السلام عليكم؛
هل فعلًا الدين يحل الاستمتاع بعد عقد القران قبل الزفاف كما ذكرت للأخت الفاضلة؟
عفوًا، أنا لدي أخت أكبر مني ومكتوب كتابها، صدمت فيها عندما شاهدتها بالصدفة في وضع قبلات ساخنة مع زوجها وعندما واجهتها بما حدث قالت لي: المهم عدم الدخول.
أنا محتارة وعندي قناعة شخصية أن كل شيء في وقته وأوانه أحسن وأن البنت كالجوهرة الثمينة لازم تحفظ نفسها لغاية يوم زفافها.
لماذا في مجتمعاتنا الشرقية دائمًا نختزل الشرف في الغشاء فقط، وننصح البنت بعد كتب الكتاب تعمل ما يحلو لها ما عدا الدخول؟
أنا مصدومة جدًا في أختي ونصحتها كثيرًا أن تمتنع حتى تكبر في نظر زوجها ويحترمها حتى لا يشك في جرأتها، ورفضت. هذا غير أن كل شيء نصيب ولا أحد يضمن أن يكمل الزواج للنهاية. ربنا ما يجيب شر أبدًا يا رب ويتمم لها على خير.
والذي لا أرضاه لأختي، لا أرضاه لبنات المسلمين.
أنا آسفة جدًا لو ضايقت حضرتك لكن ينبغي احترام العرف، لأن هذا يجعل البنت في حالة إثارة
ومعاناة، وممكن يحصل تجاوزات...
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله؛
نعم يا سالمين، إذا عقد العقد فالرجل والمرأة أصبحا زوجين، وأصل الحكم الشرعي: أنه يحل لكل منهما أن يستمتع بالآخر بأي وجه من وجوه الاستمتاع، يعني: لو أن المرأة سلمت نفسها له بعد العقد وقبل الزفاف فإنها لا تعتبر آثمة، ولو حصل حمل فهو ابنهما بلا نزاع، وهكذا...
لكن –وكما قلتُ في الاستشارة السابقة- العرف له دوره في هذه الأمور، وكذلك الاحتياط من أجل مصلحة الفتاة.
فكما ترين، لو حصل الدخول فعلًا، فهذا ليس بحرام، لكنه سيكون مستهجنًا في العرف، وستعرض الفتاة نفسها لكلام قاسٍ قد يحرجها، وسيظل هذا يذكر عنها إلى أن تصبح عجوزًا!!!...
ثم كما قلتِ أنت: لو حصل طلاق، وكان الزوج خبيث النوايا، ولم يعطها مهرها كاملًا... تخيلي حينها المشكلات، والدعاوى، والمحاكم التي ستضطر الزوجة للدخول فيها...
ومن أمثلة الاحتياط لمصلحة الفتاة أيضًا: منع كثير من العلماء من عقد القران دون تثبيته عند الجهات الرسمية، مع أنه جائز في أصل الشرع، وذلك لما قد يحصل من إنكار الزوج للعقد، وامتناعه عن الطلاق، وهناك فعلًا من فعل بها الزوج ذلك، بعد أن دخل بها في عقد لم يُثبَّت، فوقعت في حرج ما بعده حرج، ثم بعد أن طلق كانت في حرج أشد عند مجيء الخطاب، وعدم تصديقهم للقصة، وخوفهم من كونها تورطت في عمل محرم.
فالخلاصة: أن أصل الحكم الشرعي هو حل جميع الاستمتاعات، لكن الأفضل تجنب ما يمنعه العرف، ويجلب الضرر للفتاة.
لكني أراك قد قسوت على أختك قليلًا: فأختك لا تفعل محرمًا شرعًا، ولا أظن أن الأعراف تمنع مثل هذا، فهذا أوانه إذن، وليس أمرًا مناقضًا للشرف!!
والفتاة كالجوهرة تحفظ نفسها، لكن ليس من الذي حظي بها... قد يكون هناك من الرجال من يشك بسبب الجرأة، لكن هناك من يترك إذا تمنعت الفتاة من مثل هذا لاعتقاده أن مثل هذه لن ترضيه في المستقبل...، فهذا الأمر تحدده الظروف الخاصة بين الزوجين...
وأما قضية الإثارة والمعاناة، فلا يمكن اجتنابها طالما أنهما يشعران أنهما يحلان لبعضهما، ومع هذا لا يستطيعان الاقتراب كالزوجين، فليس الامتناع دواء لذلك إذن...
باركي لأختك، ودعي لها حريتها في التصرف ما دامت تحفظ نفسها عن الدخول، لا لحرمته ولكن صيانة لمصلحتها فيما لو حصل شيء لا سمح الله.ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>حدود الخطبة مشاركة1