خلل الهوية الجنسية
اعذروني لن أشارك لكنه مجرد سؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أما بعد؛
اعذروني لن أشارك لكنه مجرد سؤال, أنا أتفهم ظرفكم في تطوير الموقع وتحديثه, وأتفهم أيضا تأكيدكم بأعلى الصفحة (لن يتم الرد على أي مشكلات مرسلة من خلال هذه الصفحة), لكن مشكلتي بسيطة جدا وتحتاج الإجابة على سؤال واحد:
إن مشكلتي تتعلق بالمثلية الجنسية ولي فيها تاريخ طويل لا أود الحديث عنه, ولكن... ما أود السؤال عنه أنه حاليا وقبل شهر رمضان وحاليا بشكل أشد أعاني من ثورتي المثلية ورغبتي بنفس الجنس بشكل عام ما أود الإشارة إليه, أنه عندما أستثار برغبتي فإن حلمتاي تنتصبان كالفتيات وبشكل شديد أيام الحر وأكثر ما أعاني منه إثارة الدبر, أي أتمنى أن يدخل بي, وعندي سؤال وأود المعرفة به عن خلل الهوية الجنسية وما هي الاحتمالات الواردة أن أكون فتاة بجسد ذكر ما هي الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بخلل الهوية الجنسية, رغم أني قرأت أن الآثار تبدأ من الطفولة كاللعب بألعاب الفتيات ولبسهن وهذا كان يحدث معي وأنا وصغير مع ابنة عمي فلا أدري، هذا الموضوع يؤرقني.
أود النصح والإرشاد ولعل التشخيص النفسي يفيد لكن أرجو من الله أن تكونوا خير ناس لي, وأعتذر بشدة عن إرسالي المشكلة بهكذا شكل وإن لم تردوا فلا مشكلة فأنا ممتن لموقعكم هذا الذي يكبر في نفوسنا يوما بعد يوم
وأتمنى لكم بإذن الله التقدم والتطور ولكم جزيل الشكر,
والسلام عليكم.
14/8/2010
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
خواتم مباركة وعيد سعيد أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركة
السيد "ماهر"
أعتذر عن التأخير بالرد
لمعرفة خلل الهوية الجنسية لا بد من توضيح للهوية الجنسية والدور الجنسي والجنس الحيوي للشخص التفضيل الجنسي.
الهوية الجنسية هي أن يعرف الطفل أو الشخص أنه ذكر أو أنثى وينتمي لجنسه الذكوري أو الأنثوي بعد سن الثالثة في الأطفال- أي إنها الحالة النفسية التي تعكس شعور الشخص بأنه ذكر أو أنثى وتتعلق بالمظهر الجسمي الذكوري أو الانثوي. والدور الجنسي عبارة عن السلوك الخارجي للذكر أو الأنثى الذي يعكس الشعور بالهوية الجنسية.
أما الجنس الحيوي هو مجموعة العوامل العضوية من جينات وهرمونات وأعضاء التي تحدد الجنس الفسيولوجي للشخص. والتفضيل الجنسي بصورة مبسطة هو الخيار الذي يتخذه الشخص أنثى أو ذكر في ممارسة الجنس مع الشريك أو مع الآخر (أحياء أو جمادات).
لتحديد الهوية الجنسية أبدأ بتوضيح ما توصَّل إليه الطب في فَهْم هذا المرض:
هناك مجموعة عوامل لتحديد الهوية الجنسية تؤدى إلى حالة من التوافق بين الجسد والنفس لتعطى الهوية الجنسية: (الجينات المذكرة والجينات المؤنثة والهرمونات والأعضاء الجنسية وتركيبة (شكل) الجسد والتركيبة النفسية الجنسية والعوامل النفس اجتماعية والاضطرابات النفسية).
