الشك القاتل
أنا شاب أبلغ من العمر 27 عام حاصل علي بكالوريوس تجارة لا يوجد عندي ثقة بالنفس ولا بالآخرين وأعيش حالة جنونية من الاكتئاب النفسي وأكره المرأة وأشك بها كثيرا ويحدث ذلك عند الارتباط أشعر بأن البنات خائنات ولا يوجد عندي ثقة بهم ولا بالنساء عامة
ولا أريد الزواج وأهرب منه دائما أشعر أن كل ست ميملاش عينها إلا التراب والشك يكاد يكون هيقتلني والله يا دكتور هتجنن منه واضطرابات عصبية ونفسية شديدة جدن يحدث ذلك عند القدوم إلى خطبة بنت.
11/11/2010
رد المستشار
حضرة الأخ "أحمد" العمر حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
نعترف لك بأن هذا العصر قد تغير كثيراً عن سابقاته من العصور، ونعترف أيضاً بأن مستوى الحشمة والحياء والحميّة والغيرة... وغيرها من المفاهيم المثالية عند مَن سلف من آبائنا وأجدادنا قد قلّ كثيراً هذه الأيام، كما ونقر بأن مَن يعيش هذا العصر قد يصاب بشيء من الإحباط خاصة إذا كان يحمل العديد من الموروثات الثقافية القديمة التي ذكرنا.
ولكن يا أخ "أحمد" لو فعل كل الشباب في هذا العصر مثلك لما بقيت مثالياً، بل لتوقفت مسيرة الحياة ومثلها كل الأفكار والآداب والمُثُل عن الحياة. وهكذا تموت الإنسانية، ولن يأتي جيل جديد كي يعيد إحياء الإنسانية الحقة على هذه البسيطة.
لقد مرت الإنسانية عبر العصور بفترات كثيرة من المثاليات وأخرى من الانحلال الفكري، حتى وصلت إلى إفراز قوم مثل قوم النبي لوط، فعاقبهم الله وأراحنا منهم. فاليوم ما زلنا بألف خير بالنسبة لهؤلاء. بيد أن المجتمع أكمل مسيرته بأناس شجعان، عضّوا على الجرح، وحاولوا أن يعلّموا أولادهم الأفكار السليمة، وعدم الانصياع لمغريات الشيطان الرخيصة. وهكذا خُلقتَ أنت والعديد من الطيبين الذين ما زالوا يصارعون التقهقر في هذه الآونة.
أستاذ "أحمد" لا بد من أن تكسر هذا الخوف في نفسك، وأن تبحث بشجاعة عن الشريكة الصادقة الطاهرة، فهي موجودة وتنتظرك. ولا بد أن تحظى بها إذا ما بحثتَ عنها وناديتها. كما ونتمنى أن لا تصل أفكارك هذه لمستوى العدائية للمجتمع، أو مستوى أن تكون وسواساً قهرياً يبعدك عن الآخرين فيرميك في عزلة الكآبة والتوتر، فالفصام والشعور بالعدائية من قبل الآخرين تجاهك.
لا تختبئ خلف المُثُل لكي تشرّع الانطواء. كُن مثالياً في اقتحام المجتمع، فإن نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وُجِد في مجتمع يعبد الحجر، فثابر وانتصر.
نصيحتنا لك أن تتخذه نبراساً وتبشّرنا في القريب العاجل بأنك وجدتَها وانتصَرْت. فالحياة معارك عديدة. علّك تربح الحرب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.