التلبس بالجن: مسرحيةٌ نعيشها ...! مشاركة2
أخي الدكتور وائل؛
جزاك الله كل خير على سعيك الدائم ومثابرتك على تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تملأ عقول شعوبنا. قرأت في هذا الباب لأنني أود أن أؤكد لنفسي حقيقة ما أؤمن به ويرتاح له قلبي وهو ما تدل عليه الآية الكريمة (ولقد كرمنا بني آدم) ولم يرد هذا التكريم في القرآن إلا لبني آدم، فهل يتوافق تكريم الله عز وجل للإنسان مع وجوده تحت تأثير قوة عظيمة لا يملك لها رداً ولا يملك أدنى مقاومة لها، فهي تخرب البيوت وتضعف النفوس وتذهب الإيمان ولا يزال العلاج لها بالطرق المعروفة شعبياً بدون شفاء.
وبالطبع فأنا مثل كل المسلمين أؤمن بوجود الجان كحقيقة غيبية واردة في الكتاب والسنة إنما أقف عند قوة تأثيرها على الإنسان. أعانك الله وأعاننا على الخير.
حقيقة الأمر أن إحدى الصديقات عانت لمدة سنتين من هذه الحالة المذكورة وكلما شفيت بمساعدة المداوين بالقرآن عادت لنفس الحالة في العام التالي في الوقت نفسه. وبعد أن تمت استشارة طبيب نفسي ثقة موجود في مدينتنا قوي إيماني بالفكرة التي ذكرتها لك
وأضيف عليها أيضاً ما أريد رأيك فيه: في تصنيف الشخصيات الحديث نوعان من الشخصيات الحدسي والتفكيري (التحليلي) وأعتقد أن أصحاب النمط الأول يميلون كثيراً إلى تفسير الأحلام والبحث عن نتائجها وأسبابها كما يميلون إلى البحث عما يميل له قلبهم مثلاً وما إلى ذلك وهم أكثر عرضة للوقوع تحت تأثير هذه الأفكار، أما النمط الثاني فغالباً يفسرون الأمور تفسيراً عملياً ويتخذون القرارات بدراسة الأسباب والنتائج بدقة وقد يكون أصحاب هذا النمط أبعد قليلاً عن تأثير هذه الأفكار.
شكرااا
أعانك الله وأعاننا على الخير.
1/4/2010
رد المستشار
الزميلة المستشارة الفاضلة أ. دانة قنديل أهلا وسهلا بك في بيتنا الكبير مجانين، صعبة لابد تكون التعليقات على مشاركات المستشارين فهي غالبا من العمق بحيث تستدعي الانتباه والتروي لأنه كلام مستشاري مجانين!
في الشق أو الجانب الأول من مشاركتك وهو المتعلق بالاستشارة التي كانت من أوائل ما رددت عليه من استشارات ربما منذ 2001 أو 2002 وهي (التلبس بالجن مسرحية نعيشها حتى البكاء) حيث نشرت أولا في إسلام أون لاين ثم في مجانين، وتجيء مشاركتك هنا فيها ثالثة المشاركات......
كنت في بداية العمل الإعلامي على الإنترنت والفضائيات مثلك يا أ. دانة واصلا إلى استنتاجات مؤكدة ومعممة مفادها أن الجن لا تؤثر على الإنسان بصورة المرض النفسي بمعنى نؤمن بوجود الجن ووجود تأثير لها على الإنسان لكن هذا التأثير ليس الأمراض النفسية التي أدرسها وأعالجها وهي علم من العلوم الطبية، وأن تأثير الجان على الإنسان لا يمكن أن يصل إلى التلبس لأن الله يحاسبنا بناء على مناط التكليف وهو العقل فإن غاب لأن قوة أخرى غيري تسيره وتتحكم فيه يسقط التكليف بالضرورة.... بصراحة رغم أن اقتناعي الجوهري هذا لم يتغير تغيرات كبيرة إلا أنني أصبحت أقل قدرة على التأكيد فضلا عن التعميم.... وأقل قدرة على الانحياز لطرف دون آخر.
وبالنسبة للشق أو الجانب الثاني من مشاركتك والذي تتحدثين فيه عن تصنيف الشخصيات إلى نوعين من الشخصيات الحدسي والتفكيري (التحليلي) أنا أتفق تماما مع هذا التشخيص مع بيان أن المسألة فيها تداخل فهي ليست مسألة إما حدسي أو تحليلي وإنما مسألة حدسي كليا تحليلي جزئيا وتحليلي كليا حدسي جزئيا وتختلف النسب والتناسبات من إنسان لإنسان....
وأتفق معك أن أصحاب النمط الأول يميلون كثيراً إلى تفسير الأحلام والبحث عن نتائجها وأسبابها كما يميلون إلى البحث عما يميل له قلبهم مثلاً وما إلى ذلك وهم أكثر عرضة للوقوع تحت تأثير هذه الأفكار (تقصدين تصديق الخرافة) لكنهم ليسوا بالضرورة عاجزين عن التحليل، وإنما المسألة أنهم يتعاملون مع الإنسان ككل وليس كمجموعة أشياء كما يفعل أصحاب النمط الثاني، وبالتالي لا ينبته صاحب النمط الأول لكون الرجل الذي جالسه ساعتين في النهار يلبس خاتم الخطبة أو لا!
وأتفق كذلك معك أن أصحاب النمط الثاني غالباً يفسرون الأمور تفسيراً عملياً ويتخذون القرارات بدراسة الأسباب والنتائج بدقة وقد يكون أصحاب هذا النمط أبعد قليلاً عن تأثير هذه الأفكار، لكن ليست لدينا دراسات على المجتمع تفيد أن أصحاب النمط التحليلي أقل تصديقا للخرافة من غيرهم خاصة في نهاية الطريق........... لا أعرف يا أ.دانة.... شكرا لك على هذه الرجعة التي رجعتها إلى واحدة من الإجابات التاريخية فأمتعتني الرحلة، وشكرا على المشاركة الثرية وعذرا على التأخير.