1. الجينات المذكرة و الجينات المؤنثة التركيبة الكروموسومية للذكر64 Xy والتركيبة الكروموسومية للأنثى 64 XX فإذا حدث خلل في هذه التركيبة ينشأ على أثره خلل في التركيبة الجسدية والهرمونية، فالجنين يكون تركيبته أنثوية في الأساس ولكن وجود الجينات الذكرية يؤدي إلى إفراز هرمونات ذكرية، ويؤدي إلى زيادة حساسية المستقبلات لتلك الهرمونات في المخ وفي بقية الأنسجة.
2. الهرمونات: الغدد الصماء التي تفرز الهرمونات وهي الخصيتان والمبايض والغدة فوق الكلوية.
قد يكون سببه انحرافات الغدد الصماء الداخلية مجتمعة لا واحدة منها وأهمها مفرزات الخصية والمبيض.
0 هرمون الأندروجين يلعب دورًا أساسيًا في تشكيل الجنس وتحديد نوعه، فهو مهم لنمو الخصيتين.
0 هرمون التستوستيرون هو المسئول عن زيادة إحساس النشوة والرغبة الجنسية في المرأة, أما الاستروجين فهو يقلل هذا الإحساس عند الرجل.
0 هناك دراسات تفترض بأن تعرض مخ الجنين لمستويات معينة من الهرمونات، سواء الموجودة في دم الأم أو التي تفرزها الغدد الصماء يؤثر في تحديد هويته الجنسية وميوله.
0 نقص تأثير الأندروجين الجزئي أو تضخم غدة الأدرينال منذ الولادة يصاحبه عدم الرضا عن الهوية الجنسية الحالية.
0 مرض نقص تأثير الاندروجين وذلك لعدم وجود حساسية لمستقبلات هذا الهرمون. فالطفل منذ الولادة يبدو وكأنه أنثى ويعامل على هذا الأساس ولكن فيما بعد يتم اكتشاف أنه لديه خصيتين، وهذا الطفل لديه وفرة من هرمون التيستوسيترون الذي يتحول إلى هرمون الاستروجين وهنا يبدأ بإحساس الأنوثة مع الملامح الأنثوية الثانوية.
من حيث الهرمونات الجنسية والدماغ وعلاقتهم بالهوية الجنسية تذكر الأبحاث بان تطورا يحدث في دماغ الجنين داخل الرحم من خلال التأثير المباشر للتستوستيرون على تطور الخلايا العصبية في الاتجاه الذكري, أو أن هذا التأثير المباشر للتستوستيرون قد يقل على الخلايا العصبية فيكون الاتجاه الأنثوي أي انه في حالة غياب تدفق هذا الهرمون يكون الاتجاه الأنثوي في الرحم. بمعنى ابسط أن المفعول المخفض للهرمون الجنسي-الذكوري قد يكون له تأثيراً على تطور/تكوين الهوية الجنسية في الرحم.
الدراسات والأبحاث الحديثة تفيد أن الهوية الجنسية (الاقتناع بالانتماء إلى جنس الذكر أو الأنثى) والتوجه الجنسي تبدأ تتكون أو تتشكل في دماغ الجنين في الرحم. علما أن الجنين في الأصل يكون أنثى ثم يحدث التغير في الرحم بسبب التعرض لهرمونات الذكورة في مرحلة من مراحل النمو. بما أن التمايز الجنسي للأعضاء التناسلية يحدث في أول شهرين من الحمل والتمايز الجنسي في الدماغ لا يحدث إلا خلال النصف الثاني من الحمل يمكن أن تتم هاتين العمليتين بشكل مستقل.
وكما كان يعتقد إن مرض اضطراب الهُويَّة الجنسية سببه إلى البيئة أو التربية فإن الدراسات والأبحاث الحديثة ترجع الخلل بالهوية الجنسية إلى اضطراب في الهرمونات التي يتعرَّض لها الجنين قبل الولادة، مما يؤثِّر على جِيناته، وعليه يؤثر على الخطوط الجنسية بالمخ (الجنسية المخية)، فتبدأ مأساة اضطراب الهُويَّة الجنسيَّة.
