ابنتي واضطراب الهوية ورفضها العلاج
حضرة الفاضل الدكتور نبيل نعمان، السلام عليكم....
مبارك عليكم شهر رمضان وكل عام وأنتم بخير؛
أشكرك جدا على تواصلك معنا فالموضوع حساس جدا ومحرج ولا نستطيع مناقشة حالة ابنتي مع أي شخص، من خلال قراءتي تحليلك للمشكلة أصبحت أميل بأن لا تكون ابنتي ممن يعانون من اضطراب الهوية فهي ترفض وبشدة التحول الجنسي وحسب كلامها جسمها أنثوي 100%، وزاد اهتمامها بنفسها بعد أن ارتبطت بصداقة مع فتاة تتشبه بالأولاد، وأفسر ذلك أن الصديقة تمثل الرجل، أشعر أحياناً بتناقض في كلامها وتصرفاتها، فهي تحب كرة القدم كثيرا بل تعشقها، وترغب بلعبها، لم تصادق البنات كثيرا في صغرها، بل أغلب أصدقائها أولاد من العائلة أو القريبين لنا.
أنا في حيرة شديدة أرجو إجابتي على الأسئلة المحيرة التالية مع بعض المعلومات التي طلبتها مني:
1- هل علاج الشذوذ الجنسي - والذي أعتقد أن ابنتي مصابه به - أصعب من علاج اضطراب الهوية الجنسية.
2- هناك عدد قليل من العائلة يعرف المشكلة (عمتيها) ونحن محتارون حول كيفية التعامل معها تربويا، هل بالشدة أم بالنقاش وهي ترفض مناقشة الموضوع معي، فهي في كثير من الأحيان تتصرف بعصبية معي وتعتبرني غير عادلة ولكن إذا كان ذلك المطلوب سأقوم به المهم أن تتعالج.
3- أنا متأكدة أنها تحصل على الدعم النفسي والمعنوي من الذين يناصرون وهذه الحالات والتي تعتبرونها حق وحرية شخصية، كما هي تعتقد تماما، مما يعقد الموضوع أكثر أما ميلانها كما قلت غير مقتنعة فهل أدع أباها يتدخل في الموضوع.
5- لديه اخوين الكبير يصغرها بـعام ونصف
6- حصلت على دلال كثير وهي صغيرة وأعطيت حرية - كما يقال لي الآن -كما سافرت لمدة 6 شهور إلى استراليا للدراسة ورجعت للدراسة في البحرين.
5- مع الأسف الشديد لا يوجد اختصاصي أو طبيب نفسي متمكن يمكن الاعتماد علية في علاج مثل هذه الحالات وهذه مشكلة كبيرة جداً كيف أتمكن من العلاج دون وجود مساندة طبية، فهل توجد طريقة للتواصل مع الأطباء المختصين والمتمكنين والذين مرت عليهم نفس الحالات ونجحوا في علاجها؟.
6- أنا تعبانه جدا وتأتيني أوقات أنهار نفسيا - وأشعر كأني في حلم وكابوس - كلما رأيت بنات العائلة الطبيعيات أتحسر- ماذا أعمل أرشدني أرجوك.
في النهاية أتقدم بالشكر الجزيل لك على تواصلك وتعاونك معي الله يجزيك ألف خير
كما أني مستعدة بالتواصل بشكل رسمي والتزم برسوم مع من يستطيع معالجة ابنتي
مع جزيل الشكر .
14/8/2010
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
سيدتي الفاضلة أرجو أن تقبلي خالص الاعتذار للتأخر عن الرد.
حاولت خلال الفترة الماضية البحث عن مراكز لعلاج الشذوذ الجنسي وللأسف ليست هناك مراكز متخصصة في علاج الشذوذ الجنسي في مصر. فقط هناك قلة من الأطباء النفسانيين من المهتمين بذلك. وقد أفادني الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي عن الأسماء التالية:
أولا: أ.د محمد المهدي المنصورة/ القاهرة
ثانيا: أ.د وائل أبو هندي الزقازيق / القاهرة
ثالثا: د. عمرو أبو خليل الإسكندرية
رابعا: د. أوسم وصفي القاهرة وهو مسيحي الديانة
كما أنني لي اهتمام بالشذوذ الجنسي من خلال الحالات التي تابعتها. وكما يمكنك التواصل مع الأساتذة المذكورين بعاليه.
