من أنا؟
لا أعرف من أين أبدأ لكن سوف أتكلم عن حالتي.
أنا شاب عمري سبع وعشرون سنة نشأت فاقداً لحنان الأب لأن الوالد مريض، لقد مرض الوالد وأنا عمري سبع سنوات وإلى اليوم هو طريح الفراش.
نشأت كما ينشأ الأيتام عموما أشعر بالخوف والقلق لاسيما أنني في طفولتي تعرضت للضرب والشتم من قبل أعمامي سامحهم الله، كنت أتعرض للعنف منذ الصغر بشكل كبير وعلى أتفه الأسباب لأن أعمامي هم من يصرفون علي، وإن كان أعمامي الآن طيبون معي جدا، فقد حدث تغير لهم حينما شاهدوني أصرخ فيهم باكيا حينما بلغ عمري خمساً وعشرين سنة وتم تنويمي في المستشفى لأنني كنت أتعاطى الحبوب المخدرة الكابتجون بسبب الهم والغم الذي أعاني منه.
لم تكن لي هوية معروفة أو شخصية محددة، وإلى الآن لا أعرف من أنا؟ وما هي شخصيتي؟
أشعر بحاجة ملحة جدا للحنان،
لا أستطيع أن أعتمد على نفسي وليس لي ثقة بالنفس،
أشعر أنني مهزوز من الداخل، لا أستطيع أن أنظر في عيون الشخص المقابل لي وأشعر بالخجل، وإن حاولت فحتى الشخص المقابل لا يستطيع أن ينظر إلى عيوني.
أخاف جدا من التحرش الجنسي لأنني تعرضت للتحرش الجنسي في الصغر حتى نظراتي توهم الآخرين أنني شاب سيء يريد أحداً ليفعل به الفاحشة، هذا تصورهم الذي في عقولهم وأشعر به في حركاتهم وتلميحاتهم بسبب نظراتي وأنني لا أستطيع أن أنظر إلى عيون الطرف الأخر، وإن حاولت أن أركز نظري في الطرف الآخر، فإن هذا الطرف الآخر لن يستطيع أن يركز في النظر إلي عيوني وتأخذني الأوهام أنني أريد أن يفعل بي الفاحشة، فيجلس يتحرش بحركات أو كلام أو تلميحات وأنا بريء، لكن النظرات هي التي تجلب لي هذه التصرفات من أي شخص أنظر إليه بنظراتي التي هي نظرة خجولة أو حادة لا أعرف كيف أصفها لكم.
أشعر بنعومة في داخلي كالفتاة تارة وكالطفل تارة.
أنا حزين ومتألم جدا، لا أشعر بالرجولة والخشونة، ومررت بعدة شخصيات أتقمصها بلا شعور. كانت في داخلي أكثر من شخصية وشخصية ومرت السنوات وضاعت. والآن أنا محبط جدا وتائه، أفضل العزلة وعدم الاختلاط بالناس كنت في السابق أختلط بالناس بتلك الشخصيات التي كانت بداخلي ثم علمت أنها حالات فصام. أنا مشتت الفكر ولا أستطيع التركيز الآن. أنا كالميت عاجز حتى عن الاختلاط بالناس. أرجوكم ساعدوني. وكم من مرة أفكر بالانتحار لكن الخوف من النار كان يجعلني ألغي الفكرة.
والانتحار فكرة تكون في عقلي حينما أمر بأصعب اللحظات المؤلمة في نفسي.
وأختم بأنني حينما أرتدي القميص والبنطلون أشعر أنني ناعم جدا، مرهف الإحساس في الكلام والحركات وحتى المشي، وحينما أرتدي الثوب السعودي أشعر بأنني رجل خشن في الكلام والحركات والمشي من أنا؟
4/7/2010
رد المستشار
أنت "إبراهيم" أولا وأخيرا.
لقد قرأت رسالتك أكثر من مرة، وعرفت قدر المعاناة التي أنت فيها.
يبدو من رسالتك أنك فاقد الثقة تماما في نفسك، طفولة تخللها أحداث مؤلمة من تحرش جنسي وسوء معاملة من قبل الأعمام، ونشأت في أسرة تفتقد للحب والحنان وأب مريض وطريح الفراش حتى اللحظة، انتهى بك المطاف أن تدخل مشفى لتعاطيك حبوب الكابتجون.
عزيزي، أعراض الاكتئاب واضحة من خلال الحزن والإحباط وعدم الاختلاط بالناس وعدم القدرة على التركيز والتفكير بالانتحار. وعدم الاختلاط بالناس هو الخوف الذي ترعرع في نفسك من سوء المعاملة التي تعرضت لها في طفولتك.
"إبراهيم"... ليس ذنبك أنك تعرضت للتحرش الجنسي في الصغر، وأنت غير مسئول عما حدث لك، وأنك كنت طفلاً لا تقوى عن الدفاع عن نفسك. ومرت السنوات من عمرك وربما ناسياً الحدث، ومن ثم بدأت الذكريات المؤلمة وهنا يأتي الإسقاط عنها بالأوهام وأفكار الإشارة والتلميحات التي تحوم أو تحاك عنك والتي محورها الفاحشة. ومن هنا أنت لا تستطيع أن تنظر إلى عيون الآخرين، خوفا أن تفسر نظراتك بأنها تعني أن يفعل بك الفاحشة. هذه هي أفكارك أنت، وتسقطها على الغير.كما ذكرت في رسالتك أنك تشعر بنعومة في داخلك كالفتاة تارة وكالطفل تارة ولا تشعر بالرجولة أو الخشونة ومررت بعدة شخصيات تتقمصها، وحينما ترتدي القميص والبنطلون تشعر أنك ناعم جدا مرهف الإحساس في الكلام والحركات وحتى المشي وحينما ترتدي الثوب السعودي تشعر أنك رجل خشن في الكلام والحركات والمشي. هذه الأعراض التي ذكرتها تمثل اضطراب الهوية والأخيرة تكون (أحيانا) أحد أعراض الفصام.
الأوهام والشكوك وأفكار الإشارة والتلميحات التي ذكرتها مع اضطراب الهوية الجنسية وإن كان قد مر عليها أكثر من ستة أشهر (يبدو من حالتك أنها أكثر) تعرف بالفصام. أنصحك بعرض حالتك ودون تردد على طبيب نفسي.
مع خالص الاحترام