ثقتي بنفسي مهزورزة..!؟
السلام عليكم؛
كيف الحال يا أستاذ حسام؟ أنا صاحب هذه الاستشارة (ثقتي بنفسي اهتزت وضعيفة جدا!)، لم أتمكن من إرسال الرد ثانيةً إلى الموقع نظراً لامتحانات لأن موعد إرسال الاستشارات على صعب بالنسبة لي.
شكراً على الرد الجميل وسهل الفهم، عندما وزنت نفسي أصايتني صدمة كبيرة، وزني أصبح 134 كيلوجراماً وطولي 178 سم.
أنواع الأطعمة التي تناولتها خلال 3 شهور ماضية:
في الإفطار: لنشون مقلي أو حلاوة أو جبنه، رغيفين أو رغيف. وفي الغداء: سمك مقلي أو مشوي أو لحم! آكل بنهم.
حين أرى مع إخوتي أكياس رقائق البطاطا "الشبس" أو البسكويت فإني أحب مشاركتهم الأكل، وآكل كثيراً، لكني قليلاً ما أتناول المشروبات الغازيّة.
أما عن الصلاة فعندي كسل شديد، ولا أهتم بمذاكرتي. أحس أني لن أفلح في حياتي أبداً، لقد انقلبت حياتي فصرت أنام من الساعة 5 عصراً وأستيقظ الساعه 3 أو 4 فجراً!
والدي يوبخني أحياناً ظلماً ويعدد لي أخطائي الماضية التي لم أعد أرتكبها ثانية! أحس أني أكره أبي مع أني أحبه.
حين أكلّم أي فتاة في الشات أكلمها كثيراً وأقول لها أني أحبها! لا أدري لماذا أحس هكذا؟ أو لماذا أفعل ذلك؟ أسأل نفسي لماذا أخدعهن وأحس بالندم!.
ملحوظة: كان أول حب لي عن طريق الشات، كانت هي من بلد أوروبية وامتدت علاقتنا لمدة 6 أشهر بعدها هي أحبت شخصاً آخر، وقد تأثرت.بذلك جداً!.
أحتاج مساعدتك يا أستاذ حسام.
24/6/2010
رد المستشار
من الواضح عزيزي "أحمد" أننا أمام مسالة جدية متعلقة بزيادة في الوزن، وأنت تعلم أن لمسألة السمنة الكثير من الآثار السلبية على الصحة العامة لدى الإنسان عموماً وعلى صحته النفسية خصوصاً بسبب ما يتبعها من قلق أو عدم رضى عن صورة الجسد، وما يتنج عنه من مشاعر سلبية حيال الذات وسلوكيات قد تكون غير مرغوبة أو مرهقة للتخفيف حدة هذا القلق. لحسن الحظ أنك ما زلت في سن مناسب للتعامل مع هذه المسألة، حيث يمكنك كما سبق وأخبرتك اتباع حمية للتخفيف من الوزن والخضوع لنظام غذائي منتظم، والتمرينات الرياضية في هذه السياق مفيدة جداً بالنسبة لك، وأقترح أن تستشير أخصائي في أمور السمنة ليزودك ببرنامج غذائي يناسب حالتك، ولا شك أن طلبك للاستشارة يجعلني أتوقع أنك تمتلك الإرادة اللازمة للتغلب على هذا التحدي.
من المؤسف أن مؤسساتنا التربوية لا تقدم لشبابنا الدعم الكافي للقيام بمهام (العناية بالذات)، إلا أن هذا لا ينفي عنا مسؤولية القيام بهذه المهام، كما أنك أنت المعني بمساعدة نفسك في هذا السياق، فالتغذية الكافية دون إفراط وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والانخراط مع الناس، إدارة وقتك وتنظيم ساعات نومك، إعطاء الأولوية لمهامك، كلها من مسؤوليتاك أنت وأنت الأقدر على مساعدة نفسك في هذه الأمور.