ذكرت في ردك على تعليقي السابق بأنك لا تميلين إلى تشخيص حالة ابنتك "اضطراب الهوية الجنسية". احترم رأيك يا سيدتي. ولكن ما أشرت إليه بالرسالة الأخيرة بان ابنتك على احتكاك دائم بالأطفال الذكور من الأهل والأقارب فهي تحب كرة القدم كثيرا بل تعشقها، وترغب بلعبها، لم تصادق البنات كثيرا في صغرها، بل اغلب أصدقائها أولاد من العائلة أو القريبين لنا, مع إحساسها الدائم بأنها رجل..... أي أنها احتفظت بهوية الذكر منذ الطفولة مروراً بالمراهقة حتى الرشد.
ولو أعدت قراءة تعليقي السابق (وبعض ممن يعانين من هذا الاضطراب قد ينتهي الأمر بهن بالتوجه باشتهاء الجنس المماثل). فضلا انظرِ إلى كلمتي (وبعض, قد) واقصد بذلك أنه ليس الكل من اللاتي يعانين أو المصابات باضطراب الهوية الجنسية قد ينتهي الأمر بهن بالتوجه باشتهاء الجنس المماثل....... وبعبارة واضحة أن أغلب البنات يتخلين عن رغبتهن أو إصرارهن المبالغ فيه علي أنشطة الأولاد عندما يقتربن من المراهقة، ولكن بعضهن يحتفظن بهوية الذكور وقد يتابعن التوجه باشتهاء الجنس المماثل وقد لا يتابعن التوجه باشتهاء الجنس المماثل.
المثير في الرسالة الأولى، إن ابنتك ترفض التشبه بالرجال أو لبس المتشبهات بالرجال (وترفض ما تتشبه به بعض الشاذات بالرجال عن طريق اللباس), وإنها تهتم بجسمها وبأنوثتها (وهي تهتم كثيرا بشكلها وجمالها), وإحساسها بأنها رجل ولها علاقات ببنات واتصال بصديقات (كانت لها علاقات سابقه ببنات باعترافها) و(أنها لازالت على اتصال بصديقتها الأخيرة وبكل من يدعم موقفها).. وتظهر الرسالة الثانية كما أشرتِ (فهي ترفض وبشده التحول الجنسي وحسب كلامها جسمها أنثوي 100% ، وزاد اهتمامها بنفسها بعد أن ارتبطت بصداقة مع فتاة تتشبه بالأولاد، وأفسر ذلك أن الصديقة تمثل الرجل).
وما حدث بالضبط لابنتك إنها احتفظت بهوية (إحساس) الذكر... أي أن إحساسها منذ الطفولة بالرجولة وظل حتى الآن. أستطيع القول الآن أنه بناءا على ما أشرتِ عليه في الرسالتين الأولى والأخيرة بأن ابنتك قد مرت ب(اضطراب الهوية الجنسية في الطفولة).
سيدتي؛ قبل أن أرد على تساؤلاتك.... أشرتِ في الرسالة الأخيرة بأن ابنتك لها علاقة بصديقة تتشبه برجل... هل تقصدين إنها فقط تميل إلى الإناث اللاتي يتشبهن بالذكور دون أي ميول جنسية؟ وكما أشرتِ بأن ابنتك كثيرة التناقض في الكلام والسلوك (أشعر أحياناً بتناقض في كلامها وتصرفاتها)....... أريد أن تعرفِ من ابنتك مرة أخرى عن طبيعة العلاقة السابقة وكذا الحالية إن كان هناك نوع من التواصل الجسدي مثل الملامسة والعناق وتبادل القبل.........
1. هل علاج الشذوذ الجنسي -والذي أعتقد أن ابنتي مصابه به- أصعب من علاج اضطراب الهوية الجنسية؟
اضطراب الهوية الجنسية والشذوذ الجنسي كلاهما ليس أمراً سهلاً ولكن كل المتطلبات العلاجية لتصحيح الهوية الجنسية أو الشذوذ، ترتكز على العلاج النفسي المكثف والمباشر.
2. هناك عدد قليل من العائلة يعرف المشكلة (عمتيها) ونحن محتارون حول كيفية التعامل معها تربويا، هل بالشدة أم بالنقاش وهي ترفض مناقشة الموضوع معي، فهي في كثير من الأحيان تتصرف بعصبية معي وتعتبرني غير عادلة ولكن إذا كان ذلك المطلوب سأقوم به المهم أن تتعالج.
أريد أن أنبهك إلى ضرورة التعامل مع الموقف بحكمة وتروٍ، ويجب أن نبحث وأن نتفهم، وذلك من خلال الطبيب النفسي أو الاختصاصية النفسية.