ومما أريد أن أنوه به هنا أنه لم يثبت حتى الآن انه قد تم اكتشاف جين محدد فقط يكون مسئولا عن سلوك معين يتعلق بالسلوك البشري, فأي سلوك بشري يكون مسئولا عنه مجموعة من الجينات وليس جينا واحدا. فمثلا الاضطرابات النفسية, فان وجود عامل الوراثة في وظهوره في إنسان ما في مرحلة من حياته لا يمكنُ إرجاعه إلى سببٍ واحد, وإنما هناك تفاعل عوامل ومتغيرات. فليس هناك من يولدُ مثليا بحكم الجينات أو تركيبة المخ (فروق تركيبية أو تطورية في المخ) أو تأثير مباشر للهورمونات.
ورغم الأبحاث والدراسات من أجل تقديم الدعم لمثل ذلك التفسير؛ أي تفسير الجنسية المثلية بأنها انحرافا طبيعيا وأنها شكلاً من أشكال التنوع الطبيعي في السلوك الجنسي للبشر مما يجعلها مقبولةً وأنه لا حاجة لاعتبارها مرضًا، ولا حاجة للعلاج من المرض كما هو الحال في الغرب, وبالتالي حذفت الجنسية المثلية من قائمة تصنيفات الأمراض النفسية الثالث 1980 أو ما قبله. وبهذا تخلصت الحكومات الغربية من الضغوطات العديدة التي شكلتها جمعيات حقوق المثليين وأيضا تخلصت الحكومات الغربية من التكاليف المالية التي لا قبل لها بها. ومما يدحض نظرية الهرمونات أن مستويات هرمونات الذكورة والأنوثة لدى أصحاب المثلية الجنسية لم يثبت اختلافها عن الرجل الغيري. وكما ذكر الدكتور وائل أبو هندي في أحد ردوده (نفس الشيء يمكن أن يقال على إدمان الكحوليات. فهناك جين لإدمان الكحوليات. حامل هذا الجين لا يجب بالضرورة أن يصاب بإدمان الكحوليات ولكنه معرض أكثر من غيره لإدمان الكحوليات إذا تعرض لتناول الكحوليات بكثرة. بالمثل فإن هناك استعداد وراثي وهرموني لبعض الأشخاص للإصابة بالجنسية المثلية إذا هم تعرضوا لبعض من العوامل التي سوف نتكلم عنها مثل الإساءات الجنسية في الطفولة أو العلاقة السيئة بالوالد من نفس الجنس).
وأختصر القول إن تحديد نوع الطفل إلى الجينات الوراثية التي تحدد الصفات الوراثية التي يظهر عليها الطفل، وإلى نوع من الهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء نموه في الرحم. قد تؤثر في زيادة التعرض للإصابة بالجنسية المثلية أو التخنث.
3. شكل الجسد :فالذكر له تركيبة جسدية تختلف عن الأنثى، وذلك من حيث الجهاز العظمي والجهاز العضلي، وتوزيع الدهون والشعر في المناطق المختلفة في الجسم. الأعضاء الجنسية في الذكر تتميز بوجود القضيب والخصيتين، والأنثى تتميز بفتحة المهبل والتي يحوطها الشفران الصغيران والكبيران، والمهبل يؤدي إلى الرحم والمبيضين.
4. التكوين النفسي وهو ينشأ عن التربية وتدعيم البيئة المحيطة بالطفل للهوية الجنسية سواء كانت ذكرية أو أنثوية، فمثلا بعض الأسر التي تفضل الذكور أو ترغب في مولود ذكر قد تنمي الصفات الذكرية في أحد بناتها وقد تلبسها ملابس ذكور وتقص شعرها كما الأولاد وربما تناديها باسم ذكوري، فتنشأ هذه البنت ولديها ميول ذكورية. بينما تتّضح مظاهر تأنث (تخنّث) الصبيان من خلال لبس ملابس البنات مثل ملابس داخلية أو خارجية وتطويل الشعر ووضع الأربطة واستخدام أدوات الزينة واللعب بالعرائس, مع رفض مصاحبة الأولاد وألعابهم. كما أن التكوين النفسي والجنسي يتأثر بالعلاقة بالأبوين فقد يكره الطفل أحد الأبوين ويتوحد بالآخر فتتشكل هويته الجنسية تبعا لذلك.
