كيف لا يفتر الحافز؟
المشكلة باختصار أني في بداية أي شغل بيكون عندي حافز كبير أني أذاكر وأطور من مستواي لأن البرمجة شيء متغير كل يوم ولكن بعد فترة من العمل مش قادر أذاكر ولا أركز ومستواي يقل ومش عارف أعمل إيه؟ دي مش أول مرة كل مرة أقول أنا هنحت في الصخر وبعد ما أشتغل أريح.
أتمنى الرد أنا بجد تعبان أوي من الموضوع دا،
وجزاك الله خير.
25/8/2010
رد المستشار
الأخ السيد "هشام" المحترم, أهلاً وسهلاً بك في موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية, وسوف يسعدني اليوم أن أجيب على استشارتك.
دعني أصارحك أخي العزيز, إن توفر الدافعية الكبيرة, وعلى الرغم من أهميتها البالغة لتحريك السلوك الإنساني, لا يكفي وحده للقيام بالأعمال والإنجازات الكبيرة, بل وحتى الصغيرة أيضاً, فالدافعية والرغبة في "النحت بالصخر" وما يرتبط بهما من طاقة هائلة, قد تقود صاحبها إلى الفوضى والإحباط وعدم القدرة على القيام بأبسط الأمور, في حال عدم تنظيم هذه الطاقة الكبيرة أو عدم موازنتها مع حدود إمكانات الجسم والدماغ المحدودة, أو عدم العمل وفق خطط منهجية سليمة.
عليك أن تعلم كيف تستخدم دماغك, فالدماغ يحتاج إلى تمرين وتغذية منتظمة, كما يحتاج إلى فترات راحة متقطعة, لكي يحافظ على الثبات في أدائه, فأنت تعلم أن درجة الانتباه قد تبدأ بالانخفاض خلال مدة معينة من العمل المستمر, لذلك لا بد من مراعاة ذلك ومنح نفسك فترات متقطعة من الراحة حتى وأن كنت تشعر بأنك مدفوع للعمل بشكل كبير, ويمكنك أن تكافئ نفسك كل ساعة ونصف أو ساعتين بكوب من القهوة أو قطعة من الحلوى, أو أن تريح عينيك ودماغك من ضغط العمل المستمر. ويمكنك زيادة فترات الانتباه بالتدريج, كأن تبدأ فترة الاستراحة بعد عشرين أو ثلاثين دقيقة, على أن تزيد هذه الفترة بالتدريج, ومن ضروري أن تكون فترة الراحة كافية (مثلاً لا تقل عن 5 دقائق ولا تزيد عن 15 دقيقة), ولا شك أن لهذه الأمور أهمية للحفاظ على الثبات وضمان الاستمرار في الأداء بصورة جيدة.
ولا شك أنك تحتاج إلى خطة كلية مسبقة تعمل عليها, ويمكنك تقسيم هذه الخطة الكلية إلى أجزاء, بمعنى أن تقوم بتحليل المشكلة الكبيرة لمشكلات فرعية صغيرة, والتعامل مع هذه المشكلات بوصفها تحديات, حيث تتوقع أن يعطيك تجاوز كل تحدي من هذا التحديات تعزيز ودفع أكبر لانجاز التحدي الذي يليه وهكذا.
ومن الطبيعي أن تشعر في بعض الأحيان أنك غير راغب في العمل أو التركيز, فالإنسان يحتاج للراحة والترفيه ويحتاج إلى التكاسل أحياناً والجلوس دون الرغبة في عمل شيء, وهذا أمر طبيعي, ولست مطالبا بأن ترغم نفسك على الإنجاز عندما تكون في هذه الحالة, فمن الضروري أن تعطي كل حاجة من هذه الحاجات حقها, ويمكنك أن تحاول العودة للدخول في موضوع "البرمجة" تدريجياً, وقد تجد نفسك غير منسجم مع الموضوع أول 15 دقيقة, إلا أنه لن يلبث أن يستحوذ على انتباهك بعد الاستراحة الثانية أو الثالثة.
وأخيراً أخي العزيز, فإنني أقترح أن تطالع بعض الأدلة العملية التي تهدف إلى تنمية مهارات إدارة الذات وتنظيم الوقت واستراتيجيات حل المشكلات, لأنها قد تكون مفيدة في مثل حالتك.
واقرأ أيضًا
الذاكرة والتركيز بداية ملف
مجهول في معادلة التفوق: نمط التعلم و مواطن الحفز
كيف أحافظ على التفوق؟
دورة التحفيز: كيف نذاكر؟
كيف أحدد هدفي؟
الفعل الممكن.. ركز على دائرة التأثير.