7 سنوات علاج نفسي للوسواس بلا فائدة
أنا فتاة عمري 23 أعاني من الوسواس منذ حوالي 7 سنوات، وظهر لدي مرض شُخِّص لي أنه اضطراب وجداني. وأنا أتناول العلاج من أجل الوسواس وأذهب لجلسات العلاج النفسية، ولكنني لم أجد أي فائدة أو تحسن في الوسواس.
وأعاني الآن في شهر رمضان من وسواس قوي في الصيام وصل لدرجة أنني أصبحت أشعر أنني أفطر نفسي عمدًا، فعندما أتوضأ أشعر بأنني بلعت من ماء الوضوء متعمدة، أو أشعر أنني أتقيأ عمدًا وهكذا... دائماً أشعر أنني أتعمد الإفطار ولم أعد أميز بين الوهم والحقيقة وأشعر أنني يجب أن أعيد هذه الأيام فما الحل؟
إضافة إلى وسواس شديد في النجاسة والطهارة.
وأيضًا أصبحت لا أميز بين الحقيقة والوهم.
29/8/2010
رد المستشار
أهلًا بك يا هانية، جعل الله أيامك كلها هانية وكل عام وأنت بخير؛
لا يجب عليك طبعًا أن تعيدي شيئًا، لأن الموسوس وغير الموسوس لا يعيد الصيام أو الصلاة إلا إذا حصل له يقين بأنه أبطل عبادته. ألست قد دخلت إلى الصوم بيقين؟ إذن أنت تحتاجين إلى دليل قوي، ويقين مثله لتخرجين منه. أما مجرد: هل أنا حقيقة تعمدت وأفطرت، أم أنا غير متعمدة ومتوهمة؟ فهذا لا عبرة به عند غير الموسوس فما بالك بالموسوس؟ لا تخافي صيامك صحيح.
خذيها قاعدة في جميع أنواع وساوسك: كلما جاءك وسواس اسألي نفسك: هل أنا متأكدة؟ فإذا قالت لك: (لا...ربما...لعله)، فهذا يعني أنه لا خطورة على عباداتك، ولا على طهاراتك ونحوها، وبالتالي لا داعي لأخذ الاحتياطات اللازمة التي تقومين بها على أساس أن وسواسك صحيح وأنك أفطرت، أو بطلت صلاتك، أو تنجس المكان، الخ....
استمري على العلاج الدوائي وجلسات العلاج النفسي، فإذا استطعت أن تمتنعي عن الاستجابة للوسواس، أو أن تخففي منها -على الأقل حاليًا- فهذا يعني أنك تتحسنين، ولا يهم إذا كانت الوساوس مقيمة في رأسك بعد وكانت تزعجك وتوهمك بأنك على خطأ.
عافاك الله وكان معك.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "هانية" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك أ. رفيف الصباغ غير أن أشير إلى أن معنى أنك تواظبين على جلسات العلاج النفسي ولا تتحسنين لمدة 7 سنوات كما ذكرت هو أننا أمام احتمالين:
الاحتمال الأول: أنها جلسات علاج نفسي تحليلي وليست علاج معرفي سلوكي وجلسات العلاج التحليلي لا تفيد مريض الوسواس القهري في أحسن الأحوال بل ربما تضره في أغلب الأحوال لأنها تقدم له مادة من الذكريات والتحليلات يوسوس فيها... بينما جلسات العلاج التحليلي قد تساعد مريض الاضطراب الوجداني (وأنا أخمن أنك تقصدين الاضطراب الثناقطبي Bipolar I Disorder ) في الاستبصار أكثر بحالته لكن العلاج المعرفي السلوكي أفضل منها بإجماع الأبحاث العلمية.
والاحتمال الثاني: هو أنك لا تنفذين شيئا مما يتفق معك عليه المعالج أي أنك لا تقومين بواجبك البيتي ولا بتجاربك السلوكية التي تتفين عليها مع المعالج وهذه هي الحالة الوحيدة التي لا ينجح فيها العلاج المعرفي السلوكي..... بالتالي إذا كان معالجك يجري لك علاجا غير العلاج المعرفي السلوكي صارحيه بحاجتك إلى هذا النوع من العلاج وليس غيره...... ونفذي ما أرشدتك إليه مجيبتك وتابعينا بأخبارك.