مسلم يعاني من الوسواس القهري : ماذا عن العلاج ؟
الوسواس
الى الدكتور وائل أبو هندي لقد أرسلت إلى صفحتكم المفضلة استشارات مجانين رسالة من قبل وهى تحت عنوان مسلم يعاني من الوسواس القهري : ماذا عن العلاج ؟ وكان تاريخ النشر مشكورا 19/1/2004
وأنا أرسلت الآن لكي أخبر حضرتك عن العلاج كما أن حضرتك سألتني فأنا يا سيدي أفضل العلاج بدون أدوية لأنني بمجرد أخذي العلاج أشعر بهلع أنا عارف إن بيكون لسه العلاج ما اشتغلش وانا عارف أن هذا وسواس فى العلاج أيضا وقال لي الكثير من الدكاتره علاجك علاج سلوكى، ولكن للأسف لا يوجد الآن من الدكاترة من يعطى للمريض وقت كبير للعلاج السلوكى وحضرتك عارف إن لازم حد يتابع المريض وبالمناسبه أتوجه بالشكر لك وللقائمين على صفحتكم وربنا يكثر من أمثالكم كما وصانا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن للأسف الناس الكويسه دلوقتى قليلون بس الحمد لله موجودون وسيظل الخير فى الأمة الإسلامية إلى قيام الساعة كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
عزيزي الدكتور وائل أبو هندي لقد قرأت لحضرتك أن بعض مرضى الوسواس القهري الذين أجريت لهم تغيير بلازما الدم لوحظ فيهم تحسن او المرضى الذين حقنوا بالأُميونوجلوبيولين في الوريد لوحظ فيهم تحسن ولكن سألت دكاترة فقالوا لي خطر وتحت التجربة؟
وقرأت لحضرتك أنه يوجد كتاب لابن سينا اسمه القانون فى الطب يوجد فيه وصفة من الأعشاب لعلاج الوسواس القهرى وفرحت كثيرا بهذا الخبر ولكن الكتاب يوجد منه أكثر من نسخة وثمنه غالى فيا ريت ترشدني في أي طبعة وأي باب بالكتاب وهل أحد تحسن على الوصفة الموجودة بالكتاب؟
وقبل أن أختم رسالتي أحب أن أسأل حضرتك عن المذى الذى أجده عندما أتحدث مع بنت سواء قريبتى أو في الشغل وأنا تركت الشغل بالنسبة لهذا الموضوع.
أنا والحمد لله أغض بصري وهو كما ذكرت لحضرتك فى رسالتي السابقة أنه مذي وليس مني والمذي لا يجب له الغسل بس نغسل الذكر ومكانه ونتوضأ....... وأنا تعبان قوى من الموضوع ده وأصبح حاجز بيني وبين الصلاة فماذا أفعل؟ في دكتور قال لي تزوج؟
وفي النهاية أشكركم على جهدكم الكبير وبالمناسبة أشكر الدكتور زغلول النجار لأنه بفضل الله أولا وبفضل تحدثه فى الإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية الحمد لله أصبح يقيني قوي وساعدني في احتمال المرض، الدكتور وائل أبو هندي قرأت في صحيفة الأهرام عن كتاب للدكتور أحمد ستين اسمه النهى عن التكلف، وهو يتكلم فيه عن أن الدين يسر والسنة النبوية الميسرة فهل سيفيدني في علاج هذا المرض؟ وأحب أسأل حضرتك عن أنني بابقى حريص جدا حتى وأنا أكتب لحضرتك بخاف وأظل أسأل الرسالة وصلت ولا لا وأظل في قلق وأظل أراجع على الرسالة قبل إرسالها أكثر من مرة فهل من نصيحة لهذا الموضوع المتعب.
الدكتور وائل أبو هندي هذه المرة أحب أن ترسل رسالتي للقراء.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
28/1/2004
رد المستشار
الأخ المريض العاطل، أهلا وسهلا بك مرة أخرى على صفحتنا استشارات مجانين، كم هو جميلٌ أن تقعد هكذا على الإنترنت توسوس وتوسوس، بينما أنت قاعدٌ عن العمل لأنك مريضٌ بمرضٍ له علاج، ورسولنا عليه الصلاة والسلام يقول كما روى الترمذي: "يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء"، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم "ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء"، وفي الحديث الذي رواه أحمد "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء في بعض روايات أحمد استثناء "الهرم" فإنه ليس له شفاء، فهل هكذا يكونُ تصرف المسلم الذي ازداد يقينا وإيمانا (وتركته وساوسه الدينية العقدية)، بعدما سمع أو قرأ للأستاذ الدكتور زغلول النجار، هل هكذا يكونُ سلوكه الطبيعي فيما يتعلق بطهارة المسلم؟ أو فيما يتعلق بالسعي في طلب العلاج؟
أنت كسول وخواف وعاطل، صحيحٌ أنك مريض لكن مرضك لا يُقْـعِدُ إلا من يَـقْعُدُ عن طلب العلاج، وهذا ما أنت فاعلٌ حتى الآن!، قال لك الأطباء أن علاجك علاج سلوكي لأنك تصاب بالذعر والهلع عند تناول أقراص العقار، وأنا أرى أن العلاج السلوكي يعطي نتائج رائعة في حالة الأفعال القهرية، وإن كانت العقاقير لازمة في معظم الأحيان، لكنك يا أخي لا صبرت على العقاقير ولا تابعت العلاج السلوكي، وهذا أنت تركت العمل بسبب المذي!!، وجلست على الإنترنت تريد أن نقول لك ما هي الأعشاب التي وصفها شيخنا الكبير ابن سينا، وتريد مني أن أقول لك أي طبعة من طبعات كتاب القانون، وأي باب بالكتاب، وتسأل هل أحد تحسن على الوصفة الموجودة بالكتاب؟ وتكاد تطلب أن نشترى لك الأعشاب وحبذا لو جربناها على أنفسنا قبل أن نعطيها لك!!!
