وسواس الصلاة والوضوء واسترجاز النورس
أنا أيضاً أعاني من مشكلة الوسواس في الصلاة والوضوء، وتكبر هذه المشكلة خاصة في رمضان. كنت أمارس العادة السرية، وقد أقلعت عنها والحمد لله منذ حوالي 8 سنوات، لكن سبب لي ذلك وسواساً، فإذا جلست بشكل عادي أحسست بتلك الدغدغات وعندها أسارع بتغيير جلستي خوفاً من تطور الحالة أو من أن تحسب عليّ كأنني قمت بها!! فالشيطان عندها يقول لي: "إن واصلت الجلوس فإنك إذن تريدين القيام بالعادة السرية" وعندها يبدأ العذاب.
من هذا الوسواس بدأت أحسب كل خطوة أقوم بها حتى أصبح داءً يلازمني يومياً خاصة في شهر رمضان، حيث أخاف أن تسبب لي هذه الأفكار والوسوسات المني، وعندها يبطل صيامي، وأخاف خاصة عدم قبول صلاتي لكثرة الوساوس والدغدغات التي أحس بها عندها.
ماذا أفعل؟ لقد حاولت أن أهمل هذه الوساوس، ولكن سرعان ما أخاف وأنصاع لها. هل تقبل صلاتي ووضوئي رغم ما يراودني من وساوس أثناءهما؟
أرجو الإجابة في أسرع وقت.
وشكرًا جزيلاً.
15/8/2010
رد المستشار
أهلاً بك يا "نورس" وكل عام وأنت بخير...
أهنئك على توبتك من هذه المعصية، وأهنئك مرة أخرى على ثباتك، هذا الثبات الذي يجعل من المستبعد جداً أن تعودي لممارسة هذه العادة.... فثمان سنوات مصحوبة بالوساوس كفيلة بأن تعيد ماضيك فيما لو كان سيحصل، ولكن ما أنت عليه دليل على أنك لن تعودي إلى ذلك بفضل الله تعالى ومنِّه.
لهذا أرجو منك ألا تخافي، بل كوني قوية وخاطبي نفسك بحزم قائلة: (أنا لو قُطِّعت قطعاً لن أعود للمعصية! فوسوس يا إبليس ما شئت أن توسوس فلن تزيدني وسوستك إلا أجراً ورفعة عند الله تعالى إذ أثبت رغم إغرائك ووساوسك).
فاطمئني إذن من هذه الناحية لأنك لن تعودي كما كنت. واطمئني أيضاً، فما تشعرين به من دغدغات لن تحسب عليك معصية، فهي غير إرادية وأنت لا تستمرين بها، وهذا الأمر لا بد فيه من الاسترسال والخيال حتى يتم. ولكن أقول لك غيري مكانك كلياً وانشغلي بشيء آخر، لا خوفاً من أن تفعلي العادة –فهذا لن يحصل- ولكن لكي تعيني نفسك على نسيان الوساوس وإهمالها...
واطمئني مرة ثالثة، إذ الصوم لا يفسد (فيما لو فرضنا أنه حصل ونزل منك شيء)، إذ شرط الإفطار أن تتعمدي إنزال المني أي تتجهي بكامل إرادتك، وأن تستمري مع إحساساتك مع التصميم على إخراج المني، كما ذكر الشافعية، وهذا غير موجود في حالتك، ووجود خاطر وسواسي شيطاني غير إرادي يقول لك: إنك إن واصلت الجلوس فهذا يعني أنك تريدين فعلها، لا يعد تعمدًا. ثم إنه إن لم ينزل منك شيء فلا تفطرين على أية حال.
واطمئني مرة رابعة! فقبول الصلاة لا علاقة له بما يجري في الذهن من وساوس وغيرها، ولا بما تحسين به من مشاعر، فإذا كان وضوؤك صحيحاً لم ينتقض بخروج شيء منك يقينًا فصلاتك صحيحة (أعني باليقين 100% وليس مجرد شك بخروج شيء ووجود تردد في ذلك).
والوضوء له نفس الحكم، يبقى صحيحاً ما لم يخرج شيء من أحد السبيلين...
فلا تخافي من وساوسك ولا تحاولي الأخذ والرد فيها فهي لن تضرك، وكل شيء في حالتك مطمئن.
وأكرر من الواجب أن تفرحي عند ورودها على ذهنك لأنها تجعلك تثبتين قوة إيمانك، وقدرتك على الثبات على التوبة، وفي هذا أجر عظيم لا يناله أي إنسان!.
أهملي ما تشعرين به، وتابعي حياتك مطمئنة بغير قلق، وأنتظر منك أخبارًا طيبة...