أولا: فهي محتاجة لجلسات عميقة من أجل تغيير معرفي داخلي تغرس من خلاله أفكاراً جديدة وأنها نشأت كأنثى وتكوينها الجسدي هو تكوين أنثى وعليها أن تقبل بهذا لأن نظرة المجتمع يفرض عليها أن تكون أنثى.
ثانيا: المشاعر والأحاسيس حتى وإن لم تتوافق ذلك مع مشاعرها، يمكن أن نبدلها بالإصرار على تطبيق الأفعال، وهذا مجرب ومعروف ومثبت. وأن مسيرة حياتها كلها أن تتماشى مع متطلبات الأنوثة.
3. أنا متأكدة أنها تحصل على الدعم النفسي والمعنوي من الذين يناصرون وهذه الحالات والتي تعتبرونها حق وحرية شخصية، كما هي تعتقد تماما، مما يعقد الموضوع أكثر أمامي لأنها كما قلت غير مقتنعة، فهل أدع أباها يتدخل في الموضوع.
هذا مما لا شك فيه, أن تحصل على الدعم النفسي والمعنوي من الذين يناصرون ذلك. أرى أن تشركِ أباها. ولكن الأمر يتطلب نوعا من الهدوء في طرح ومناقشة الموضوع
4. حصلت على دلال كثير وهي صغيرة وأعطيت حرية - كما يقال لي الآن -كما سافرت لمدة 6 شهور إلى استراليا للدراسة ورجعت للدراسة في البحرين.
سيدتي لا أريد أن أزيدك هم وغم ويكفي ما أنت عليه، ولكن أريد أن أوضح لك الآتي: الأهل والبيئة المنزلية الأولى والمحيط يلعبون دور أساسي في تطور نظرة الطفل عن نفسه وتمثله لهويته الجنسية الطبيعية بشكل صحيح وسليم.. ويمكن للأهل أن يشجعوا سلوكاً جنسياً لا يتوافق مع جنس الطفل. مثل أن يلبس الطفل ملابس الأنثى أو إطالة شعره لإظهاره بشكل أنثوي ويصبح سلوكاً تستحسنه الأم.. أي أن الأم تساهم في اضطراب ابنها الذكر أو الأنثى من خلال علاقتها الخاصة به، وهي تشجعه على أن يكون مثلها بدلاً من أن يشبه أباه، وربما يعزى ذلك بسبب الصراعات والخلافات الزوجية داخل الأسرة.
وغيره من الأسباب هو ابتعاد الأب عن الأسرة في حالات السفر المتكرر أو الانفصال الذي له دوراً سلبياً في تمثله من قبل أبنائه الذكور، وكذلك في حال ضعف شخصية الأب أو اضطرابه وفشله المهني أو الاجتماعي.
5. مع الأسف الشديد لا يوجد اختصاصي أو طبيب نفسي متمكن يمكن الاعتماد علية في علاج مثل هذه الحالات وهذه مشكلة كبيرة جداً كيف أتمكن من العلاج دون وجود مساندة طبية، فهل توجد طريقة للتواصل مع الأطباء المختصين والمتمكنين والذين مرت عليهم نفس الحالات ونجحوا في علاجها؟
6. أنا تعبانه جدا وتأتيني أوقات أنهار نفسيا - وأشعر كأني في حلم وكابوس - كلما رأيت بنات العائلة الطبيعيات أتحسر - ماذا أعمل أرشدني أرجوك
سيدتي، بلا شك..... لقد مرت حالات من هذا النوع علي وعلى الأطباء القلائل المهتمين, وعمل الأطباء جاهدين بما يحملونه من ضمير وأخلاق نبيلة. ربما من خلال التواصل مع المرضى أو استقبالهم في العيادات. وهذا يحتاج لوقت وجهد وصبر من قبل المريض والطبيب أو المعالج. حيث تردد حالات إلى العيادات النفسية للعلاج من الجنسية المثلية فهم أكثر إصابة بالاضرابات النفسية والعاطفية والجنسية. وكذا العملية والاجتماعية, وقد يقدمون على الانتحار. ومن متابعة مثل هذه الحالات وجد أنهم حين تزوجوا كانوا ينجحون كأزواج رغم مخاوفهم الهائلة من الفشل.
سوف أوجز لك الطرق العلاجية المتاحة والتي ترتكز على أساسيات العلاج المعرفي السلوكي من منظور ديني وروحي، وهى كالتالي:
الإطار المعرفي: من خلاله يعرف المريض بأن هذا السلوك شاذ من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وأنه انحراف عن الطبيعة البشرية وأن إتيان الفعل الشاذ يعتبر في الحكم الديني كبيرة من الكبائر، وفى الأعراف الاجتماعية والأخلاقية عمل مشين فإنهما يتحفزان لمقاومته بكل الوسائل المتاحة.