5. السلوك الأسري والنفس اجتماعي:
0 اسر تفضل الذكور أو الرغبة في مولود ذكر, قد تنمي الصفات الذكرية في احد بناتها وقد تلبسها ملابس ذكور وتقص شعرها كما الأولاد وربما تناديها باسم ذكري، فتنشأ هذه البنت ولديها ميول ذكورة .
0 تشجيع الوالدين ومباركة لقيام الطفل لهذا الدور ورضاهم ينمي شعور الانتماء للجنس الآخر.
0 التربية الخاطئة وغياب القدوة المثل الجيد لمظاهر الرجولة أو الأنوثة في الأسرة, فبعض الذكور تتعامل الأسرة معه بما يشبه طريقة الإناث من الرقة والنعومة والعكس صحيح مع الأنثى.
0 وهذا السلوك الأسرى يفقد الطفل المشاعر المرتبطة بجنسه.
0 لبس الفساتين واللعب بالعرائس, مع رفض مصاحبة الأولاد وألعابهم واعتبار ذلك خشونة لا يحتملونها, كما يبدون اهتماما خاصاً بما يلبس أخواتهم من ملابس داخلية أو خارجية وأدوات الزينة والموضة. الولد اللصيق بأمّه بشكل كبير قد ينمو ليصبح أنثوي الهوية أو الميول والعكس بالنسبة للأنثى.
0 الطفل الذي يأتي وحيدا بعد عدة أخوات والرغبة في مولود أنثى قد تنمي الصفات الأنثوية في أحد أولادها وقد تلبسه ملابس إناث وتطيل شعره وربما تناديه باسم أنثوي، فينشأ هذا الولد ولديه ميول أنثوية.
0 الصبيّ الذي ينشأ مدللا بشكل زائد على حضن أمّه وتلبّي كل طلباته والذي أمّه تفكّر عنه بدلا من تعليمه أصول التفكير وكيفية اتخاذ القرار وتحمّل المسؤولية على مستوى الأشياء البسيطة كنواة حياة للمستقبل, هذا الطفل سوف ينشأ مائعا غير متحمّل للمسؤولية, غير مقدّر لأعباء الحياة.
0 الطفل الذي يكون لصيقا لامه طوال الوقت ومرافقة أمّه إلى مجالس النساء يعلق في ذهنه من طبيعة الأحاديث ومثار الاهتمام وغيره يعتبر من العوامل المساعدة.
0 وجود ملامح أنثوية لدى الأطفال الذكور وكذلك مظاهر الخشونة بالنسبة للإناث قد يجلب لهم التعليقات والتحرشات التي تؤدي لانحراف هويتهم.
0 قد تتعرض الفتاة أو الولد لحادثة اعتداء جسدي أو جنسي قد يساهم في الهروب إلى الجنس الآخر.
فيما إذا كانت عمليات النمو الطبيعي التي يمر بها الجنين تبدأ تتكون أو تتشكل في دماغ الجنين داخل الرحم وعملية النضج الطبيعي التي يمر بها الطفل من خلال ظروف التنشئة الأسرية والتربوية والاجتماعية حتى مرحلة المراهقة وما بعدها والثقة بالنفس، وبالجسد، وبالمكانة وبالتقدير المناسب له، تعطى الهوية الجنسية المحددة وبما يتناسب مع الذكورة أو الأنوثة.... وهذا التوافق بين الهوية الجنسية الجسدية والاجتماعية، والهوية الجنسية النفسية.
