تأتيني أفكار لها علاقة بالدين..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تهانيّ لكم على هذا الموقع الرائع.
بدأت قصتي مع الأفكار الوسواسية بعد قراءة القرآن كل يوم والقيام لصلاة الفجر في وقتها. تأتيني أفكار بتشبيه الخالق بالحيوانات، وكنت أبكي ليل نهار، حتى كنت أكره شرب الماء إلا قطرات منه يومياً لأني كنت أحس أني إذا شربت الماء سأكفر أو سأقول كلمات عن الله وهي لا تجوز وكنت أقرأ عن الوسواس كل يوم وأقرأ الأحاديث الفقهية وكنت أحاول ألا أستجب لهذه الأفكار. أنا الآن قد مرَ عليّ 5 أشهر مذ أن بدأت هذه الأفكار لدي.
أنا الآن أعيش حياتي الطبيعية لكن هذه الأفكار موجودة، رغم أني لا أسمح لها بالتأثير على حياتي؛ آكل وأشرب وأنام وأخرج، ولكن إلى متى سأستمر على هذا الحال؟.
أرجو الإفادة، هل أنا على الخط الصحيح وإن لم أستعمل أية نوع من الأدوية؟.
شكراً.
3/7/2010
رد المستشار
الأخت العزيزة "بشرى عبد الواحد"، عليكم السلام ورحمة الله؛
أشكرك على الكتابة إلينا، كما يطيب لي أن أخبرك بأنك على الخط الصحيح من حيث استمرارك في ممارسة حياتك الطبيعة وعدم السماح لهذه الأفكار بالتأثير على حياتك اليومية، لأن هذا بالضبط ما يفصلك عن حالة الاضطراب التي يتضح من تسميتها بأنها تسبب تعطلاً في وظائف الإنسان وحياته اليومية.
وأود أن أخبرك في البداية أن مثل هذه الأفكار الوسواسية، بغض النظر عن محتواها، تحدث لدى جميع البشر، ولعل الأفكار ذات المحتوى الديني من أكثر الأفكار الوسواسية شيوعاً بين الناس. ويتم التعامل مع هذه الأفكار الوسواسية عادة من خلال التدريب على تحمل الفكرة الوسواسية وإهمالها والامتناع الكامل عن الاستجابة لها، ويعد نجاح الفرد في تجاهل هذه الأفكار ونجاحه في متابعة نشاطاته من مؤشرات نجاح العلاج.
ولذلك، فأنت على الخط الصحيح، ولا بد من الاستمرار بالتعامل مع هذه الأفكار على هذا النحو، وتذكري عزيزتي أنه يمكن للفكرة الوسواسية أن تزيد من تسلطها وإلحاحها على ذهن الفرد عند مقاومتها ومحاولة إيقافها، فتزيد في ذلك من درجة القلق لديه، إلا أن هذا القلق سيتلاشى تدريجياً مع الاستمرار في تحمل هذه الأفكار وتجاهلها خلال فترة قصيرة.
وطالما أنك تعيشين حياتك بشكلها الطبيعي على هذا النحو ودون أن تتسبب هذه الأفكار بتعطل حقيقي على مستوى دراستك ووظائف حياتك اليومية، فلا أرى أن هناك حاجة لاستعمال أي نوع من الأدوية لهذا الأمر، ويمكنك الكتابة إلى الموقع مستقبلاً في حال أي تطورات أو أمور تشغل تفكيرك.
مع أطيب تمنياتنا،