الخطأ الآخر..!؟
لقد أرسلت من قبل ولكن لم تجيبوني ولا أعرف لماذا؟
أشعر بوحدة شديدة وأحتاج لمن يساندني ويتعاطف معي ولكني لا أجد أحدا أبدا ولا حتى في الإنترنت، الجميع لديه أصدقاء ما عداي؟
حتى أن لا أحد يجيبني، لقد بعثت رسالة من الشهر الماضي وأترقب كل يوم الإجابة وأبكي عندما أجد أنكم لم تردوا علي بعد؟
أكره كل الناس في العالم؟؟
05/05/2010
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
من ذاك الذي لا يجيب رسائلك؟ نحن أم تقصدين آخرين؟ بغض النظر عن الجواب يجب عليك أن تعرفي أن للآخرين ظروف ومعاناة مثلك تماما ففي حين تدفعك معاناتك نحو الناس قد تدفعهم للانشغال عنك فلا تكرهي نفسك ولا تكرهيهم، شعور الكراهية مرير وثقيل ولن يؤذي سواك.
رسالتك لنا مؤرخة بأقل من شهر وقد تكون مدة طويلة بالنسبة لك ولكنها ليست كذلك بالنسبة لمتوسط تاريخ الرد على المشكلات في الموقع نظرا لكثرتها من جهة وانشغال المستشارين جهة أخرى، أناقشك في موقفك من عدم الرد عليك لأوضح لك ضرورة تغيرك لطريقة تفكيرك فعلى الأغلب أنها السبب في شعورك الواضح بالانزعاج والضيق فإن كرهتنا من ضمن العالم سنستمر في الحياة والعمل رغم خسارتنا لك ولكن خسارتك لمزيد من الأصدقاء تعني مزيدا من الوحدة التي تعانين منها.
إن كان لديك كل هذا الشعور بالمرارة ما يمنعك من زيارة طبيب نفساني فهو أقدر على مساعدتك من مجرد استشارة، ولكن عدم سعيك المباشر لرفع الألم عن نفسك دليل آخر على عيوب طرق تعاملك مع الحياة ومشكلاتها، وإن كنت ذهبت لطبيب ولم يعطك مع الدواء جلسات معرفية وسلوكية تصحح طريقة تفكيرك وتعاملك مع الحياة فأنت بحاجة لتغيره.
من قال بأن الناس جميعا لديها أصدقاء أو حتى لديها وقتا للأصدقاء، التعميم الزائد تفكير مضطرب والأصح أن تقولي أنك ليس لديك ما يكفيك من الأصدقاء لتنتقيلي للتفكير في النقطة التالية وهي كيف يمكن أن تكسبي صداقات، وتفكري في طبيعة نشاطك والأماكن التي ترتادينها فبياناتك تقول أنك متزوجة وموظفة وهما بابان للحياة الاجتماعية، أم تراك تتوقعين التدليل ومعاملة متميزة دون أن تعطي من نفسك فينفر منك الناس وهكذا يجب عليك أن تغيري من توقعاتك من الآخرين وتتعلمي أن الأخذ يجب أن يقابله عطاء.
ما فات كان مجرد أمثلة ومحاولات مني لأستنبط سبب معاناتك، وأقول لك بأن هناك من يفسر الاكتئاب الذي تشخصه سطورك بأنه هروب من تحمل مسئولية الحياة والهروب لا يريح أحد فهو يحتاج أيضا لبذل طاقة ولكن لا يؤدي لنتائج بعكس العمل الذي نتعب فيه ولكن تسعدنا نتائجه.
قد تفيدك الكتابة في التعبير عن نفسك والتخفيف عن معاناتك والمكتئبون عادة لديهم قدرة على عيش التفاصيل بدرجة أكبر من غيرهم عادة مما يوفر لديهم فيض يمكن تحويلها إلى شيء مثمر وجميل يبعد بدوره عنهم الكآبة قليلا.