تلاحقني التخيلات وأنا معه
تلاحقني التخيلات وأنا معه م. مستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المشكلة يمكن بحثها على أكثر من صعيد.
أولا: ما له علاقة بالجانب الديني فالقضية هي اجتهادية. ويوجد من علماء الدين من لا يجيز ممارسة التخيل أو الانغماس في الاستيهامات أثناء الجماع بين الزوجين. وعموما يترك هذا الجانب لأصحاب الاختصاص.
ثانيا: من الجانب الذوقي وباعتقادي المتواضع ليس من المستحسن للرجل استثارة زوجته بالكلام عن العملية الجنسية وما يتعلق بها من تفاصيل. وبدل ذلك يستحسن أن يُلاطف الزوج زوجته ويداعبها لاستثارتها. حتى أن بعض رجال الدين يستكره الحديث بين الزوجين أثناء عملية الجماع - الاستكراه يختلف عن التحريم في أنه لا يستلزم الامتناع ولكن يحبذه ويستحسنه فقط- .
ثالثا: مع شديد احترامي لصاحبة المشكلة فإنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل تصور إمكانية التخيل بدون وجود موضوع للتخيل وحتى سيناريو للتخيل. لذلك لا يمكن تصديق أنك تتخيلين أشياء ليس لها مصاديق في العالم الخارجي. وهنا تكونين قد وضعت نفسك في مأزق أخلاقي وربما ديني.
رابعا: من الناحية النفسية يمكن تقسيم التخيلات إلى نوعين، فهناك الأخيلة الإبداعية والتي ينجم عنها أعمال مبتكرة في الفن أو الأدب أو العلم...الخ.
وهناك نوع آخر من التخيلات والاستيهامات وأحلام اليقظة تعتبر شكلا من حيل الدفاع ووسائل تفريغ الضغوط.
الشكل الأول من التخيل وهو الإبداعي مرغوب فيه باعتباره نشاطا ذهنيا راقيا.
أما الشكل الثاني فهو غالبا تتم ممارسته نتيجة ضغوط نفسية، وعند هذه النقطة تعتبر ممارسته محاولة من الأنا لاستعادة توازن مضطرب أو لتحقيق شيء يعجز الإنسان عن تحقيقه واقعا فيلجأ إلى حيلة الخيال لإشباع حاجته تلك.
هذا الشكل الأخير من التخيل يعكس من جهة ضعفا في التركيبة الشخصية لصاحبها. لماذا؟ لأنني يجب أن أحقق توازني مع العالم ومع نفسي من خلال العمل المشروع وليس من خلال الخيال.
هذا من جانب، من جانب آخر، فإن الإفراط في استخدام الخيال سينتهي بالإنسان إلى إضعاف علاقته بالعالم الخارجي والانسحاب بشكل أكبر نحو الذات ومن ثم الانطواء.
وبالنسبة لك يا أختي المسلمة يستحسن أولا أن تخبري زوجك أن يكف عن استخدام أساليب الاستثارة تلك لأنها ستنقلب في غير صالحه.
ثانيا، عليك أنت أن تحبي زوجك حقا لذاته وليس لما يمثله لك من موضوعات للتخيل.
اجلسا مع بعضكما وضعا حب الله نصب أعينكما بالفعل وليس بالقول فقط. وتصارحا وأحبا بعضكما ولا تفرطا وتتماديا.
والله أعلم.
د. رفعت عبدالله جاسم
10/7/2010
رد المستشار
لا فض فوك أستاذنا د. رفعت، أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على مشاركتك الدسمة القيمة، صاحبة المشكلة وصاحبها هنا يا أستاذنا مع شديد الأسف مجرد مثال لما صار شائعا بين بعض الأزواج والزوجات من ممارسات يظهر واضحا أنها ضد الفطرة ورغم ذلك تجدهما يستسيغانها... فمثلا من يثيره أن يرى زوجته تعاشر رجلا آخر وهو في ذلك غالبا يبحث عن الإهانة ليستمتع بها كمازوخي، والأزواج من يريد زوجته أن تمارس السحاق أمامه، ومنهم من يطلب منها أن تدخن ومنهم... ومنهم.. ومنهم والأمثلة تفوق الحصر.
تداعى ذلك إلى ذهني وأنا أراك تخاطب صاحبة المشكلة وكأنما هي بريئة وقعت في فخ التخيل الساذج على أساس أنه يثيرها منذ بداية زواجها وحقيقة الأمر غالبا -كما تعلمت من التعامل مع عديدات مررن بنفس المشكلة- هي أن مثل هذا النوع من الانحراف في الإناث نادر جدا إلا لدى من اعتدن مشاهدة المواد الفيلمية الإباحية وهؤلاء مع عظيم الأسف كثرة متزايدة من بنات حواء... أسأل الله أن يحفظ بناتنا ونساءنا وبنات ونساء المسلمين من تلك المشاهدات التي تأسر الخيال وتحجر عليه فتصبح الممارسة العادية مع الزوج غير كافية للإشباع... المسألة هي أن يصبح الخيال الجنسي المنحرف أو السلوك الجنسي المنحرف شرطا للإشباع وهو ما يعني أننا نتحدث عن شكل من أشكال اضطرابات التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorders (أي الشذوذات الجنسية Paraphilias ) التي أصبحت تظهر بشكل متزايد في الإناث بعدما ظلت لقرون طويلة اضطرابات جنسية تكاد تكون مقصورة على الذكور... ولا أحد يستطيع استبعاد دور المواد الإباحية في ذلك.
اقرأ على مجانين:
نطاق الشذوذ الجنسي؟ في سكرة الجماع؟!
الأقدام والأسنان ومازوخية التخيلات
مقاطع الفلكة: أبناؤنا الضائعون على النت
مازوخية وتوثين والبقية تأتي!