باب النجار.....مخلع!
السلام عليكم ورحمة الله؛ أولا أنا آسفة أنني أبعث مشكلتي عبر هذا الباب وأنا أعرف أنه مخصص للاقتراحات وليس للمشكلات ولكن ظروفي لا تتناسب والوقت المخصص للاستفسارات وأنا في أمس الحاجة للمساعدة فأنا أعتذر مرة أخرى....
وأود بل أرجو عدم نشر رسالتي بل مساعدتي عبر الـ email، إذا أمكن.....
أنا متزوجة منذ 7سنوات من أحد أقارب زوج أختي وما أعجبني فبه التدين والأخلاق ولكني فوجئت وبعد الأسبوع الأول من الزواج بأنه يمارس العادة السرية ولقد تحدثت معه كثيرا ولكن دون جدوى وها نحن ما زلنا في نفس الدوامة لا نعرف كيف نخرج منها...! وأنا أشمئز منه بعد أن يفعل ذلك وأصبحت لا أحب مجرد فكرة الجماع رغم أنني حينما تزوجت كنت أرغب في ذلك....
وأود أن أظهر بعض جوانب شخصية كل واحد منا وسوف أبدأ بنفسي.....
أنا كنت طفلة هادئة محبوبة من أبي وأمي والمدرسات وكل من يراني لسرعة بديهتي وخفة دمى ولي أخوة ذكور أصغر مني وأكبر، وكذلك لي أخت أكبر منى وحياتنا الأسرية كانت سعيدة فأبي كان وما زال يحب أمي وكذلك أمي تحب أبي فأنا لا أتذكر خلافا كبيرا بينهم بل كل واحد منهم يحاول إسعاد الأخر.....
ومشكلتي بدأت وأنا في الصف الثاني الابتدائي حيث بدأ أخي الكبير التحرش بي وكان يمارس العادة السرية أمامي وبعد أن ينتهي يندم ويقول لي: أن هذا حرام وألا أخبر أمي لأنها ستقول لأبي وسوف يضربه وربما يطرده من البيت، لذلك كنت أكتم ما يحدث.......
ولكن للأسف استمر الحال حتى وصلت الصف الأول الإعدادي وكنت قد بلغت وبدأت أستمتع بما يحدث ولكني لم أكن أفهم حقائق الأمور وكنت كل شهر لو تأخرت الدورة يوم أظن أنني حامل........ رغم أنه كان فقط يتحسس صدري ويقبلني ويمارس بعد ذلك العادة السرية أمامي............. فكنت أعيش في خوف ورعب مما قد يحل بأبي وأمي والذي كنت أخاف أن يكرهوا بعض على إثر هذا الموضوع.......
وفي الصف الثاني الإعدادي وقفت لأخي وصممت أنه إذا حاول ذلك مرة أخرى سأخبر أمي وأبي فأصيب بحالة من الرعب وأهمل الدراسة ورسب في امتحاناته ومن يومها لم يعد كما كان وعند عرضه على الأطباء النفسيين قالوا أن لديه فصام.....
وعلى فكرة أنا لا أظن أنه كان طبيعي منذ أن كنا أطفال...... أما أنا فشعرت بلذة النصر في التخلص من الشعور بالخوف وتأنيب الضمير وعشت مع أسرتي وكأن شيئًا لم يحدث وكأن أخي غير موجود.
ودخلت كلية لا أحبها بسبب المجموع ولكن بعد أن تزوجت انتسبت إلى كلية الآداب قسم علم نفس والطريف أنني طلعت الأولى على القسم ولذلك أطلقت على رسالتي هذا الاسم فالمفترض أن أقدم المساعدة لغيري ولكن كيف وأنا لا أستطيع حل مشكلتي...... فأنا الآن غير سعيدة مع زوجي رغم أنني أحبه...... وطبعا للحياة الجنسية تأثير مباشر على العلاقة الزوجية ككل.......