أي أن الهوية الجنسية تعتمد على التفاعل بين إحساس الطفل بنفسه وبجنسه (ذكر أو أنثى) والظروف التي مر بها منذ أن كان في الرحم وحتى ولادته مع المكونات الأخرى (الأسرة/الأبوين والتربية من خلال الوالدين والمحيط الاجتماعي والبيئي التي يتربى الطفل فيها). وإن تعارض آي من هذه المكونات يعني أن هناك خللا ما يتطلب حله وعلاجا طبيا أو نفسيا. ولكن في بعض الحالات النادرة قد تضطرب هذه العوامل فتؤدى إلى حالة من اللاتوافق (عدم توافق) بين الجسد والنفس. فقد يكون الجسد جسد ذكر ومكتمل الرجولة ولكن التركيبة النفسية والمشاعر تنتمي لعالم الأنوثة أو يكون الجسد جسد أنثى ومكتمل الأنوثة ولكن التركيبة النفسية والمشاعر تنتمي لعالم الذكورة وهذا هو اضطراب الهوية الجنسية.
اضطراب الهوية الجنسية أو مشكلة التشبّه بالجنس الآخر هو اضطراب المكون النفسي (يشعر الإنسان منذ ولادته أنه ينتمي للجنس المعاكس لجنسه التَّشريحي وعدم الارتياح والقلق حول نوع الجنس الطبيعي الذي ولد به, وهذا يولد إحساس وشعور بالنفور الذاتي ورفض للجنس الفعلي, ورغبة بالانتماء إلى الجنس الآخر انتماء كلي أو جزئي, مع الانشغال بنشاطات الجنس الآخر) وبيولوجي (هرمونات) وأسري (الأبوين فقد يكره الطفل أحد الأبوين ويتوحد بالآخر) وسلوكي (المظهر أو الشكل الخارجي) واجتماعي (شعور بالاضطهاد والسخرية والنبذ الاجتماعي من الآخرين قبل البلوغ وبعد البلوغ من الأسرة أو الأقرباء أو الأقران أو المجتمع),
حينما يكبر هؤلاء الأطفال وقد صاحبهم هذا الاضطراب فإنه يمكن تقسيمهم لثلاث مجموعات:
فئة المخنثين: وهم من يلبس ملابس الجنس الآخر ولو سراً ويستثار جنسياً عند فعل ذلك وقد يمارس العادة السرية حينها.
فئة المثلية الجنسية: وهم من يمارسون الجنس في دور الجنس الآخر أو من يسمون بالجنسية المثلية
فئة التحوّل الجنسي: وهذه الفئة من لا ترضى بغير تغيير الجنس وقد تسعى لذلك من خلال العيادات المختصة في الغدد واستخدام الهرمونات أو من خلال عيادات الجراحة لإزالة الأعضاء التناسلية وتغيير الجنس.
ويبدأ هذا الاضطراب عادة منذ الطفولة الباكرة باكتساب سلوك مغاير لجنس الطفل. هذا الاضطراب يكون أكثر في الأولاد منه في البنات، حيث يبدأ الولد بأنواع من اللعب وهوايات تمارسها البنت وارتداء ملابس البنات أو النساء واللعب بالعرائس, مع رفض مصاحبة الأولاد وألعابهم، إضافة لتقليده لحركات البنات والاهتمام بمظهر شعره وتصفيفه أو إطالته على الكتفين وما يوضع عليه من ربطات, كما يبدون اهتماما خاصاً بما يلبس أخواتهم من فساتين وملابس داخلية أو خارجية. وكذا مشاركة البنات في اللعب. وقد يتخيّل بعضهم أنه سيصبح امرأة عندما يكبر وأن قضيبه سيختفي ويظهر بدلاً منه عضواً أنثوياً وأنه سيصبح قادراً على الحمل.
والبنت التي تعاني من هذه الاضطراب تلبس ملابس الذكور وتلعب مع الأولاد وتبدي اهتماما بالرياضة الجسدية والعراك مع الأولاد وممارسة الألعاب الخشنة وأدوار الذكور واقتناء المسدسات, أو تمثيل دور الذكور، كما أنها لا تبدي اهتماما بالعاب البنات والابتعاد عن اللعب بالعرائس, ومنهن من ترفض التبول في وضع الجلوس، بل إن بعضهنّ تدّعي أو تتخيّل أنه سيظهر لها عضو ذكري وأنه لن ينمو لها أثداء مثل البنات.
