هل هذا سحر..!؟
سلمت يداك سيدة أميرة على الكلام الرائع الذي كتبته ردا على هذه المشكلة "النصابة"
لدى مشكله صغيرة أود أن تجاوبيني عليها بشدة وهي أنني كلما تقدم لي شاب أشعر بالنفور منه لا أعلم لمَ؟ حتى أن الأهل والأقارب وكل من يعرفنا قال أنني غير طبيعية أو أنني أنتظر شخصا آخر ويعلم الله أنني لست كذلك وهناك شخص وافقت عليه وذهب. هل هذا يمكن أن يكون سببه سحر أو ما شابه ذلك؟؟
فأنا في حيرة من أمري تجاه موضوع السحر لا أعلم هل هو يؤثر أم لا؟
ففي الفترة الأخيرة نسمع كثيرا أن شخصا ما سيتقدم ولكنه لا يأتي لدرجة أن هناك شخصا ما أتى بالفعل وبمجرد ما دخل شارعنا رجع وجرى إلى بيته من قبل أن يدخل .فما معنى ذلك؟؟
وقد خطبت مرتين ولكن قد تم فسخ الخطوبة
فهل هذه الأمور أيضا طبيعية؟؟؟؟؟
ماذا أفعل هل أؤمن بالفعل بتلك الأمور أم ماذا؟؟؟ وماذا أصنع إن كان هناك سحر أو ما شابه ذلك؟
27/9/2010
رد المستشار
ابنتي العزيزة، النفور مشاعر... والمشاعر تأتي نتيجة الخبرات التي نمر بها والتي تكوّن لدينا مفهوم معين تجاه موضوع ما، فالقصة ليست قصة متى أتزوج ولكن القصة لماذا أنفر؟، وكلما كنت واضحة مع نفسك وفكرتي بطريقة عميقة في أسباب النفور كلما تمكنت من تخطي تلك المشكلة، وسأساعدك بان تفكري جيداَ في تلك التساؤلات لتحصلي منها على إجابة حقيقية ستكون بإذن الله نقطة الانطلاق في علاج تلك المشكلة وهي:
* كيف هي علاقتك بأخوتك الشباب؟ هل هي جيدة، عادلة؟
* ما هو شعورك تجاه العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة؟
* كيف هي علاقة والدك بوالدتك من الناحية العاطفية والنفسية؟
* هل تعرضت لموقف مؤلم من قبل من أي رجل؟
* ما رأيك في مسئولية الرجل كيف هي ولأي مدى؟
* ما الذي تتوقعينه من الرجل تجاه مشاعرك وطموحاتك ورغباتك؟
* ما هو شعورك تجاه مسئولية البيت ومتطلباته؟
* هل تحبين تربية الأطفال وتعهدهم الصحي والبدني والتربوي؟
* هل الزواج مشاكل وهم وغم؟ أم متعة وحرية ؟
* هل تشعرين أنك ضعيفة الثقة بنفسك؟ هل تثقين في الرجل؟ ولماذا؟
* هل من حولك من زيجات تجدينها جيدة ومستقرة؟ لماذا؟
* هل أحببت قبل ذلك؟
* ما هي الأسباب الحقيقية لفسخ خطوبتك؟ وما هو خطئك الشخصي فيها؟
وحاولي أنت أن تفتشي عن أسئلة أخرى حتى لو ستعيدك ليوم واحد في أيام طفولتك كان له أثر في نفسك على رؤيتك للزواج، ففي الإجابة على تلك الأسئلة الكثير من وضوح الرؤية بداخلك، ثم بعد ذلك نبدأ في الحديث فيما وجدته.
أما قصة العفاريت والسحر هذه فصارت تؤلمني بعدما كانت تستفزني، فأي سحر هذا الذي يجعل شخص يفر بمجرد دخول الشارع؟، فالسحر مذكور في كتاب الله العظيم، ووجود الجن لا شك فيه ولا جدال، ولكن الجدال هو في ما هو "حجم قدرات الجن وقوة تأثيره" على مجريات ومقدرات الحياة -أستغفر الله العظيم-، فلقد أثبتت الدراسات أن الخرافات تنمو وتترعرع كلما فرغ العقل وملأته معارف سطحية واهية، وأن الذين يؤمنون بتلك القوى الرهيبة للسحر والجن هم في حقيقة أمرهم شخصيات تتميز بتفكير يجنح للتهويل وتصديق الأمور حتى لو غير منطقية دون تثبت ولا دليل، وهم أنفسهم الذين يعشقون القيل والقال ويتابعون الإشاعات ويصدقونها، ولو كان فكر نيوتن أن التفاحة التي وقعت فوق رأسه بفعل جان أو سحر لما وصلت البشرية لمفهوم الجاذبية الأرضية التي غيرت التاريخ البشري كله، ولو كان الأمر سهلاَ، لغرقنا في السحر الأسود والأزرق والموف لننتقم من كل من يقهرنا ويذلنا من اليهود أو غيرهم، فلا تتركي الفراغ العقلي يضيعك ولا تربطي الأمور عنوة بما لا يمت لها بصلة؛ لأنك عجزت عن التفكير المنطقي؛ فالله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نفكر بالعقل ويحترم العلم والعقل، فكيف نهينه هكذا؟،
فانظري كيف عبرت عن العرسان، فلقد قلت "سمعنا"عن عرسان كثيرين ولكنهم لم يأتوا، فهناك ألف ألف سبب منطقي لهذا، فقد يكون كذباَ من الأساس ولا عريس ولا غيره، أو قد يكون السبب تردد الشباب الذي صار وباءا، أو بسبب معلومة تم تصحيحها قبل مجيئه مباشرة وجدها لا تناسبه فعاد أدراجه بدلاَ من إحراجك أو إحراج اهلك، حتى الشاب الذي رجع عند دخول الشارع، فقد يكون الشارع بالنسبة له حين دخله فوق مستواه أو أقل من مستواه فتصرف تصرف صبياني بالعودة دون المجيء، وما أسهل أن يعتذر الشخص حين لا يقوى على قول الحقيقة أو المواجهة حيث يتصور أنه بذلك يحافظ على مشاعر الآخرين أن يقول والله لا شيء سوى أنني غير مرتاح، أو وجدت نفسي غير مرتاح بعد أن اتفقنا وهو وارد جداَ.
أما فسخ خطوبتك مرتين فلها أكيد أسباب مادية أو اجتماعية أو بسبب عدم تأكد الخطيب من مشاعره جيداَ تجاهك، ولقد صادفنا العديد من المشكلات التي يبعثها الشباب الخاطب يقول لنا، بعد أن دخلت البيت وجدتني غير مقتنع بالأهل، أو أنني حاولت أن أنسى حبيبتي بخطيبتي فلم أتمكن فماذا أفعل وهذا يحدث للأسف، بل هناك من أرسل لنا أكثر من مرة أنه بعد عقد القران يجد نفسه لا يقتنع بدرجة جمال زوجته وأنه كان يسمع كلام والدته بحُسن أخلاقها فماذا يفعل؟!! هل تتصورين ذلك؟، فلتطردي هذا التفكير الأخرق، وانتبهي دوما لتطوير نفسك وتعهدها وشغل نفسك بحلم لتحقيقه وهدف يجعل لحياتك معنى، ولا تفقدي ثقتك بنفسك أبدأَ حتى يأتيك زوجك في الوقت الذي يحدده الله عز وجل فمن أسمائه أنه هو المقيت، وقبل كل ذلك أن يكون مستحقاَ لقلبك ومشاعرك لأنها غالية.