لا أعرف كيف أتصرف..!؟
أنا فتاة أعاني من صعوبة في السيطرة على الخوف من الناس، وأشعر بالضعف أمامهم وكأنهم وحوش وأنا حمل بين أيديهم. دائماً عندما تحدث لي مشكلة لا أستطيع حلها، وإذا كانت المشكلة أنني تخاصمت مع أحد أكون في النهاية أنا المخطئ وأنا المغلوب على أمره لأنني لا أتمتع بأسلوب للدفاع عن نفسي، وأظهر بصورة الشريرة. لا أستطيع أن أرد في مواقف أحتاج فيها لكلام مناسب. ودائماً ما أتكلم غلط وعندما أجد الناس تتصرف بطريقة صحيحة أبكي على حالي.
ولا أعرف كيف أتصرف في جميع الأحوال، أين أذهب في الجامعة؟ أين طريق القاعة؟ ماذا أفعل؟ من أسأل؟ أضيع إذا كنت وحدي في مكان. أتحدث في وقت يجب أن أصمت والعكس طبعاً. في المذاكرة أحس أنني أركز على الكتابة ولا أفهم شيئاً مما في الكتاب، وأحس أنني أسرح وأنه لا شيء موجود في عقلي ولا يوجد شيء يشغلني، أحس أنني غبية ولا أفهم مقاصد الناس وأن أي أحد يستطيع أن يعقدني.
ولا أتمتع بأي خبث أو دهاء أو مكر، وهي أشياء البعض يكرهها
لكنني أتمنى أن أتصف بها لأستطيع أن أعيش بين الناس.
22/9/2010
رد المستشار
الذي يمنعك من حدوث تغيير حقيقي لك ليس افتقارك للمكر والخبث كما تظنين فستظل تلك الأخلاق مكروهة من البشر، ولكن الذي يمنعك من التغيير فعلا هو رؤيتك لنفسك، فأنت تطعنين نفسك كل لحظة بطعنة تجرحها وتؤلمها حتى انهارت وأصابها الاكتئاب، فهل تتصورين أن تتمكني من قيادة نفس تكرهينها وتكرهك؟، فالحب هو الذي يمكننا من الإنجاز والتقدم، فحين تصدقين أنك تستحقين الحب والاحترام ستتمكنين من التعامل الهادئ السليم مع نفسك حتى ولو أخذ وقتاً وجهداً منك، وحين نتعرف على أسباب وقوعنا في المشكلة ونفهمها ثم نتخذ خطوات حقيقية لحلها يحدث التغيير؛
فمن الواضح أنك كنت نتيجة طريقة تربية غير سليمة، قد تكون شديدة أو ناقدة دوماَ، أو كانت من نوع التربية التي نطلق عليها تربية الحماية الزائدة والتي تضع الابن في قمقم من كثرة الخوف عليه فيضطر للتعامل مع المجتمع فيكتشف أنه لا يعرف كيف يتعامل مع البشر ولا كيف يتحدث إليهم ولا كيف يأخذ قراراً ولا حتى يتمكن من أي اختيار ولو لملابس.
لذلك عليك أن تعي أنك نشأت على ذلك وستحتاجين لجهد حتى تقاومي ما تربيت عليه، ولن يحدث ذلك أبداً مادمت وحيدة، فالانخراط وسط البشر والتجربة والخطأ هي التي ستعلمك، فأنت مسئولة عن تطوير نفسك بنفسك، وأمامك الكثير والكثير مما تقومين به لأنه واجبك فوراَ الآن، فلتلتحقي بدورات تدريبية في فن التواصل، ولتقرئي الكثير عن الثقة بالنفس، وحين تتحدثين في أمر أو تعرضين شيئا لك في كليتك يجب أن تكوني على دراية جيدة به من قبل.
واجعلي لنفسك واجباً يومياً للثقافة العامة، والتحقي برياضة تهوينها لتتعلمي من خلالها التواصل واللعب مع فريق والقيادة وغيره، ولا تستسلمي لرسائلك السلبية التي تجعلك أسوأ، وغيري رسائلك السلبية لنفسك برسائل أخرى أكثر إيجابية كأن تقولي لنفسك لا بأس سأتحسن، وتذكري نفسك بأن الواثق من نفسه الذي يتمكن من الحديث الجيد لم يخرج من بطن أمه هكذا ولكنه فشل ونجح وفشل ونجح حتى تمكن من ذلك، وارصدي المواقف التي تتصرفين فيها بشكل خاطئ واكتبي أمامها ما تتصورين أنه التصرف الأفضل لتستخدميه في المستقبل، ولا تتركي نفسك نهباً لتفكيرك وستجدين تحسنا جيداَ جدا، هيا لا تتأخري.