وأنا أقول لك نعم تحسن بعض مرضى الوسوسة في أيام ابن سينا بعد تناول تلك الأعشاب لأن شيخنا لم يكن يكتب إلا عن تجربة، ولكن أنا شخصيا نقلت ما قرأته أنت عني عن اسطوانة مدمجة، وبالإنجليزية القديمة، ما رأيك؟ ولم أستطع معرفة مقابل الأعشاب التي ذكرها شيخنا باللغة العربية لأنني لست طبيب أعشاب أو لم يتم إعدادي لذلك، ثم من قال لك أن الأعشاب ستنتج ذعرا أقل عندك؟؟ ومن قال لك أنها أأمن؟ ما رأيك أن تنتظر حتى نجد من يجربها في أيامنا هذه ونقول لك النتيجة؟؟
تسألني بعد ذلك عن الحقن بالأميونوجلوبيولين أو نقل البلازما، وهذا يا أخي أمرٌ ما يزال قيد البحث كما قال لك من سألتهم من الأطباء ويفيد في حالات وسوسة أعتقد أنها تختلف عن حالتك، وقد كان ما قرأته أنت لي منشورا في فصل الوسواس القهري في الأطفال في كتاب عالم المعرفة الوسواس القهري من منظور عربي إسلامي، وكان بالنص كما يلي: "افتراض وجود علاقة بينَ اضطراب المناعة الذاتية المرتبط بالعدوى البكتيرية وبين اضطراب الوسواس القهري في الأطفال؛ ولعل في الأبحاث الجديدة والمعاصرة والمتلاحقة التي تبينُ التأثير الإيجابي للعلاج بنقل البلازما أو حقن الإميونوجلوبيولين وكلاهما طرق علاج لاضطرابات المناعة ما يشيرُ إلى فتح جديد في فهمنا لعلاقة اضطراب الوسواس القهري في الأطفال وربما في الكبار فيما بعد بمنطقة النوى القاعدية Basal Ganglia في الدماغ، فهل ما تعاني منه أنت الآن هو وسواس قهري في طفل؟؟
كما أنني لا أظنك تعرف معنى نقل البلازما ولا حقن الإميونوجلوبيولين، ولا مدى ما يمكن أن تشعر به من ذعر إذا افترضنا جدلا أنك سافرت إلى معمل أبحاث في الغرب لتجرى عليك التجربة، أو لعلهم يطورون طريقة لحقن سيادتك أو تغيير البلازما لك وأنت قاعدٌ على النت!
تأكد يا أخي أن العقار أبسط وأقل إثارةً للآثار الجانبية من كل طرق أو بالأحرى محاولات العلاج الأحدث، وليس أفضل من العقاقير في حالة الوسواس القهري التي تغلب فيها الأفعال القهرية والاجتناب غير العلاج السلوكي، وأما أن الطبيب لا يعطي المريض وقتا كافيا، فهذا يختلف بحسب المريض والطبيب،
لأن المريض الذي ينقل رغبة صادقة لطبيبه في التغير وعزما واضحا على المعاناة من أجل التغير فلا أظن الطبيب النفسي إلا مجاهدا معه في المحاولة، وأما المريض الذي يقعد ويتراجع خطوتين بعد كل خطوة يخطوها فلا أظن الطبيب النفسي إلا مقتصرا معه على العقار أو محولا إياه إلى طبيب آخر، ليس هناك تغير دون تعب وعليك أن تدرك ذلك!، وعلى أي حال يمكنك حسب مكان إقامتك أن تختار أيا من مستشاري مجانين ليقدم لك ما تحتاج إليه من دعم، ولكن بشرط أن تكونَ عازما على التغير ومستعدا للمعاناة بكل أشكالها جسديا ونفسيا، فهذا شرط العلاج.
أما القراءة في سنة سيد الخلق وفي يسر الشرع الإسلامي فأمرٌ يفيدُ كل مسلم، وأحسب أنك قد تستفيد جدا منه إذا كنت ستغير سلوكك بناء عليه، وإذا كنت ستستطيع النفاذ إلى الحكمة والجوهر، ولا تقف عند حدود الشكل، وأما قلقك وتخوفك فيما يتعلق بالرسالة التي تكتبها وحرصك المفرط فكلها أعراضٌ وعلامات مرضية تندرج تحت الأفكار التسلطية والأفعال القهرية، وعلاجها هو علاج اضطرابك الأصلي.
أعرف أنني كنت قاسيا عليك، ولكنها قسوة المحب، فرغم أنك تعرف الطريق إلى العلاج فإنني أراك تكادُ تريد من يتناوله بدلا عنك، والوسوسة من العقار بالمناسبة كانت في خبرتي الشخصية واحدةً من أشد معوقات العلاج وسرمدة معاناة مريض الوسواس القهري، فلا تغضب من قسوتي لأنك إن كنت تنوي الاستمرار هكذا فأنت أقسى على نفسك مني، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعني بأخبارك.