العلاج السلوكي: كثير من حالات الجنسية المثلية يكون سببها افتقاد العلاقة السوية والقوية مع الأب, وهنا يقوم المعالج بلعب دور الأب بشكل صحي وعلاجي
0 التعرف على عوامل الإثارة: قد تكون التواجد منفردا مع شخص ما, أو المصافحة أو الملامسة أو العناق, أو الدخول على مواقع الإنترنت الجنسية, أو التخيلات المثلية.
0 العلاج التنفيري: هذه العملية بحيث نربط بين المثيرات الشاذة وبين أحاسيس منفرة مثل الإحساس بالألم أو الرغبة في القيء أو غيرها، وبتكرار هذه الارتباطات تفقد المثيرات الشاذة تأثيرها
0 العلاج التطهيري: وباختصار نطلب من المريض حين يتورط في أي من الأفعال الشاذة أن يقوم بفعل خير مكافئ للفعل الشاذ كأن يصوم يوما أو عدة أيام، أو يتصدق بمبلغ، أو يؤدي بعض النوافل بشكل منتظم ويشعر الشخص بقيمتها وثوابها ولذتها بعد تأديتها والإحساس بالتطهر والنظافة وهذا يعطيها بعدا إيجابيا مدعما يتجاوز فكرة العلاج التنفيري منفردا.......الخ
0 تقليل الحساسية: وكمثال على ذلك نطلب من المريض استحضار المشاعر الشاذة التي تنتابه وعندما تصل إلى ذروتها نجرى له تمرين استرخاء، وبتكرار ذلك تفقد هذه المشاعر ضغطها النفسي.
0 تغيير المسار: هذا المسار يعزز (خطبة أو زواج). وربما لا يجد الشخص رغبة جنسية نحو الجنس الآخر في المراحل المبكرة للعلاج لذلك يمكن أن يكتفي بالرغبة العاطفية، وكثير منهم أيضا تكون لديه الرغبة في العيش في جو أسري مع زوجة وأبناء على الرغم من افتقادهم للرغبة الجنسية نحو النساء. ومن متابعة مثل هذه الحالات وجد أنهم حين تزوجوا كانوا ينجحون كأزواج رغم مخاوفهم الهائلة من الفشل.
0 المصاحبة: المعالج يقوم بعملية مصاحبة للمريض (المبتلى بالمشاعر أو الميول أو الممارسات الشاذة) تتميز بالحب والتعاطف والصبر والأمل.
0 السيطرة على السلوك: نطلب من المريض أن يكتب في ورقة المواقف التي واجهته وكيف تصرف حيالها ويقوم بعد ذلك بمناقشة ذلك مع المعالج، وهذا ينمى في المريض ملكة مراقبة سلوكه ومحاولة التحكم فيه. وفى كل مرة ينجح فيها الشخص في التحكم يكافئ نفسه أو يكافئه المعالج حتى يتعزز سلوك التحكم والسيطرة الداخلية.
0 الدعاء: الدعاء سلاح إيماني وروحي حيث يستمد الإنسان العون من الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وما يعطيه من ثواب للداعي سواء أجيب دعاءه في الدنيا أم تأجل (لحكمة يعلمها الله) للآخرة
0 مجموعات المساندة: وهي تتلخص في وجود المريض ضمن مجموعات علاجية مخصصة لمثل هذه الحالات تحت إشراف معالج متمرس, ومن خلال المجموعة يتعلم المريض كيف يتحكم في ميوله, وكيف ينمي علاقاته وشخصيته بشكل جديد.
0 الواجبات المنزلية: وهي واجبات مكتوبة يعهد بها المعالج للمريض لينفذها في حياته اليومية بين الجلسات العلاجية ويراجعها معه المعالج ليرى مدى نجاحه أو فشله في تطبيقها. وهدف هذه الواجبات هو نقل الخبرة العلاجية المكتسبة – سواء في الجلسات الفردية أو الجماعية – إلى الحياة العامة.
ملاحظة: مرفق ملف عن برنامج علاجي لحالات الشذوذ الجنسي (الجنسية المثلية) في المجتمعات العربية والإسلامية، مع خالص الاحترام والتقدير, وأنا رهن إشارتك
واقرأ أيضًا:
المثلية أو الشذوذ الجنسي هل من علاج ؟ نعم !
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.م.س2
برنامج علاجي لحالات الشذوذ الجنسي مشاركة2