أما عن زوجي فهو كان طفل وحيد لأب وأم كثيري الشجار والخلاف والابتعاد وتربى لفترة عند جدته بعيدا عن أمه وأبيه لأن الأم كانت تعمل وكانوا يذهبون لزيارته في نهاية الأسبوع فقط وهو على ما أظن مما حكى لي أنه لا يحب أن يتذكر طفولته لأنه لم يكن طفلا سعيدا.
وهو انطوائي إلى حد كبير يحب أن يبقى وحيدا في معظم الأحيان وأنا عكسه تماما.... وهو يكره بكاء الأنثى لأنه يظن أنه استدرار للعطف من الآخرين وذلك لأن والدته كانت تستدر عطفه وهو صغير أو على الأقل هو كان يفهم كذلك...
ولقد قال لي منذ عام أنه لا يستمتع معي في العلاقة الحميمة لأن الجنس عنده ارتبط بأشياء معينة أنا لا أستطيع أن أفعلها وعندما شرحها لي وبدأت أفعلها زادت هوة البعد لأنني لا أستمتع وأشعر أنني أمثل وكذلك هو لا يستمتع وهذه الأشياء عبارة عن إهانات وشتائم وضرب وما إلى ذلك...... وهو الآن دائما بعيد حتى لو كان معي في البيت.......
وبعد أن يمارس العادة السرية يتعامل معي كما لو أنني ظالمة وأن هذا شيء لا ينبغي على أن أزعل منه، وأنا لا أستطيع أن أتخيل أن يلمسني بعد ذلك أو أن أنام معه في نفس الفراش......... أرجو مساعدتي في أقرب وقت ولقد أرسلت مشكلتي ولكن ليس بهذا التفصيل للدكتورة هبه قطب على بريدها ولكن لم أتلق منها الرد أعرف أنكم لديكم العديد من المشاكل لحلها..
جزاكم الله خير وأكرر أنني لا أريد نشر رسالتي........
وكل ما أريد هو خطوات أقوم بها لحل مشكلتي وشكرا.
24/1/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين، ونرجو ألا تهتز تلك الثقة لأننا لا نستطيع مقاومة إغراء نشر هذه الرسالة، بسبب ما فيها من مادة نعتقد (بعدما كنا لفترةٍ طويلة لا نعتقد) أنها تهم كثيرين، فسطورك الإليكترونية التي وصلتنا توضح كثيرا من المفاهيم والحقائق الغائبة عن أعين الناس في مجتمعاتنا مع أنها تنخر كالسوس في كياناتهم النفسية والمعرفية، وتظهر رسالتك أبعادا مهمة فيما يتعلق بالضرار الجنسي بين المحارم، وأيضا بالمازوخية (إذا صح فهمنا لما لم تفصلي فيه)،
ولهذا السبب سنقوم بتجهيل البيانات والنشر بعد ذلك، أما المساعدة عبر الإيميل فلا أظن أننا سنكون قادرين عليها، خاصة وأننا على هذا الموقع لا نحل المشاكل النفسية إلا بالقدر الذي يكفي فيه الإرشاد النفسي وتعليم الناس ما لا يعلمون، ونتمنى ألا تكونَ مشاكل قليلة تلك التي يكفي الإرشاد النفسي لحلها حلا تاما، ولكن هذا هو أقضى ما نستطيع تقديمه من خلال الإنترنت على الأقل حتى الآن.
أعود إلى مشكلتك المركبة والتي تحمل تفاصيل وأبعاد يكفي كل واحد منها لكتابة مقال، فالحقيقة أن مشكلتك في أبسط تصور لها تشمل بعدين أساسيين هما:
البعد الأول خاص بك أنت ويتعلق بذكريات الضرار الجنسي Sexual Abuse Memories الناتج عن تحرش أخيك (كان الله في عونه على مرضه) جنسيا بك، وأنت طفلة، خاصة وأن ذلك التحرش كان يشمل ممارسة الاستمناء Male Masturbation من قبل المتحرش (المجرم في ذلك الموقف) أمامك أنت (الضحية) بعد أن يتحرش بك، وقد قلت أنت في إفادتك: (وكان يمارس العادة السرية أمامي وبعد أن ينتهي يندم ويقول لي: أن هذا حرام وألا أخبر أمي)، ولعل لهذا السبب أصبحت ممارسة الزوج للاستمناء أمامك فعلا مؤلما لا تستطيعين بعده إلا احتقاره مع الأسف!