ليس لدي معلومات كافية حول علاقتك بوالديك وطبيعتها، لكنني أستطيع أن القول أن الشباب في مثل سنك عادة ما يعيشون بعض الصراعات مع الأهل لأسباب عديدة لسنا بصدد مناقشتها، إلا أنه من الضروري أن تعلم أن مصادر هذا الصراع تعود إلى اختلاف المرحلة العمرية وما تحمله من خصائص فكرية ونفسية، فنحن نعلم أن تفكير المراهق والشاب في مثل سنك يأخذ طابعاً (مطلقاً) لا يتقبل الحلول الوسطى بسهولة، في حين يأخذ تفكير الراشدين من الأهل عادة طابعاً (نسبياً)!
يترتب على هذا الاختلاف العديد من العقبات التي قد تحول دون تقبلك لمتطلبات والدك وانتقاداته من جهة وتقبله لك ولسلوكياتك من جهة أخرى، ولا شك أن إحساسك بالظلم نتيجة تذكيرك بأخطائك السابقة مبرر، وأعتقد أن هذا لا يجوز إلا أنني أريدك أن تأخذ في الاعتبار أن والدك وبسبب نظرته النسبية للأمور وخبرته في الحياة قد يذكرك ببعض الأخطاء السابقة لكي تتعلم منها شيئاً ما يقودك إلى النمو، وتأكد عزيزي أحمد أن والديك هما الشخصان الوحيدان اللذان يحبانك حباً مطلقاً، لاحظ أنه حب بدون مقابل أيضاً. على الرغم من أن الوالدين مطالبان بفهم طفلهم الشاب والتعامل معه مع مراعاة خصائص مرحلته العمرية، إلا أن هذا الطفل الشاب مطالب أيضاً بفهم خصائص المرحلة التي يمر بها واحترام وجهة النظر التي يقدمها من الراشدين والأهل.
سبق وأشرت لك أنه من الملفت للنظر تكرارك لهذه العبارات السلبية حول ذاتك، وعلى الرغم من وجود أدلة قاطعة على عدم صحة هذه التصريحات السلبية فإنك ما زلت مصمم حتى اليوم على ترديد هذه العبارات مثل (لن أفلح في حياتي أبداً) وأنك (بحاجة لمساعدتي)... والواقع أنني لست في صدد إقناعك بعدم صحة هذه التصريحات، إلا أنني أرى وجود ضرورة لاستبدال هذا الحوار السلبي مع الذات بآخر إيجابي واقعي، فأنت نجحت في معظم موادك وقمت بترجمة أفلام أجنبية وتطلب الاستشارة النفسية! وكل هذه أدلة قاطعة على أنك إنسان ناجح في حياتك وواعٍ وتتمتع برصيد من الصحة النفسية، ولا بد من وجود العديد من الجوانب الإيجابية الأخرى التي لم تحدثني عنها بعد، وأقترح عليك أن تستبدل بهذه التصريحات السلبية حول ذاتك والمستمدة من خبرات الفشل أخرى إيجابية مستمدة من خبرات النجاح التي توكدها الأدلة التي حدثتك عنها.
أقترح أن تناقش مستشارك النفسي في المدرسة في هذا الأمر، وأريدك أن تعلم أننا في ميدان الصحة النفسية نتعامل مع هذه التصريحات على أنها نتيجة لوجود ما نسميه بـ(المعتقد المختل وظيفياً) الذي يكون مسؤولاً عن تطوير افتراضات مختلة بدورها تقود صاحبها إلى مشاعر الأسى النفسي والقلق والاكتئاب.
أما بالنسبة لموضوع علاقاتك في غرف المحادثة وما حدثتني عنه حول شعورك بالندم بسبب اعتقادك بأنك ربما قد تخدع الآخرين بتعبيرك عن مشاعر غير حقيقية؛ فأنا لست بصدد تقديم الوعظ والنصيحة لك لأن ذلك ليس من مهامي، إلا أنني أعتقد أن إحساسك بأن هذا الأمر غير صحيح وندمك على القيام بهذه الأمور هو انعكاس لجانب نبيل موجود في أعماق شخصيتك، فأنت لم تتقبل فكرة القيام بخداع شخص آخر حتى في غرف التشات، وهذا شيء يستحق الاحترام ويضاف بدوره إلى رصيدك.
وتذكر عزيزي "أحمد"، أنك أصبحت طالباً جامعياً وأنك إنسان واعٍ وقادر على التحكم بسلوكياتك، وأن التغلب على التحديات التي تتعرض لها يتطلب منك الإرادة والتصميم للتغلب على العقبات والمعيقات.