أنا تعبانة لأني أشعر أني قد دمرت حياته..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا عندي مشكلة تؤرق عيني وتعذب ضميري، منذ ثلاث سنوات كنت قد أحببت شابا عن طريق الإنترنت ولكنه كان مش مصري كان من دولة عربية أخرى. لقد أصلح الكثير في حياتي اتفقنا على الزواج أقسم بالله أني نيتي كانت صافية تماما وكنت أريد أن أتزوجه ونزل إلى مصر وتقابلنا ووعدته بأن أتزوج منه حتى وإن لم يوافق أهلي، وهو وعدني أنه لن يتخلى عني أبدا، وكان قد تقدم لي الكثير من الشباب لخطبتي ولم أوافق على أحد منهم.
حتى تقدم لي شاب في وقت كنت زاد ضغط أهلي علي لكي أوافق وفي نفس الوقت كانت علاقتنا مش مستقره لذا وافقت على المتقدم لخطبتي واتخطبت 3 شهور ثم تركته لأني أحب حبيبي ولا أستطيع أن أبعد عنه، وكان أهلي يعرفون بعلاقتي بهذا الشاب اللي مش مصري لأنه كان قد تقدم لخطبتي ورفضوه فبعد أن تركت خطيبي رجعت لحبيبي وبقت حياتنا حتى تفاجأت بأن الشاب الذي أحببته يفعل الكثير من الأعمال ولا يخبرني بها وأعرفها بالصدفة وكان يقول لي على حاجات أنه يعملها وأحس أنه مش بيعملها، حتى تغيرت مشاعري نحوه وكثيرا ما أنبني ضميري بسبب أني أفعل شيئا لا يرضي عنه الله سبحانه وتعالى.
ولكني وجدت نفسي في حيره بين الإنسان الوحيد الذي أحبه وأتمنى أن أبقى معه باقي حياتي وبين أهلي لأنهم لم يوافقوا عليه وبين ديني الذي لا يسمح لي بهذه العلاقة (الحب) غير الشرعية، فبعد مرور الوقت بدأت أتغير نحو هذا الشاب ولكني في نفس الوقت أحبه بس مش زي الأول كأني أنانية مش فاهمة نفسي.
وأخيرا قررت أن أبتعد عن هذا الشاب واتخطبت من جديد وبعدت عن حبيبي، ولكن مشكلتي في أن ضميري يؤنبني لما سببت له من ألم بسببي ولا أستطيع أن أسامح حالي، ومش عارفة ربنا هيسامحني ولا لا.
أنا تعبانة لأني أشعر أني قد دمرت حياة ذلك الشاب الذي أحببته.
بالله عليكم قولوا لي كيف أعالج تأنيب ضميري مع العلم أني أدعو له بظهر الغيب.
30/9/2010
رد المستشار
إن كان ضميرك يعذبك لتصورك أنه قد تحطم فلا تجزعي، فلم نسمع أبداَ عن شخص مات من الحب، أو رجل دمرته قصة حب حتى لو ركبتاه قد كانتا تصطكان من فرط عمق مشاعره وقتها، فطبيعة تكوين الرجل تغلب دوماَ مشاعره التي قد يسمح لها بالانطلاق في وقت ما من حياته، فلا تحطم ولا ضياع ولا تدمير، ولكنها الذكرى والأمنيات والخبرة التي تبقى في وجدانه، فالذي يتحطم هو أنت، والذي يدمر حياته هو أنت حين تتركين نفسك نهباَ لتلك المشاعر السلبية تجاه نفسك طول الوقت.
ودعيني أحدثك بصدق دون تجميل حتى تتخلصي بالعقل الذي هو قائدك على الرغم من بعض الرعونة التي تظهر منك في أوقات ضعفك؛ فأنت أحببته على المستوى النظري، وكان ارتباطك به ارتباطا في الخيال، فلقد أحببت شخص آخر كنت تتخيلينه وكنت تتمنينه، وحتى لا تواجهي نفسك بالحقيقة وقتها أردت غصباَ أن تجعليه الصورة التي في رأسك وتعطينها كل الحب والمشاعر التي تملأ قلبك، ولكن حين تعرضت علاقتكما لبعض التوتر -لا أعرف لماذا لم تذكري الأسباب- بدأت الحقيقة في الظهور فكان أول ما فعلته هو خطوبتك لمن تقدم لك ووجدتيه مناسباَ (هذه واحدة)؛
وحين تقدم محبوبك بالفعل وتم رفضه -لم تذكري الأسباب أيضاَ ولا أعرف لماذا-وجدت نفسك دون وعي تبحثين عن أسباب تبرر لك أمام نفسك فكرة رفضه، مثل اكتشافك أنه لا يقوم بأمور يقول أنه يقوم بها بالإحساس فقط، أو يفعل أمور لا يخبرك بها!!، على أية حال، الحقيقة الأكثر وضوحاَ هو أنك تجربة جديدة أقصد قديمة جداَ تتكرر لقصص حب الإنترنت التي يجب أن تكوني قد عرفت رأينا فيها لو كنت من متابعي موقعنا العزيز، وكذلك أنك شخصية رغم عاطفيتها ورغبتها في الحب إلا أنها شخصية عقلانية للدرجة التي جعلتك لا تستطيعين أن تخوضي تجربة ارتباط لا يقرها عقلك، فأين ما كنت تقولينه مثل أنك ستتزوجين به حتى دون موافقة أهلك؟، هل هي الطاعة والبر؟ أم عقلك؟، وأين كان التدين وقت الغرق في تفاصيل قصة حبك؟، وكيف كنت ستخوضين زواجا دون موافقتهم رغم كونك ملتزمة؟.
تذكري تلك الحقائق، وتقبلي نفسك وسامحيها حتى تتمكني من السير قدماَ في موضوع ارتباطك دون منغصات غير مبررة، وما يجب عليك فعله الآن هو أن تقتربي من نفسك لتتعرفي عليها أكثر وتحددين بمرور الوقت والخبرات ماذا تريدين في الحياة والدين والزواج،...الخ، ولا تجعلي مشاعرك السلبية تسوّل لك فكرة التواصل معه مرة أخرى للاطمئنان عليه أو ما شابه، فجراح القلب لا يضمدها سوى صاحبها بطريقة تفكيره ونضوجه ووضوحه مع نفسه وهذا ما سيقوم هو به آجلاَ أم عاجلاَ ليكمل مسير حياته كما يريدها، وهكذا أنت، أسأل الله لك التوفيق وراحة البال.