البعد الثاني خاص بزوجك نفسه، وهو أقل وضوحا لدينا لأننا استنتجنا من قولك: (ولقد قال لي منذ عام أنه لا يستمتع معي في العلاقة الحميمة لأن الجنس عنده ارتبط بأشياء معينة أنا لا أستطيع أن أفعلها، وعندما شرحها لي وبدأت أفعلها، زادت هوة البعد لأنني لا أستمتع وأشعر أنني أمثل وكذلك هو لا يستمتع)، وإلى هنا كنا نظنك ستشتكين من أنه يطلب منك الجنس الفموي مثلا Oral Sex وكانت المشكلة ستصبح مشكلة كثيرا ما شُكيَ إلينا كأطباء نفسيين كما شكي إلى فقهاء المسلمين المعاصرين منها، ولا أظنك تجهلين حكمها ولا فتوى كثيرين فيها، ويمكنك أن تقرئي عن ذلك على موقعنا مجانين تحت عنوان: لعق الأصابع بعد الأكل/لعق الأعضاء مع الجنس
إلا أنك قلت بعد ذلك مباشرة: (وهذه الأشياء عبارة عن إهانات وشتائم وضرب وما إلى ذلك......)، فجعلتنا نلمح فجأة احتمال المازوخية في الزوج! ولا ندري لماذا لم تذكري لنا تفاصيل أكثر قليلا، خاصةً وأننا نحاول الوصول إلى فهم لهذا الاضطراب في التفضيل الجنسي Disorder of Sexual Preference، والذي يبدو أنه أكثر شيوعا من تصوراتنا بين الرجال: كما تستطيعين أن تفهمي من قراءة ما ظهر على صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
السادية والمازوخية وحكم الشرع
الشذوذات الجنسية وما هو أهم وأعم
عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي ؟ م1
غواية الأقدام الجميلة، وأحاديث الأذواق والسلع
يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته م1
السادية والمازوخية : بين الطبيعي والمرضي !
هل أنا طبيعية أم مازوخية ؟
وتبدو مازوخيته (المفترضة) أيضًا من قولك: (وهو يكره بكاء الأنثى لأنه يظن أنه استدرار للعطف من الآخرين)، وكذلك جزئيا من قولك: (وبعد أن يمارس العادة السرية يتعامل معي كما لو أنني ظالمة وأن هذا شيء لا ينبغي على أن أزعل منه، وأنا لا أستطيع أن أتخيل أن يلمسني بعد ذلك أو أن أنام معه في نفس الفراش........)، فهل تقصدين أنه يراك ظالمة لرفضك ممارسته الاستمناء أمامك؟ أم يتعامل معك كأنك ظالمة وهو ذليل لظلمك؟؟؟! وهكذا نجد أنفسنا حائرين، ولذلك سنترك نقطة المازوخية حتى تصلنا منك تفاصيل أخرى،مذكرين فقط بأن طفولته لم تكن سعيدة كما قلت وهو ما يفتح بابا لاحتمال تعرضه هو في طفولته لتحرش جنسي من أنثى، حيث كان هو الضحية وكانت هي الجاني، ولا أدري قد تكونُ خادمة أو جارة أو غير ذلك، لكن ارتباطا موجبا ما يوجد عنده بين الإهانة وبين الاستمتاع الجنسي! وليست لدينا معلومات نخوض على أساسها أبعد من ذلك.
