الوسوسة أفسدت حياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا أعاني من الوسواس من 5 أشهر في كل شيء في الوضوء والصلاة والغسل والنظافة. وأعاني معاناة شديدة بسبب هذا الأمر، حيث إني أعيد الوضوء والصلاة والغسل عدة مرات دون اقتناع.
والآن تطور معي الأمر للشك في النظافة حيث إنه إذا لمسني ابن عمي الصغير أخاف أن يلوثني، حيث إنه يعاني من التبول اللاإرادي فأغير ثيابي في كل الحالات، ثم أفكر أنه كان يجب علي غسل نفسي قبل تغيير ثيابي وأن ثيابي الجديدة الآن ملوثة أيضًا وأستمر بهذه الحالة دون جدوى فأرجو المساعدة بأسرع وقت.
وشكرًا............
31/8/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا سندس؛
لفت نظري سلامة لغتك وقلة الأخطاء فيها فبارك الله بك.
أمر جيد أنك سارعت للاستشارة بعد خمسة أشهر فقط من معاناتك، وقبل أن يستحكم فيك المرض، والعلاج في هذه الحالة أيسر وأهون بإذن الله.
لا بد لك يا بنيتي من الذهاب إلى الطبيب لتلقي العلاج السلوكي المباشر، والدوائي إن لزم الأمر.
وخلاصة علاجك السلوكي في جميع أنواع الوساوس: أن تهمليها فلا تعملي بما تأمر به، سيزيد قلقك في بادئ الأمر، لكن إذا داومت على ذلك، خف قلقك تدريجيًا، وزالت الوساوس.
فمثلًا: إذا وُسوست أنك ما ركعت، فقولي: بلى ركعت وتابعي صلاتك. وإذا وُسوست أنها بطلت قولي: ما زالت صحيحة وتابعي. وإذا وُسوست أنك لم تبلغي أعضاءك في الوضوء أو الغسل، فقولي: بلى بلغتها، وتابعي عملك. وهكذا...
قد تقولين: وكيف أفعل هذا؟ هل أقوم بعبادة غير صحيحة فيؤاخذني الله تعالى؟
وأقول: إن الحكم في حق الموسوس هو ما ذكرته لك، فإذا طبق هذا الأمر يكون قد نفذ أمر الله تعالى وأدى ما أمره به. ولعله من المفيد أن ترجعي إلى مقالات منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري فتقرئيها، ففيها شرح مفصل عن هذا.
ثم اطمئني فالموسوس لا يشك إلا بعد أن يأتي بالفعل، وهذا يعني أنك أديت عبادة صحيحة لكنك لا تشعرين بذلك بسبب المرض، ولن يؤاخذك الله تعالى على شعورك هذا... فلا داعي أبدًا أن تقتنعي بكونك أديت العبادة على وجهها، قومي بالفعل على أي وجه كان –في ظنك- فهو ما طلب منك وحسب.
شكك في النظافة يعالج بنفس الطريقة أيضًا، قاومي تغيير ثيابك ما استطعت، وتداركي الأمر في أوله قبل أن يستفحل وتزداد مشقة المقاومة عليك. وما الذي سيحصل لو لمسك الصغير فلم تغيري ثيابك؟ قد لمس غيرك من أهل البيت فلم يموتوا!!
ثم هل رأيت شيئًا على يده عندما لمسك؟ إذا لم تري شيئًا فالأصل أنه نظيف وطاهر، فهناك من يعتني به وينظفه عندما يلوث نفسه، ويعيده كما كان نظيفًا غير ملوث.
كل الناس والأشياء يا سندس، قد خلقها الله تعالى من حولنا نظيفة وطاهرة لنتمتع بها ونتعامل معها ونحن مرتاحون، ولا نقول عنها إنها ملوثة أو نجسة حتى نعلم علم اليقين (يعني 100% دون أدنى شك)، أن هناك شيئًا أخرجها عن خلقتها الطاهرة والنظيفة.
أمر آخر: لو فرضنا وجود ملوث، فاعلمي أن التلوث، والنجاسات لا تنتقل دون بلل، فإذا كانت يده جافة وثيابك جافة فتأكدي أنه لم ينتقل شيء، لا إلى ثيابك ولا إلى جسدك بعد ذلك.
أؤكد مرة أخرى ضرورة ذهابك للطبيب لتلقي العلاج المباشر، كذلك اطلعي على برامج العلاج الذاتي للوسواس القهري، التي كتبها الدكتور محمد شريف سالم في نطاق الوسواس القهري.
أتمنى لك الشفاء العاجل، وكل عام وأنت بخير.