهرًا...
أتركك في رعاية الله... ولا تنسَي موعد النزهة!