يبقى تحليل سطحي جدا لسلوك الاستمناء من جانبه، إذا كانت قدرته على الأداء الجنسي تسمح له به، وهو أنه يمارس الاستمناء قبل معاشرة زوجته، لكي يطيل فترة اللقاء الجنسي معها!، فهذا وارد، وإن كنا نعتقد أن الاحتمال الأقرب للصحة هو ارتباط معين للمتعة الجنسية لديه بتخيلات مازوخية، أو لأنه يدفعك بذلك إلى الغضب وربما للنفور ثم يمارس الجنس معك وأنت بهذه الحال لأن هذا سبيله للمتعة!
والأهم من كل ما سبق من تحليلات قد تصيب وقد لا تصيب، أرى أن مساحة الحوار بينكما مبتورة! لأن كيانك النفسجنسي ملغوم، وكذلك كيانه النفسجنسي، وكذلك الخلفية المعرفية التي تحملانها وإن اشتركتما في تلك الخلفية المنقبضة تجاه الحوار الجنسي بين الزوجين مع كثيرين من الناس!
وأنا شخصيا أرى أو أحس أن الاقتراب بينكما سيكونُ أفضل، وأن المشترك في تاريخكما الجنسي قد يكونُ معبر الالتقاء النفسجنسي بينكما، وعليه فإن من المهم جدا أن تكفي عن يأسك وأن تفكري في طريقة لتطبيع تعاملاتكما الحياتية داخل الأسرة وأن تنهي الحالة التي وصفتها بقولك: (وهو الآن دائما بعيد حتى لو كان معي في البيت.....) وذلك على الأقل كنقطة نبدأ منها بسم الله الرحمن الرحيم.
وبعد ذلك حاولي أن تحتوي ذلك الزوج المسكين الذي عشت معه كل تلك السنوات دون أن تحاولي معرفة تفاصيل طفولته، ولا يشفع لك أنه لا يحب تذكرها لأنها غير سعيدة، لأنها ما تزال فاعلة داخله، ولأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ صدق الله العظيم (الروم:21)
(وإذا رجعت لمشكلتك أنت، فإنني لا أخفيك استغرابي من كرهك الشديد لأخيك المريض على الأقل في فترة ماضية من حياتك)، فرغم أنك تقولين أنه لم يكن طبيعيا منذ طفولته، إلا أنك شعرت بلذة الانتصار عندما مرض، ولا أخفيك أيضًا أنني كنت وأنا أقرأ إفادتك لأول مرة، أتوقع أن تشتكي من شعور بالذنب تجاهه!، على الأقل لأن مواجهتك له كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وكنت ساعتها سأخفف عنك، لأن ظهر البعير كان سينقصم لأي سبب آخر، ولأنك لم تفعلي إلا ما كان مفترضا منك أن تفعليه بمجرد أن تستطيعي، لكنني رغم ذلك لا أقبل أن تعيشي وكأن أخاك غير موجود وأنت تقولين بالحرف الواحد: (وعشت مع أسرتي وكأن شيئًا لم يحدث وكأن أخي غير موجود)، وإذا بنا نجد أن ذكريات التحرش ما تزال تقف في طريق قدرتك على إسعاد زوجك، وتمنعك في نفس الوقت من المغفرة والعفو عن أخيك المريض، ألا ترين معي أن الأمور أعقد من أن تترك هكذا بدون علاج؟ سواء على مستوى نفسيتك أنت، أو نفسية زوجك، ولا ندري شيئا بالطبع عن حال أخيك الآن، فهو غير موجود!!
وفي النهاية نتمنى من خلال هذا الرد وما أحلناك إليه من ردود أن نكون قد وفقنا في تخليصك من اليأس، وفتح ولو كوة صغيرة لنور الأمل، وتذكري أن الحلال له ربٌ كفيل برعايته، وزوجك الذي تحبينه، عليك أن تسعديه، وعليه أن يسعدك، ونحن في انتظار متابعتك.