الفرق بين الحق والفضل
السلام عليكم؛
أرجوك يا دكتورة، خطيبي لا يقدم لي الهدايا عندما يأتي عندنا إلى البيت وأمي تقول إنها صفة للبخل أي أنه بخيل. فهل هذا صحيح؟
انصحيني ماذا أفعل؟ وكيف أخبره بطريقة غير مباشرة بأنه مقصر في حقي؟
أجيبيني يا دكتورة
جزاك الله كل خير
13/7/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أعتذر يا حلوة عن تأخري عليك غير المقصود. بنيتي البخل المبغوض والذي ننبه إليه هو التقصير في الواجبات الأساسية، والهدية من اسمها ليست فرضا فلا يجوز لك ولا لوالدتك الفاضلة أن تخلطوا بين الفرض والمندوب -المندوب في الفقه هو أمر مرغوب يثاب فاعله ولا يأثم تاركه- التزام عريسك بما اتفقتم عليه من ترتيبات مادية مثل المهر والشبكة كافٍ لينفي عنه تهمة البخل فيجب أن تميزي بين الواجب والفضل، وليت الأمهات تخففن من سلوكياتهن المتملكة تجاه بناتهن فمن الحب ما قتل وخرب بيوت.
اعلمي أن البخل هو عدم الإنفاق مع الوفرة وهو يختلف عن محدودية القدرة المادية لشاب يريد أن يتزوج في ظل أزمة اقتصادية عالمية. تذكري اقتران أوامر الإنفاق الإلهية دائما بالقدرة المادية فلا تكلف نفسا إلا وسعها، وعلى الموسع قدره وعلى المقتر قدره، فهل أنت متأكدة من قدرة عريسك المادية على تقديم الهدايا مهما كانت بسيطة، إن لم يكن في بحبوحة من الحال فسيظهرك انتظارك وطلبك للهدايا كإنسانة مادية واستغلالية.
يمكنك لفت نظره من خلال حديث عابر عن الاختلاف بين البيئات والناس في تقدير الأشياء والاهتمام بها فالبعض يعتقد أن الهدايا ضرورية بين الأقرباء والبعض يرون أنها ضرورية بين الغرباء فقط، أو حديث حول كيف يختار هداياه حين يقرر مجاملة أحد وأي باب لمناقشة الموضوع تختارين تجنبي أرجوك مقارنته بعريس أي من زميلاتك أو صديقاتك وهداياهن فكل إنسان يعيش حياة متكاملة الجوانب مختلفة عن غيره، وأهم مفاتيح السعادة أن تعرفي مميزات اختيارك والاقتناع بها والتعايش مع العيوب.