وهؤلاء المرضى لديهم شعور بالاضطهاد من الأسرة أو الأقرباء أو الأقران أو المجتمع بسبب الاصطدام أو السخرية أو النبذ الذي قد يتعرضون له. الولد يتعرض للسخرية والنبذ الاجتماعي من الآخرين قبل البلوغ وقد يقل السلوك الأنثوي كثيرا أثناء بدايات المراهقة. وكذلك البنت تتعرض للسخرية والنبذ الاجتماعي من الآخرين قبل البلوغ, إلا إن الأغلبية من البنات تقلل من هذه السلوكيات عندما يقتربن من المراهقة، ولكن بعضهن يحتفظن بهوية الذكور وقد يتابعن التوجه باشتهاء الجنس المماثل (المثلية الجنسية). ولكن قليلا جدا منهم يبدون الرغبة في التحول الجنسي. جزءا من المرضى يشعر باليأس والغضب والكره الذاتي وأحيانا الاكتئاب والخوف من المستقبل, وذلك نتيجة لانعدام الأشخاص الذين بوسعهم البوح إليهم عن معاناتهم, وإذا ترافق هذا الشعور مع شخصية ضعيفة يمكن أن يؤدي إلى الانتحار, وفي دراسات عديدة وجد أن المراهقات أكثر عرضة للانتحار. ومنهم من يكون سعيدا وراضيا عن سلوكه.
اضطرابات الهوية الجنسية كما ورد في جمعية الطب النفسي (DSM IV) الأمريكية:
أ. تماهٍ شديد ومستديم بالجنس الآخر (وليس مجرد رغبة بأية مزايا ثقافية مفهومة لأن يكون المرء من الجنس الآخر).. يظهر الاضطراب عند الأطفال بأربعة أو أكثر من المظاهر التالية:
1. رغبة يُكرر التصريح عنها، أو إصرار على أن يكون أو تكون من الجنس الآخر.
2. عند الصبيان: تفضيل ارتداء ملابس الجنس الآخر أو تقليد الزي الأنثوي.
عند البنات: الإصرار على ارتداء الملابس الذكورية النمط فقط.
3. تفضيلات شديدة ومستديمة للعب أدوار الجنس الآخر في الألعاب الخيالية أو التخيلات المستمرة لأن يكون من الجنس الآخر.
4. رغبة شديدة بالمشاركة في الألعاب النمطية وتسالي الجنس الآخر.
5. تفضيل رفاق اللعب من الجنس الآخر.
يتظاهر الاضطراب عند المراهقين والبالغين بأعراض مثل الرغبة الصريحة في أن يكونوا من الجنس الآخر، أو محاولات متكررة للتنقل بوصفهم من الجنس الآخر، أو الرغبة في أن يعيشوا أو يعاملوا على أنهم من الجنس الآخر، أو القناعة بأن لديهم مشاعر نموذجية وردود أفعال الجنس الآخر.
ب. انزعاج مستديم من جنسه أو الإحساس بعدم ملاءمته في الدور الجنسي لجنسه الفعلي.
يظهر الاضطراب عند الأطفال بأي من المظاهر التالية:
عند الصبي: الإصرار على أن القضيب أو الخصيتين مقززة أو أنها ستختفي، أو الإصرار على أنه من الأفضل عدم امتلاك قضيب، أو النفور من الألعاب الخشنة ورفض الألعاب والأنشطة الذكرية النمطية.
عند البنات: رفض التبول في وضعية الجلوس، أو الإصرار بأنه سينمو لديها قضيب، أو الإصرار أنها لا تريد أن ينمو ثدياها أو أن تحيض، أو نفور صريح من اللباس النسوي المعهود، ودائماً ما تجلس جلسة الأولاد الذكور منفرجة الساقين.
