وساوس دخول الشقة والفراش
أهلاً يا دكتور وائل
إنني أعاني من مشكلة تجعل كل يوم في حياتي صعبًا جدًا.
إنني أعيد حركاتي كثيرًا خاصة عند قراءتي سواء كان للقرآن أو أي شيء يقرأ، لقد ذكرت القرآن لأنني عندما أقرأ أي سورة قرآنية قد حفظتها بالفعل أستمر في إعادة الآية كثيرًا جدًا ظنّاً مني أنني لم أقلها أساسًا أو لم أقلها بالشكل الصحيح.
أصعب شيئين في يومي هما:
1- عند دخولي الشقة أقوم بالشهادة والاستعاذة ثم أدخل بقدمي اليمنى ثم اليسرى أكثر من مرة (كثيرًا جدًا) وأعيد وأعيد بطريقة تزعجني جدًا وتزعج أسرتي مني، وإذا تغلبت على نفسي ودخلت الشقة أشعر في بعض الأحيان أنني لم أستعذ بالشكل الصحيح أو لم أدخل بالقدم اليمنى وأشك هل دخلت بالقدم اليمنى أم اليسرى؟ أعود مرة أخرى وأفتح الباب وأقوم بالإعادة حتى أشعر أنني فعلت ذلك بشكل صحيح وتمام!.
2- وأيضًا عند الصعود إلى السرير لكي أنام أستعيذ كثيرًا وأصعد بيدي اليمين ثم الشمال ثم قدمي اليمين ثم الشمال وأعيد وأعيد وأعيد حتى أشعر أنني فعلت ذلك بشكل صحيح وتمام.
ماذا أفعل أنا في كابوس يومي
17/7/2010
رد المستشار
وأنت أهلاً وسهلاً بك يا "نها"، وأسأل الله تعالى أن يعافيك ويفرّج همّك....
إن أردت فعلاً أن تتخلصي من معاناتك، فليس أمامك إلا أن تتحملي معاناة عدم الاستجابة للوساوس لفترة وجيزة، ثم يزول ما يضايقك بعدها بإذن الله تعالى...
فهل أنت مستعدة لتحمل قلق العلاج؟
المفروض أن الموسوس عليه أن يصرف انتباهه عن الوساوس فورًا ودون نقاش، ويعتبرها غير موجودة، أو بعبارة أخرى: فارغة المضمون إلى أن تزول وتختفي نتيجة كثرة الإهمال، لكن في البداية وخاصة في الوساوس الدينية نضطر لمناقشة الفكرة قليلاً مع الموسوس لينتهي من قضية أنه محاسب وعاصٍ إن لم يؤدِّ الطقوس، ثم ينتقل للخطوة التالية وهي الكف عن الاستجابة...
أسألك: ماذا يحصل لو أنك لم تقرئي الآية، أو أنك أخطأت في تلاوتها؟
لا شيء!!
هل ستدخلين جهنم؟ لا!! فليست قراءتها واجبة!
هل ستؤاخذين على عدم قراءة تلك الآية بالذات؟ لا!!
هل ستتخطفك الشياطين؟ لا!!
ثمّ: أنت دائمًا تعيدين وتحسبين أنك تنسين، وأنك تخطئين، وليست المرة العاشرة في التكرار أحسن حالاً من المرة الأولى، فدائمًا تنسين ودائمًا تحسبين أنك تخطئين!! إذن ما تقومين به للمرة الأولى هو جهدك وطاقتك، فلا تطالبي نفسك بأكثر منه، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها... وهو يعلم أن هذا كل ما لديك، فقومي بالعمل لمرة واحدة مهما حسبته سيئًا وقولي: يا رب! هذا كل ما أستطيعه، وأنت أرحم الراحمين!! وهو لن يضيعك ولن يؤاخذك فهو أعلم بحالك منك.
نفس الأسئلة أسألك إياها، -واسأليها لنفسك أيضًا- بالنسبة لدخول البيت، والصعود إلى السرير:
ماذا يحدث لو أنك دخلت البيت بالرجل اليسرى خطأً، ولو أنك نسيت الاستعاذة والتسمية؟
هل ستدخلين جهنم؟ لا!!
إنما هي سنة، ولست مؤاخذة على نسيان السنن! إنما المؤاخذة على تعمد المداومة على ترك السنن استخفافًا بها.
هل تخافين أن يدخل الشيطان منزلك؟ فليدخل!! هل سيأكلك؟ تستطيعين طرده بالاستعاذة في أي وقت، أو بقراءة آية الكرسي!! وقد قال تعالى: ((إن كيد الشيطانِ كان ضعيفًا)).
وانتبهي جيدًا لما تقومين به: أنت تعيدين الخروج والدخول مرارًا وتكرارًا... ولو أراد الشيطان أن يدخل، لدخل عند أول مرة تنسين فيها الذكر، فما الفائدة من التكرار؟!! إذن بعد أن تدخلي لا داعي للتكرار فهو عمل غير منطقي وغير مفيد، لكن ادخلي، ويمكنك الاستعاذة بعد الدخول... ولكن.. لمرة واحدة!! وإن كان الأفضل للعلاج ألا تستعيذي حتى هذه المرة، لماذا؟ لأنك واهمة في شكك، وأنت قد استعذت وانتهى الأمر منذ البداية، ولكن الوسواس يوهمك غير ذلك! فالموسوس لا يشك إلا إذا كان قد قام بالفعل فعلاً...
فإن استمر الشك، فهنا انتهى دور النقاش! قولي للشيطان: تفضل ادخل أهلًا وسهلًا وقاومي التكرار!! فليس خطره إذا دخل أشد عليك من خطره حيث تسمعين كلامه وتكررين أفعالك بلا جدوى!!
الكلام نفسه والأسئلة نفسها أعيدها عليك بالنسبة لدخول السرير: ما الذي سيحصل لو لم تفعلي؟
قد يكون عندك إجابة، لكنك لو عرضتها على العقل لوجدتها غير منطقية بالمرة، ولوجدتها مبنية على الأوهام التي يلقيها الشيطان في قلبك حتى يتحكم بك!
فإن كنت حقًا تخافين أن يضرك فانتهي عن سماع كلامه...
إذا اقتنعت بهذا الكلام، فالمسؤولية الآن تقع على عاتقك وحدك، عليك ألا تستجيبي لنداء التكرار في داخلك، مهما شعرت بالقلق يمزق صدرك... لماذا؟ لأن هذا النداء فكرة وسواسية تافهة لا قيمة لها، إنما أنت التي تخلقين لها القيمة، وتفسحين لها المجال لكي تتسلط عليك وتهلكك!!
هل ترضين بهذه الحال التي أنت عليها؟
إن كنت لا ترضين فعليك أن تبادري للعلاج... وإن كان العلاج المعرفي السلوكي هذا صعبًا عليك بحيث يستحيل تطبيقه، فاستعيني على نفسك بالعلاج الدوائي معه، ولا تهملي نفسك، فالسرعة في العلاج لها أثر كبير في الشفاء...
اسألي الله تعالى دائمًا أن يعينك ويشفيك، فهو الذي بيده كل شيء، واسعي للعمل بأسباب الشفاء...
عافاك الله وفرج همك.