تزوجت منذ ستة أشهر عن قصة حب كبيرة جدا، وقفت أمام أهلي وهو وقف أمام أهله، ولكن بعد فترة ونتيجة تدخل أهله أصبحت لا أثق به وكثرت الخلافات بيننا، وهو حبي الوحيد لذلك فكرت في الانتحار وحاولت أكثر من مرة
أصبحت لا أثق في شيء منه، ولا كلام ولا أفعال أنا غير سعيدة وعندي اكتئاب دائما أقول له أريد الطلاق ويوم أكون سعيدة 10لا.
ممكن يكون لا يكذب ولكن أنا لا أصدق ممكن يحبني وأنا لا أصدق شيء منه، أتمنى أكون سعيدة كأيام الخطوبة أنا أشعر بأني مريضة نفسيا نتيجة ما حدث لي من مشكلات مع أهله وأنا لا أدافع عن نفسي معهم في أسعد أيام حياتي أول أيام الزواج.
23/1/2004
رد المستشار
الأخت الكريمة: أهلا بك زائرة وسائلة في مجانين والواقع أنني كلما تلقيت أسئلة زوجية أجدني أتساءل: متى تنتهي هذه السطحية التي نعالج بها أمورنا؟ ومتى ينتهي هذا التبسيط المخل من حياتنا؟ فقضية مؤسسة الأسرة قضية هامة ومحورية وخطيرة وتحتاج منا لبذل الكثير من الجهد في مجال التوعية والتدريب حتى يعود الوفاق والسكن والمودة لحياتنا الأسرية.
وبالنظر في قصتك يمكننا أن نلحظ بداية أن شبابنا عندما يتزوجون لا يفكرون إلا في الحب ويغضون الطرف عن أشياء كثيرة أخرى هامة ومحورية لاستواء الحياة الزوجية، فيتم التغاضي عن العيوب والسمات الشخصية ويتم التغاضي عن أن الفرد جزء من كيان كبير هو العائلة وبالتالي فإن الوفاق مع هذه العائلة أو حتى التعايش مع عيوبها يعتبر أمرا هاما وضروريا لاستمرار الحياة الزوجية.
وأذكر في هذا الإطار موقفا لشاب عاقل وحكيم رفض أن يتزوج ممن يكن لها حبا لأن والدته لم تشعر بالارتياح لها أبدا، وقرر أن ينتظر بعض الوقت حتى يجد من يتفقان سويا هو وأهله على القبول بها، فمتى ندرك جميعا أن منطق الحب يختلف تماما عن منطق الزواج، ومتى تنتهي من مخيلتنا الصورة النمطية التي رسمتها وسائل الإعلام للحب؟
المهم أنك الآن قد تزوجت ممن أحبه القلب على الرغم من معارضة أهله وأهلك لهذه الزيجة، وبالطبع في موقف كهذا من المتوقع أن يكن هؤلاء الأهل لك بعضا من المشاعر السلبية والتي تنعكس بصورة أو بأخرى على علاقتهم بك وتعاملاتهم معك، فهلا حاولت أن تزيلي أسباب الخلاف والشقاق وذلك بأن تكوني البادئة بالخير وحسن المعاملة، وهلا حاولت أن تكسبي قلوبهم بحسن العشرة والله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم يعلمنا أن ندفع بالحسنة: بسم الله الرحمن الرحيم (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) صدق الله العظيم (فصلت:34).
أما بالنسبة لزوجك فهذا هو الإنسان الذي كنت تكنين له حبا عظيما والذي قمت بتحدي الكل من أجله فهل يعقل أن تفقدي الثقة به من تصرفات أول شهور الزواج، مما يدفع بك لمحاولة الانتحار مرات متعددة ويدفع بك للطلب المتكرر للطلاق؟؟؟ هذا هو حبيبك وزوجك يتصرف على طبيعته، وكل منكما لم يعتد بعد على طباع الآخر، فتحملي صعوبات بداية الزواج واقتربي منه لتفهميه أكثر ولتفهميه طبيعة شخصيتك وخصوصياتك.
ويعينك على أمرك أن تلجئي إلى الله سبحانه لتسأليه العون والتوفيق، ومع هذا أجد أنه من الضروري أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي حتى يصف العلاج اللازم لحالة الاكتئاب الذي تعانين منه.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت السائلة أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، ونأسف لتأخرنا في الرد عليك فقد كان سببه إرسالك للمشكلة من طريق غير الطريق الطبيعي لإرسال المشكلات، والحقيقة أن الأخت الزميلة د.سحر طلعت قد أحاطت في تعليقها على مشكلتك بكل جوانب المشكلة، وأود فقط أن أحيلك إلى عدة ردود سابقة على صفحتنا حول اختيار شريك الحياة، وحول مشاعر الطلاق لا قدره الله لك، وكذلك ونظرة المجتمع للمطلقة لعل فيها ما يفيدك إن شاء الله فانقري العناوين التالية:
اختيار شريك الحياة هل من ضابط
السن المناسب للزواج
وجهة نظر حول الحب مشاركه
التوافق بين الزوجين : قواعد عامة
على مائدة الاختيار : العقل والعاطفة
مشاعر الطلاق
لماذا المطلقة منبوذة ؟!
وأهلا وسهلا بك دائما على صفحتنا استشارات مجانين، فتابعينا بأخبارك.