يظهر الاضطراب عند المراهق والبالغ بأعراض كالانشغال بالتخلص من الخصائص الجنسية الأولية والثانوية مثل:
1. التماس الهرمونات أو الجراحة أو إجراءات أخرى لتبديل الخصائص الجنسية مادياً من أجل محاكاة الجنس الآخر، أو الاعتقاد بأنه قد ولد ضمن الجنس الخطأ.
ب. لا يتوافق الاضطراب مع حالة خنثوية جسدية.
د. يسبب الاضطراب اختلالاً في الأداء الاجتماعي أو المهني أو الأكاديمي.
اضطراب الهوية الجنسية وفقًا للمرحلة العمرية
1. اضطراب الهوية الجنسية عند الأطفال.
2. اضطراب الهوية الجنسية عند المراهقين أو البالغين.
وأيضاً يحدد إذا كان للأشخاص الناضجين جنسياً:
* منجذب جنسياً إلى الذكور.
* منجذب جنسياً إلى الإناث.
* منجذب جنسياً إلى الاثنين.
* غير منجذب جنسياً لأي منهما.
ويمكن تلخيص "اضطراب الهوية الجنسية" بأسلوب بسيط كالتالي:
0 رغبة عامة ودائمة عند الطفل للتحول إلي الجنس المقابل للجنس الحقيقي (أو الإصرار علي الانتماء إلي الجنس المغاير) قبل الدخول في مرحلة البلوغ
0 رفض شديد لسلوك أو صفات أو ملابس الجنس الحقيقي أو لهما جميعا، وتظهر أثناء سنوات ما قبل المدرسة
0 رفض للأجزاء التشريحية الخاصة بالجنس الحقيقي من الجنسين
0 نادرا ما يصاحب اضطراب الهوية الجنسية رفض مستديم للأعضاء التشريحية الخاصة بالجنس الحقيقي، فالبنت تتبول وهي واقفة وتؤكد أن لديها قضيب، أو أنه سينمو لها قضيب وان لا ينموا لها أثداء أو تكون لديها دورة شهرية.
أنت ذكرت (مشكلتي تتعلق بالمثلية الجنسية ولي فيها تاريخ طويل لا أود الحديث عنه) و(أعاني من ثورتي المثلية ورغبتي بنفس الجنس بشكل عام). مشكلتك انك تميل لنفس الجنس وانك تمثل الجانب السلبي في العملية الجنسية....... ولم تذكر أنك تشعر أو أن هناك إحساس داخلي لرفضك لجنسك رغم أنك كانت لك ميول للبس ملابس البنات واللعب مع بنت عمتك أثناء الطفولة..... وأيضا لم تذكر فيما إذا هذا السلوك استمر ونمى معك حتى اللحظة.
وما هي الاحتمالات الواردة أن أكون فتاة بجسد ذكر........ أريد أن أوضح لك شيئا آخر ألا وهو فئة التحوّل الجنسي الذي هو احد اضطرابات الهوية الجنسية وفيها يكون جسد الأنثى مكتمل الأنوثة من الناحية التركيبية ولكن المشاعر (التكوين النفسي) تنتمي لعالم الذكور أو يكون جسد الذكر مكتمل الذكورة ولكن المشاعر (التكوين النفسي) أنثويا. (فمنهم من يحس من ناحية نفسية أنهم ينتمون إلى الجنس الآخر انتماء ولكن لا يريدون أن يغيروا جسدهم إلى الجنس الآخر) وفئة أخرى يرفضون رفضا تاما جسدهم الذي ولدوا به ويسعون إلى تغيير الجسد إلى الجنس الآخر (من رجل إلى امرأة أو العكس) وهذا النوع يسمى العبور إلى الجنس الآخر.
قد يظهر في الطفولة وقبل المدرسة وقبل المراهقة، وقد يظهر بعد المراهقة، وتكون هذه الرغبة ملحة ومستمرة للتحول إلى الجنس الآخر أوضح بعد المراهقة. قد ينتهي الأمر بالتوجه باشتهاء الجنس المماثل (المثلية الجنسية) أو التحول الجنسي (العبور إلى الجنس الآخر).
ذكرت في الرسالة (أعاني من ثورتي المثلية ورغبتي بنفس الجنس), فحالتك تمثل المثلية الجنسية أي تميل لنفس الجنس وانك تمثل الجانب السلبي في العملة الجنسية.
وردا على سؤالك (ما هي الاحتمالات الواردة أن أكون فتاة). المسالة ليست بهذه البساطة كما تتصورها.......... أولا، لم تذكر عن تاريخك الجنسي أو ميولك أو رغبتك الدائمة والمستمرة في التحول. فالتحول الجنسي كمشكلة نفسية أو كمرض نفسي يحدث وبالتالي فإن علاج هذه الحالة علاج نفسي, ولا يصح علميا أو شرعيا إعطاؤهم هرمونات، أو عمل جراحة لتحويلهم للجنس الذي يرغبونه، فهذه العملية محرمة شرعا ومجرمة قانونا في كثير من البلاد الإسلامية، ولا يجوز للطبيب القيام بإجراء هذه العملية، لأنه عمل غير شرعي.
وتلخيصًا ينقسم العلاج النفسي والطبي إلى ست مراحل: بالنسبة لمراحل العلاج فيمكن تلخيصها فيما يلي:
المرحلة الأولى: الفحص النفسي يتم فيها استقصاء كل ما يمكن جمعه من معلومات حول المريض، وبيئته وملابساتها ودوافعه النفسية لتغيير جنسه
المرحلة الثانية: الفحص الكامل للجسد والأعضاء التناسلية
المرحلة الثالثة: الفحص المعملي للهورمونات والكروموسومات
المرحلة الرابعة: (وهذه تترتب على نتائج المراحل الثلاثة السابقة) أن نسمح للمريض أن يعيش حياة الجنس الآخر، بأن نسمح للشاب أن يرتدي ملابس الأنثى وتغيير الاسم إلى اسم أنثى وتعريف الأهل والأقارب والجيران بأنه أنثى، وتجرب الحياة بهذا الشكل وأن يعيش مع المجتمع كأنثى، أي أن يأخذ دور الأنثى ولمدة عامين كاملين وأثناء ذلك يعالج بالهورمونات التي تجعله أقرب إلى الأنثى، وهذه المرحلة تعتبر أفضل اختبار لصدق الرغبة وقدرة الذكر على التكيف كأنثى في المجتمع. ولكن كثيرين يفضلون البقاء في هذه المرحلة أي يعيشون عيشة المخنثين. وتليها المرحلة الخامسة.
المرحلة الخامسة:(الجراحة) مرحلة التدخل الجراحي السبيل الوحيد لإزالة الأعضاء التناسلية وزرع أعضاء جديدة تتفق مع الجنس المراد التحول له من رجل إلى امرأة، أو العكس مع استمرار تعاطي الهورمونات الملائمة لذلك الجنس الذي تحول إليه, أو الإبقاء على الأعضاء التناسلية الأصلية وإضافة أعضاء الجنس الآخر (من خلال زراعة الأعضاء أو تكوينها من مناطق أخرى من الجسد نفسه).
إذا كان الشخص ولد ذكر ويعاني هذا الاضطراب فيتم تهيئته لأن يكون أنثى من خلال إزالة كل الأعضاء الجنسية فيتم إزالة العضو الذكري، زراعة مهبل زراعة ثدي مع مراعاة احتمالية وجود مضاعفات مثل: ضيق فتحة المهبل، وجود اتصال بين المهبل والمستقيم.
والنتيجة جسد رجل مشوه مرفوض كرجل بين النساء في مجتمع الإناث، مع رفض إقامة علاقة مع رجل سابق ومسخ أنثى.
المرحلة الأخيرة: المتابعة النفسية حتى يستقر المريض بشكل نهائي.
أنصحك بقراءة "برنامج علاج الشذوذ الجنسي" في باب مقالات متنوعة على هذا الموقع, وهو برنامج للعلاج الذاتي.
وأسأل الله لك التوفيق